حينما تُقرع أبواب الفرص امامنا نخشى خوضها لكي لا نقع بمرمى الفشل، ونسافر بعيدا عن أحلامنا خوفا من الانتقادات، هو الشعور عينه الذي يراودنا كلما اقتربنا من النجاح أكثر فأكثر.

مؤخرا تعرّضت شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم للعديد من الانتقادات بسبب إحيائها حفل إعلان نوع جنين الفاشينيستا الدكتورة خلود، وأصبحت كرم مادة دسمة لأولئك الذين يمتلكون أفواها حاقدة حاملة بكلماتها كل ما هو فارغ من أي مضمون.

البعض قال إن كرم لا يجب أن تقتنص كل الفرص التي تقدّم لها معلنين الحرب عليها وكأنها أخطأت بحق الإنسانية وأقامت مجازر إجتماعية لم نعلم بها، ولكن ألا يعلم أولئك السلبيون أن "الفن" إلى جانب رسائله فهو أيضا "باب رزق" لأصحابه، ومن الخطأ أن نحمّل كل ما رأيناه من نقد لشخصية مشهورة وندور به.

فمن المشين أن ننتظر أي شخص على أدق الأمور ومراشقته بالإنتقادات اللاذعة من دون النظر إلى جعبته الأخرى وما تحمله من نجاحات عالمية.

عناوين كثيرة سيطرت على صفحات المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف، بين تلك التي اعتبرت أن نجوى هددت مصيرها بسبب هذا الحفل، وتلك التي أشارت إلى أن جمهور نجوى يطالبها بالإعتزال.. من قال ذلك؟ فهل بالفعل يحق لنا تصديق تلك الأخبار المستندة إلى لعبة الرايتينغ لا أكثر؟

أتطلبون من الفن أن يتخلّى عن شمسه، ألا يكفينا ما نراه من ظلام ونشاز؟

فإلى نجوى أقول :"لا تتضايقي من كل ما يقال، فالشجرة المثمرة هي الوحيدة التي ترشق بالحجارة، وكلام البعض هو كالتراب إذا لم يطر به الهواء فهو يداس، لذلك استمري لأن الأفواه الحاقدة لا تصمت والألسن لن تتوقف عن تناول مواد قدمتها لهم الـ "سوشيل ميديا" على طبق من ذهب".

ربما لا يعلمون أن أهم الشخصيات الفنية في هذه الساحة لازالت تحيي حفلات خاصة، وهناك العديد من هذه الحفلات التي يقال إنه تحدث فيها أمور غير محترمة، ونجوى لم تقم بعمل غير محترم أو في الخفاء، فليس من أمر سيئ أن يخصص الفنان مهما علا شأنه، بعض سهراته لأشخاص يحبون تواجده بحفل خاص، فهو الأمر الّذي يدل على تواضع الفنان لا أكثر.

فمؤخرا جاءتكم الدكتورة خلود بالرد على كل هذه المواضيع بجملة واحدة لعلها تكفيهم وهي :"اخترتها بهاليوم بالذات، لأني فانزها ونجوى كرم على فخامتها ونجاحاتها، إلا أنها في قمة التواضع والبساطة".

ولكن هناك بعض علامات الاستفهام التي راودتنا، فتارةً أرى هجوماً على نجوى بسبب حفلها الذي طلبت فيه التوقف عن التصوير، وتارة أخرى أرى من يهاجمها لأنها أحيت حفلة.. فماذا يجري؟ هل هناك من يقود حرباً ضد نجوى، ويرسل جنوده المغردين والمتابعين لخلق البلبلة؟

مهما كان الأمر، فنجوى التي إجتازت أكبر الصعوبات في مسيرتها، تكمل مشوارها الفني بكل ثقة ونجاح، فهل تتحملون ظلام الفن بغياب شمسه؟