شهدت السينما السورية خلال العام الماضي تطوراً ملحوظاً، وحصدت الأفلام الكثير من الجوائز من المهرجانات المخصصة للسينما، وجذبت أيضاً العديد من نجوم الدراما، وزاد الإنتاج والإقبال الجماهيري.


في هذا المقال نضيء على الأعمال السينمائية التي تم تقديمها في العام الماضي، إضافة إلى الأعمال التي تم تصويرها ولم تعرض بعد، كما نستعرض الأعمال المسرحية التي تم تقديمها عام 2018.

عودة بعد غياب

في ظل غيابه عن الشاشة الصغيرة، أثبت الممثل القدير دريد لحام حضوراً قوياً خلال عام 2018 عبر فيلم "دمشق حلب"، حيث عاد إلى السينما بعد غياب تسع سنوات، وتحديداً منذ مشاركته بشخصية "الشحاد" بفيلم "سيلينا" عام 2009.

هذا الفيلم ومنذ مشاركته الأولى، أحرز جائزة أفضل فيلم روائي عربي في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط في دورته الرابعة والثلاثين، أما لحام فحصل على جائزة التمثيل الكبرى في المهرجان نفسه.

الفيلم من تأليف تليد الخطيب وإخراج باسل الخطيب وينتمي إلى نمط الكوميديا السوداء ويروي حكاية رحلة افتراضية في حافلة لنقل الركاب، بين دمشق وحلب تجتمع فيها ثلة من الناس مختلفي التوجهات والأعمار والأهواء، بحيث تشكل صيغة ما عن المجتمع السوري، بما يحمله من تنوع وتعدد في طيف بنيته الاجتماعية.

وشارك في البطولة إلى جانب لحام كل من سلمى المصري وصباح الجزائري وكندا حنا ونظلي الرواس وعبد المنعم عمايري وشكران مرتجى.

التجربة الأولى

وخلال عام 2018 خاض الممثل والمخرج أيمن زيدان أولى تجاربه الإخراجية في السينما عبر فيلم "أمينة" بعد أربع تجارب إخراجية في التلفزيون الذي عمل فيه ممثلاً ومنتجاً على مدار أكثر من ثلاثة عقود، كان خلالها من المؤسسين لإنطلاقة الدراما السورية الحقيقية مع انتشار الفضائيات في تسعينيات القرن الماضي.

ويؤدي أدوار البطولة في الفيلم نادين خوري وقاسم ملحو وجود سعيد ولينا حوارنة وحازم زيدان وكرم الشعراني وبيدروس برصوميان وعبد اللطيف عبد الحميد ورامز الأسود ولمى بدور ونجاح مختار ولينا حوارنة.

ويروي الفيلم حكاية إمرأة أوجعتها الحرب لكنها لم تهزم إصرارها على الحياة لتصير أيقونة صبر وتحمل.

رجل الثورة

في رابع تجاربه السينمائية، قدم المخرج نجدة أنزور فيلم "رجل الثورة" من بطولة سيف الدين سبيعي وخلدون قاروط وميرفا قاضي ورام يوسف ويارا دولاني وأحمد الخطيب ومجد مقبل ولبابة صقر ونبيل فروج وعبد الله السيار، وتم تصويره خلال أسبوعين باللغة الإنكليزية.

وتدور أحداث العمل حول مصور وصحفي بريطاني يدعى "جون رايلي" يدخل إلى سوريا بطريقة غير شرعية بهدف تغطية أحداث الحرب بقصد الشهرة والفوز بجائزة "بوليتزر" للتقارير المصورة، فيلتقي بأمير إحدى المجموعات الإرهابية ويعرض عليه أن يلفق تحقيقات لصالح المجموعة مقابل أن يمنح التسهيلات التي ستمكنه من الفوز بالجائزة.

يغطي "رايلي" بعض المعارك والمجازر التي تقوم بها المجموعات المسلحة، ويقترح على الأمير أن يختطف جثث الضحايا من قرى موالية للحكومة السورية ليصورها كضحايا لهمجية الجيش السوري، وبعد فشله في الوصول إلى هدفه يلجأ إلى مساعدة الإرهابيين في فبركة استخدام الكيماوي وتشويه الحقيقة ليصل إلى مبتغاه وليجعل من صورته حدثاً عالمياً.

ثاني التجارب

خلال العام الماضي، خاضت الممثلة أمل عرفة ثاني تجاربها السينمائية عبر فيلم "عزف منفرد" الذي لم يعرض بعد وإنما شارك في مهرجان واحد، حيث عادت عرفة إلى السينما بعد غياب 23 عاماً وتحديداً منذ مشاركتها في فيلم "صعود المطر" عام 1995.

