كثيرة هي الآثار السلبية التي نتجت عن إنتشار مواقع التواصل الإجتماعي ودخولها إلى منازل وخصوصيات الناس، ولعله من أبرزها إفساح المجال أمام صغار العقول والمتحجرين لإبداء آرائهم خصوصاً تلك الآراء التي لا تراعي مشاعر الآخرين وتفتقد إلى أدنى معايير الأخلاق والإنسانية.

ومن هنا فإن ما حصل مع ملكة جمال الجزائر لعام 2019 خديجة بن حمو بعد الإنتقادات الساخرة التي تعرضت لها والتي طالت شكلها ولاسيما لون بشرتها وأيضاً عملها السابق هي أبسط دليل على ما قلناه في المقدمة.

ليس من حق أحد أن ينتقد الآخر ويستهزأ بشكله لأي سبب كان خصوصاً إن كان مؤمناً ومسلّماً بأن خلق الله لا غُبار عليه، وإن كان ينطلق في حكمه على الآخرين من نفسه.

فأولاً نقول لهؤلاء أنظروا إلى مرآتكم جيداً وتصالحوا مع داخلكم كي تعيشوا بسلام فأنتم لا تؤذون إلا إنفسكم وقد لا تعلمون.

اما لخديجة التي نرفع لها القبعة بردّها الذي نتوقف عنده والذي أكدت فيه على ثقافتها وأخلاقها حيث انها ترفّعت عن مقارنة نفسها بهؤلاء الذين وصفتهم بـ"إخوتي في الله"، فنقول لها كما قالت هي أيضاً إن أخلاقها وطيبة قلبها وثقافتها هي ما سيميزها.

خديجة انت ملكة بما قلته، جميلة بماضيكي الذي لم ولا يجب أن تخجلي به، وأنت أفضل بكثير من الملكات اللواتي إعتمدن على جمالهنّ للفت النظر إلا أنهن مع مرور الوقت لم يعد لهن وجود، فالذي يبقى هي الأعمال والسيرة الحسنة التي يتركها الشخص وليس شكله.