هو الذي حمل لبنان بصوته إلى كل اللبنانيين المنتشرين حول العالم، بعد أن أبعدتهم الحرب عن وطنهم، وأسسوا لحياة جديدة في بلاد الإغتراب، أو لازالوا يبحثون عن حياة كريمة، وقال لهم "يا مهاجرين إرجعوا"، فمنهم من عاد إلى الوطن، ومنهم من بقي الوطن بالنسبة لهم مجرد حلم وإنكسر.

إنه الفنان الراحل وديع الصافي الذي أقيم حفل تكريمي له، برعاية النائب والوزير الأسترالي-اللبناني جهاد ديب، أما الجهة المكرمة فهي البرلمان الأسترالي وبالتعاون مع المكتبة الوطنية التي تم فيها حفل التكريم في منطقة الصنائع، وتسلم شهادة التقدير شقيق الراحل العميد إيليا فرنسيس والفنان جورج وديع الصافي، الذي غنى بعضاً من أغنيات والده وعزف على العود، وعاد وشاركه الغناء شقيقه الفنان أنطوان الصافي.

بداية الإحتفال كانت كلمة ترحيبية من المديرة التنفيذية للمكتبة الوطنية جلنار عطوي سعد، ثم كانت كلمة رئيس مجلس الادارة المدير العام للمكتبة الدكتور حسان عكرا الذي قال :"اليوم نجتمع بالتعاون مع البرلمان الاسترالي بمبادرة لتكريم أحد عظمائنا الذي هو الاستاذ وديع الصافي في رحاب المكتبة الوطنية في حفظ التراث".

وأضاف :"ونحن نعلم أنه إذا إردنا أن ننهض بالبلد يجب أن ننهض بثقافته، وبهذه الثقافة لدينا دور كبير جداً نقوم به حتى نستطيع أن نرد لبنان إلى مكانته ليكون جنة على الأرض، حتى يكون لبنان بغض النظر عن شو دينك، هو ديني لبنان وتكون بلادي صلاة على شفافي مثلما وصانا الأستاذ وديع في أغنية "يا إبني" أن هذه البلاد ستكون صلاة".

ثم كانت كلمة الزميل اللبناني المغترب بيدرو حجة بتكليف من النائب الاسترالي-اللبناني جهاد ديب والذي قال :"وديع الصافي ليس ملك لبنان بل هو للعالم أجمع، وديع الذي ترك مجداً وإرثاً كبيراً للاغنية اللبنانية في كل العالم، وصوته لايزال منتشراً في الأرجاء، وعندما نحكي عن وديع لا نحكي عن فنان لبناني، بل عن فنان عربي".

وأضاف :"كلفني النائب الأسترالي من أصل لبناني والوزير في حكومة الظل جهاد ديب تقديم الشهادة التقديرية للعملاق الكبير وديع الصافي، ونهديها جميعاً الى روحه الطاهرة، وأنا أكيد أنه اليوم يرانا من فوق".

ثم كانت كلمة العائلة والتي ألقاها شقيق الصافي العميد إيليا فرنسيس الذي قال :"الوفاء ودائماً الوفاء الذي يختزن قلوبنا، يا أهل الوفاء كل الشكر للدولة الاسترالية والنائب ديب لتكريم فنان الوطن والتراث وديع الصافي، وبالتعاون مع المكتبة الوطنية التي نفخر بها كصرح ثقافي مضيء، وبدعم مستمر من وزارة الثقافة والوزير الدكتور غطاس الخوري ومدير المكتبة الدكتور حسان عكرا، حضوركم اليوم هو ظاهرة فريدة في عالم الغناء والتراث، وديع الصافي حمل لبنان بقلبه وصوته إلى الدنيا وخصوصاً أستراليا التي تكرمه اليوم".

وأضاف :"وديع الصافي صاحب رسالة مقدسة عاشها بالتراث والأصالة والابداع، وكرس صوته المعجزة لحكمة مبادئه، فنان الوطن والتراث هذا هو إبن هذه الأرض الطيبة، إبن نيحا الشوف، حمل صوته إلى دنيا الإغتراب، وها نحن اليوم بمبادرة كريمة من دولة حضارية أستراليا نكرمه ونكرم معه لبنان".

