حلَت الفنانة نجوى كرم ضيفة على الإعلامية وفاء شدياق عبر أثير اذاعة لبنان الحر بحلقة خاصة وذلك يوم الأحد ١٣ يناير/كانون الثاني ٢٠١٩.



حلقة أقل ما يقال عنها انها استثنائية مع إعلامية مثقفة ومحنكة تطرقت في حوارها الى مسائل جدلية وعميقة بعيدة كل البعد عن أخبار مواقع التواصل الإجتماعي وسطحيتها. افتتح الحوار تقرير مميز لبيار البايع اختصر مسيرة نجوى كرم الفنية منذ بداية انطلاقتها حتى يومنا هذا، واثنى في تقريره على ملازمة اسمها القضية اللبنانية، كذلك وصفها بأنها خشبة خلاص للفن اللبناني وتحديدا اللهجة اللبنانية التي تتعرض لخطر الزوال كالأرض الأم التي كانت تتعرض لخطر الإبادة. مدة المقابلة ساعة ونصف قسمت الى ثلاثة محاور روحانية سياسية وفنية.

تحدثت نجوى كرم في إجاباتها عن اندثار الحضارات لان الأرض حبلت بالكفر واصبح الشر اكثر من الخير وهذا يشكل خطراً كبيراً للوجود، فيجب تقوية الخير والنور كي يزيل العتمة من النفوس، كما عبرت عن وجود الشر او الشرير لكنه لا يلهيها عن التفكير ايجابيا حتى لا يسيطر عليها، والعالم بحاجة الى مخلص منظور وغير منظور، أما عن صداقتها مع عقلها الباطني اجابت انها تعود الى خبرتها الذاتية المرتبطة بحواس غير مرئية وغير ملموسة تشتغل على التفاعل ما بينالجسم والمشاعر، أما الموت فلا يخيفها لأن إيمانها بالحياة قوي ومعلمها غلب الموت، كما تؤمن بالحياة لكنها تشتاق للعشرة ولأشخاص إفتقدتهم ولم تعد تراهم، لا تكترث للذبذبات السلبية انما تفكر دائما بالإيجابية والمصالحة مع النفس لانها تملك سلاماً داخلياً. كما تناولت في حديثها الفلتان وسلبيات التواصل الإجتماعي الذي يتيح لكل انسان ان يعبر عن رأيه حتى لو لم يملك خلفية ثقافية ايجابية كانت او سلبية، معتبرة ان الاعتماد على التكنولوجيا بكثرة وضع حاجزا بين البشر لانها تفكك العائلة وتلغي العاطفة والشوق، ورداً على سؤال أكدت نجوى كرم بأن الشيخوخة لا تخيفها لأن خبرتها على الأرض تجَملها وتحب عيش مراحل الحياة بطفولتها ومراهقتها وشيخوختها. وعلى الصعيد العاطفي فقد أشارت إلى أنها تحب الإرتقاء في الحب والزواج هو الإرتباط الناجح لشخصين يكمل بعضهما الآخر بالوعي والحب.

علاقتها بروتانا ترتكز إلى ثقة عمياء تحب "على العميانة" وتحب ان" تنحَب على العميانة" وعودتها مع روتانا فيها توازن بين العقل المصلحة والقلب، اي الحنين والإخلاص لشركة لطالما حققت وإياها نجاحات كبيرة ورسمت تاريخها الفني الطويل، كما أشارت الى حرص الفنان وخوفه الدائم من الإعلام المثقف حتى لا يفشل الفن، والإعلام المثقف ينتظر من الفنان أعمالا راقية ليكتب عنها. وأكدت نجوى كرم على تفاديها بسنة ٢٠١٩ قلبَ الصفحة لمعرفة الأشياء قبل أوانها، وهي لا تحب ان تتخلى عن عنادها على الصعيد الشخصي والفني لانها اكتشفت ان الأماكن العنيدة فيها هي الأنجح.

سياسيا طالبت بمحبة من رئيس الجمهورية كمواطنة لها حقوقها المدنية وتعودت على فخامته ان يكون صوته أعلى لان الوطن بحاجة لصرخة صوت على جميع الأصعدة، ومنها الحقوق المدنية للشعب لان وطننا صاخب برئيسه وشعبه، أما الهدوء يلزمنا على صعيد السلام والأمن وهي تحترم المناصب الهرمية للعرف الدستوري وتحب الإستشارة وليس الإستئذان.

اما كرم كرم مخرج كليب الليلة ليلتنا الذي كانت له حصة من اللقاء والمتواجد معها دائما تكلم عن عمله المميز الذي أخرجه لعمته نجوى كرم، وتفاجأ بإلتزامها خلال التصوير وتفاجأت بدورها بحرفيته. كرم المخرج الشاب الذي أظهر نجوى كرم بأفضل صورة بأغنية أقرب الى الجو المسرحي الذي يضج حياة وإيجابية.