في ظل الموجة الفنية الحالية، يظهر الغناء على أنه فعلٌ ترفيهي لا ثقافي، كثر هم المؤديون، وقلائل هم الفنانون الحقيقيون الذين يحملون في أعمالهم رسالات سامية تُعنى بالإنسانية، تقارب الأديان، ونشر الفرح والسلام.

ولعلَّ أبرزهم الفنانة تانيا قسيس التي تجوب العالم لترسي قواعد الخير والمحبة بصوتها.

قدمت تانيا قسيس بصوتها العديد من الأغنيات التي تحمل معانٍ رائعة، تحاكي الإنسان والأمل والحب، وشاركت دوماً بفعاليات عالمية لنشر السلام، فأطلقت قبل عامين أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حفل المؤسسة الكويتية-الأميركية في السفارة الكويتية أغنيتها "​الأرض للجميع​" بنسختها الانكليزية "​LAND FOR ALL​" والتي أُنتجت بالتعاون مع الأمم المتحدة، وبدعم من مؤسسات وشركات عدّة، وقالت من خلالها لأقوى رئيس بالعالم إن هذه الأرض تساع الجميع مستعضفين وأقوياء، بيض وسود، فوقف ترامب وهنّأها بعد إنتهائها من الغناء وقال لها حينها "أنت رائعة".

لم تستغل قسيس هذا الحدث العالمي للترويج لنفسها أو للتباهي بما فعلت، بل أكملت مسيرتها الفنية بالزخم نفسه، وشاركت العام الماضي في "سيمفونية المحبة" التي أقيمت في متحف الاتحاد بدبي، برعاية وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في مناسبة انعقاد القمة العالمية للتسامح، وغنت للتسامح والحب والإنسانية.

إلى القارة الأفريقية وتحديداً مصر، حطّت تانيا قسيس رحالها برسالتها التي تحملها، حيث شاركت في حفل افتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية، وهي الكاتدرائية الأكبر بالشرق الأوسط، في قاعة المؤتمرات بالعاصمة الإدارية في مصر، بالتزامن مع عيد الميلاد، في حضور عدد من القادة وكبار المسؤولين من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، حيث صدح صوتها بين المسجد والكاتدرائية وهي ترنم "Ave Maria" التي امتزجت مع أنشودة "مولاي" الشهيرة للشيخ سيد النقشبندي وقد غناها الفنان أسامة الخولي بتوزيع لجوني فنيانوس.

جولات تانيا قسيس في العالم لم تمنعها من تحقيق حلمها في لبنان، فبعد إنشائها قبل سنوات لمؤسسة "One Lebanon" بالتعاون مع العديد من الفنانين والسفراء والتي قدمت من خلالها حفلات متعددة، أطلقت قبل أشهر مشروع جوقة كورال "One Voice" في المدارس الرسمية تحت إشراف "تانيا قسيس أكاديمي" ومؤسسة "وان ليبانون" في حفل أقيم في السراي الحكومي في بيروت، وهو مشروع يجمع العديد من طلاب المدراس الرسمية من مناطق مختلفة على رسالة فنية سامية وهي الغناء للوطن وللأرض وللسلام.

من أميركا الى الإمارات مروراً بمصر ولبنان، لم تكل ولم تمل تانيا قسيس من رفع صوتها بوجه الشر، العنصرية، الإستسلام، والصراعات الدينية، بل تحدّت كل الظروف لتثبت أنّ الفن رسالة قبل حصد علامات الإعجاب ونسب المشاهدة على مواقع التواصل الإجتماعي.

تانيا قسيس صوت جميل يحمل رسالة إنسانية سامية، ونجاحها لا يحتاج لعلامات إعجاب بل الإقتضاء بنهجها بنبذ الصراعات والخلافات وإرساء السلام.