موقع "الفن" كان حاضراً، وعاد بهذه التصريحات الخاصة.

الفنان جورج وديع الصافي :"هذه خطوة مشرفة، طبعاً يقف وراءها أشخاص لبنانيون مشرفون، هذا هو الشعب اللبناني الذي إحتل الدنيا كلها بالسلم والعلم، واليوم يردون هذا الجميل من خارج لبنان".

وأضاف :"لم يكرم أحد بقدر ما تكرم والدي بحياته وبعد وفاته، ولازال الوفاء مستمراً، الحمد لله أنه تعب ووجد، ونحن اليوم نلاقي أيضاً، وما يميزنا كشعوب عربية، وخصوصاً كشعب لبناني هو أن كمية الوفاء لازالت كبيرة".

شقيق الفنان الراحل وديع الصافي العميد الدكتور إيليا فرنسيس :"الكل يعلم أن نصف الشعب اللبناني أصبح موجوداً في أستراليا، وديع سافر إلى أستراليا عشرات المرات ليغني للبنانيين هناك "يا مهاجرين إرجعوا غالي الوطن غالي"، وديع كان فنان الوطن والتراث، الوطن المقيم والمغترب، والمغتربون زرعوا لبنان في كل مكان، ومنذ أول دخول وديع إلى الفن كان يتوجه إلى المغتربين، كل أغانيه "حنين الأم"، "يا غايبين"، "طل الصباح"، كل أغنياته فيها عن المغتربين والوطن والتراث، لذلك أسموه "فنان الوطن والتراث".

وأضاف :"هذا هو وديع الصافي، صاحب رسالة، ولم يكن فقط مطرباً معجزة وظاهرة صوتية، كان يقول لي دائماً "يا أخي أنا عندي رسالة، هناك ملايين اللبنانيين المغتربين ولهم حق، ونحن نزورهم ونذكرهم بلبنان ونعيدهم إلى الوطن"، وديع أعاد إلى لبنان حوالى الخمسين مليون لبناني، بحيث كانوا يبكون حين كان يغني لهم ويعودون إلى الوطن".

مدير عام المكتبة الوطنية الدكتور حسان عكرا :"الإفتتاح الرسمي للمكتبة الوطنية تم في الرابع من شهر كانون الأول الماضي، ولكن هذا أول حدث تكريمي لإحدى الشخصيات الفنية التراثية اللبنانية يقام بالتعاون مع المكتبة الوطنية، ونحن منذ الأسبوع الماضي بدأنا بسلسلة النشاطات الثقافية بحيث أن كل يوم خميس يكون لدينا نشاط ثقافي".

وأضاف :"دورنا كمكتبة وطنية أن نحفط النتاج التراثي والثقافي اللبناني، إن كان غناء أو كتابة أو شعر أو رسم أو غيرها، لنعود ونطلقه بين أيدي الاجيال القادمة".

الزميل المغترب في أستراليا بيدرو حجة، ممثل النائب جهاد ديب :"المجلس النيابي الأسترالي يكرم عمالقة الزمن الجميل لأن الدكتور وديع الصافي وصباح وفيروز وأبو سليم وموسى كانت لهم صولات وجولات في أستراليا، وتركوا أثراً مهماً جداً لدى أبناء الجالية اللبنانية،وهم محبوبون جداً، وجاء البرلمان الأسترالي ليحافظ على هذا الإرث الثقافي الموجود في أستراليا".

وأضاف :"هذه التكريمات هي من قبل النائب في البرلمان الأسترالي جهاد ديب، وهو من أصل لبناني، وكان لي شرف أن أحمل هذه الشهادات التكريمية وأقدمها لهؤلاء النجوم الكبار، ومنهم من ودعنا ويستلم جائزته أفراد عائلته، فاليوم يستلم شهادة الدكتور وديع الصافي التقديرية إبنه الفنان جورج الصافي وشقيقه العميد إيليا فرنسيس، والراحلة صباح تم تكريمها في ذكرى رحيلها وإستملت شهادة التقدير إبنة شقيقتها المخرجة كلودا عقل، وأبو سليم إستلم تكريمه شخصياً في نقابة الممثلين في بيروت".

لمشاهدة ألبوم الصور إضغطهنا.