وخلال الفيلم نفسه تؤدي الممثلة رنا شميس دوراً تمثيلياً وغنائياً طربياً في آن.

الفيلم من تأليف وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد وبطولة جرجس جبارة وفادي صبيح وكرم الشعراني وبيدروس برصوميان وعبد الرحمن قويدر إلى جانب عرفة وشميس.

وفي هذا الشريط محاولة إيضاح ما يمكن أن تسبب المصادفة من القصص المعبرة عن الإنسان الذي لا تُفقده الحرب حسه الإنساني، ولا تجبره الظروف على تجاهل الألم البشري، الذي يؤسس لبلادة العبور ونقص الانتباه.

سلاف ووائل

بعد مسيرة فنية طويلة في عالمي التمثيل والإخراج، دخل الممثلان السوريان سلاف فواخرجي ووائل رمضان عالم الإنتاج السينمائي من الباب الواسع، حيث أعلنا انطلاق التحضيرات لفيلم "تدمر" السوري الروسي لكونهما ممثلين لشركة إنتاج سورية، بالشراكة مع أحد المنتجين الروسيين.

وتدور أحداث الفيلم حول طبيب من داغستان تتفكك حياته عندما تهرب زوجته وبناته سراً إلى سوريا للانضمام إلى المجموعات الإرهابية فيسارع إلى إنقاذهن من دون التفكير في العواقب.

أربعون عاماً

بعد أربعين عاماً على عرضه أول مرة، أقامت الجمعية السورية للسياحة المستدامة "الفينيق" حفلاً خاصاً استعادت فيه فيلم "الرسالة" بتقنية 4K التي تعطي عشرة أضعاف الدقة العادية بالصوت والصورة، في إحياء ذكرى المخرج السوري مصطفى العقاد بعد مرور 13 عاماً على استشهاده في تفجير إرهابي.

كما تم خلال الحفل تكريم الممثلة منى واصف ومنحها درع التكريم عن مشاركتها في بطولة هذا الفيلم.

ويروي الفيلم قصة النبي محمد من خلال حياة أصحابه وتابعيه، وقد تمت ترجمته إلى 30 لغة عالمية وعزفت موسيقاه الفرقة السيمفونية الملكية البريطانية، وعرض في 300 صالة في الولايات المتحدة وحدها، وبلغت ميزانيته 10 ملايين دولار، وفاقت إيراداته 100 مليون دولار، وكان أكثر فيلم تناول الإسلام في عمقه، وحقق أعلى نسبة مشاهدة في العالم.

مهرجان الشباب

خلال عام 2018 استضافت دمشق النسخة الخامسة من مهرجان "سينما الشباب والأفلام القصيرة".

وفي مسابقة دعم سينما الشباب فاز فيلم "نخب ثاني" بالجائزة الذهبية لأفضل فيلم وجائزة أفضل سيناريو، وراحت الجائزة الفضية لفيلم "رسالة غير كافية" والبرونزية لفيلم "30 كم من دمشق"، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "آدم".

وفي مسابقة الأفلام القصيرة الاحترافية العربية، فاز الفيلم السوري "حكاية من مراكز الإيواء" والفيلم التونسي "فراشة" بشهادة تنويه، وحاز الفيلم العراقي "الشيخ نويل" جائزة أفضل سيناريو، ونال الفيلم السوري "يوم من 365" جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفاز الفيلم المصري "ونس" بجائزة أفضل إخراج، والفيلم العراقي "مصور بغداد" بجائزة أفضل فيلم.

وتألفت لجنة تحكيم مسابقة دعم سينما الشباب من الممثل السوري أيمن زيدان "رئيساً" وعضوية الممثلة أمل عرفة والكاتب المصري مصطفى الكيلاني والناقدة التونسية نورس الرويسي، بينما تألفت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الاحترافية من الكاتب والناقد المصري الأمير أباظة "رئيساً"، وعضوية الناقدة والكاتبة السورية نهلة كامل والمخرجة العراقية عايدة شليبفر، بمشاركة ست دول هي سوريا ولبنان والعراق ومصر وتونس وعمان.

جزائري وإيراني

بعيداً عن الأفلام السورية، عرضت صالات السينما السورية ثلاثة أفلام، الأول جزائري من إخراج السوري باسل الخطيب ويحمل اسم العلامة الجزائرية "ابن باديس".

والثاني إيراني بعنوان "بتوقيت الشام" من تأليف وإخراج ابراهيم حاتمي كيا والذي يتناول التضحيات التي يقدمها محور المقاومة في محاربته للإرهاب، والثالث إيراني أيضاً بعنوان "كويرس وطني الصغير" للمخرج الإيراني سعيد صادقي ويوثق ما عاشه أبطال حامية مطار كويرس لأكثر من ثلاث سنوات في التصدي للتنظيمات الإرهابية.

الجوائز

حققت السينما السورية العديد من الجوائز، ذكرنا أولها لفيلم "دمشق حلب" وللممثل دريد لحام، أما الجوائز الأخرى فهي:

جائزة المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون بدورته التاسعة لفيلم "الأب" بطولة أيمن زيدان وإخراج باسل الخطيب، كما حقق الفيلم نفسه جائزة أفضل فيلم في مهرجان دلهي السينمائي الدولي.

ذهبية مهرجان "سفن هيلز" الدولي للسينما بهنغاريا لفيلم "حرائق" للمخرج محمد عبد العزيز.

جائزة الجمهور في المسابقة الرسمية لمهرجان سينما المؤلف في الرباط لفيلم "عزف منفرد".

ثلاث جوائز في مهرجان قرطاج السينمائي لفيلم "مسافرو الحرب".

جائزة الإخراج الذهبية في مهرجان لوس أنجلوس السينمائي لفيلم "مخاض الياسمين".

عدة جوائز لفيلم "على سطح دمشق" منها جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان الفيلم الوثائقي والروائي القصير في تونس، والجائزة الكبرى ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان النور السينمائي الدولي بالدار البيضاء.

جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان "السماوة" للفيلم القصير في دورته السادسة لفيلم "أفراح سوداء".

جائزة التنويه في الدورة الحادية عشرة من مهرجان وهران للفيلم العربي في الجزائر لفيلم "المخاض".

إشارة إلى أنه خلال العام الماضي، تم تصوير ثلاثة أفلام أخرى لم تعرض بعد، هي "نجمة الصبح" و"مسافرو الحرب" للمخرج جود سعيد، و"حنين الذاكرة" لأربعة مخرجين شباب.

تم عرض فيلم "ليليت السورية" للمخرج غسان شميط في دار الأسد للثقافة والفنون، لكنه لم يشارك في أي مهرجان في الخارج.

تم إطلاق العروض الجماهيرية لفيلم "رجل وثلاثة أيام" للمخرج جود سعيد.

المسرح السوري

حصد المسرح السوري خلال عام 2018 أربع جوائز في مشاركتين عربيتين في العراق وتونس.

ففازت مسرحية "شكسبير ملكا" بجائزة أفضل مخرج للؤي شانا وجائزة أفضل ممثل للفنان ناصر مرقبي في مهرجان أيام كربلاء الدولي للمسرح، أما مسرحية "تصحيح ألوان" فنالت جائزتين أيضاً هما أفضل نص للكاتب سامر إسماعيل وأفضل ممثل للفنان يوسف المقبل في مهرجان أيام قرطاج المسرحي.

أما العلامة الفارقة للمسرح في العام الماضي فكانت عبر عودة الممثلين الكبيرين غسان مسعود وأيمن زيدان إلى الخشبة كمخرجين.

الأول أخرج مسرحية "كأنو مسرح" عن نص كتبته ابنته لوتس مسعود، حيث نجح باستقطاب عدد من الوجوه الشهيرة أمثال ديمة قندلفت ونظلي الرواس وروبين عيسى ولجين إسماعيل، وتحت عنوان "كي لا ننسى الكبار" تم إهداء العرض لكل من صلحي الوادي وفواز الساجر وسعد الله ونوس وممدوح عدوان ونعمان جود.

أما الثاني فقدم رابع تجاربه الإخراجية في المسرح بعد "راجعين" 2001 و"دائرة الطباشير" 2014 و"اختطاف" 2017، مقدماً مسرحية "فابريكا" عن نص "ممثل الشعب" للكاتب الصربي برانيسلاف نوشيتش، وبطولة محمد حداقي ولجين إسماعيل ولوريس قزق وحازم زيدان وفادي الحموي ولمى بدور وخوشناف ظاظا ونجاح مختار.

بدوره قدم الممثل والمخرج زيناتي قدسية مسرحية "حفلة على الخازوق" للكاتب محفوظ عبد الرحمن وبطولة صفاء رقماني ومحمود خليلي وعلي كريم وجمال العلي ومصطفى المصطفى وزهير بقاعي ورائد مشرف وقصيقدسية ونورس أبو علي.

واللافت خلال عام 2018 عودة الممثلة نادين خوري إلى خشبة المسرح عبر مسرحية "عشتار" بعد انقطاع ما يقارب العشرين عاماً حيث كان آخر عروضها المسرحية ملحمة "الربان والقوافي" تأليف محمود عبد الكريم وإخراج بسام الملا والتي تم عرضها عام 1999.

العرض من تأليف عدنان الأزروني وإخراج سامي نوفل وبطولة إلى جانب خوري كل من وفاء موصللي وأمانة والي وسعد مينه وغيرهم.