عاد إيمان البحر درويش إلى الوسط الفني مرة أخرى بعد أزمته الأخيرة التي أصابته بشلل نصفي كاد أن ينهي حياته، ولكنه كان قادرا على مواجهة الصعاب ، والوقوف مرة اخرى على قدميه والغناء وأحيا بعد ما مر به العديد من الحفلات، ليقول للجميع إنه حاضر وموجود، وكان آخرها مشاركته في مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ27، الذي قدم من خلاله 3 حفلات ناجحة، ويستعد خلال الفترة المقبلة لطرح العديد من الأعمال الجديدة التي يحضر لها حاليا.


إيمان في حواره لـ"الفن" كشف لنا عن تفاصيل أزمته الأخيرة، وشروطه لمهرجان الموسيقى العربية، إضافة إلى تفاصيل أعماله الجديدة التي يحضر لها حاليا، وإلى أين وصل في مسرحيته الجديدة «مكتوبلي اغنيلك».

في البداية دعنا ننطلق في الحديث من ازمتك الأخيرة..احكي لنا عن تفاصيلها؟
كنت مصابا بنزيف في المخ، وتعرضت بسببه لشلل نصفي، ولكني استطعت أن أتجاوز الأزمة بالعلاج الطبيعي وأن أقف على قدمي مرة أخرى، كما أنني وعدت المستشفى التي أقمت فيها أنني بعد شفائي سأقدم لهم حفلة خاصة، وأحب أن أستغل تلك اللحظة وأتقدم بالشكر لكل من ساندني في أزمتي ودعا لي.

كيف واجهت الشائعات التي تفيد بأنك رحلت عن عالمنا؟
هذه الإشاعات كانت اكبر دليل على محبة الناس لي، وعدد كبير من محبيني اتصلوا بي للإطمئنان عليّ، وأعتقد أنني أستحق هذا التقديم فقد قدمت لبلدي كثيرا، وعملت أكثر من أغنية وطنية على نفقتي الخاصة، وحين عانيت من ازمتي الصحية الأخيرة أمر رئيس الجمهورية بعلاجي على نفقة الدولة، ولكن لم ينفذ أحد، ونقابة المهن الموسيقية كانت السبب في إصابتي بالنزيف، حيث أخبروني أنه سيُقبض علي إذا قمت بالغناء، وتعجبت كيف يمكنهم فعل هذا بي وكنت النقيب حينها، وتساءلت متعجباً ماذا يفعلون مع الفنانين الصغار إذاً، وأحب أن أقول، إنني قادر على مواجهة كل الصعاب ما دمت على حق، وهاني شاكر ليس له علاقة بما حدث.

تواجدت في فعاليات مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ27.. أخبرنا عن هذه المشاركة
التواجد في مهرجان بحجم "الموسيقى العربية" أمر مهم، وهناك ملحوظة أحب أن أشير إليها، وهي أن هناك عددا كبيرا من الجمهور لايعرف الفرق بين "الموسيقى العربية" و"الموسيقى العالمية"، ويعتقد الفنانون أنك إذا سافرت إلى الخارج وقمت بالغناء وسمعك العرب فأنت بذلك عالمي، العالمية ليست هكذا، يجب أن يسمعوا تراثك العربي واتجاهاتك وتفرضها عليهم، فالإسبان حافظوا على ثقافتهم وانتشروا في العالم كله، وسيد درويش قدم أعمالاً موسيقية خالدة، والموسيقى هي أكثر اللغات تعبيرا، أما في وقتنا الحاضر فنجد الفنان يغني اللون الحزين والموسيقى تجعلك ترقص وهذا خطأ.

هل كانت لديك شروط للتواجد في دار الأوبرا؟
حينما يطلبون مني التواجد في دار الأوبرا لا أتأخر ولا أنظر إذا كان هناك مقابل أم لا، وأنا لم أطلب في حياتي أية حفلات، وأحب مهرجان محكى القلعة كثيرا، وأحب الجمهور هناك، لأن أغلبهم يسيرون مسافة كبيرة من أجل الإستماع إلى الموسيقى، وأنا أغني لهم وأنا سعيد حتى لو كان من دون مقابل، وكانت لدي ثلاث حفلات هذا العام في الموسيقى العربية في دمنهور وطنطا والإسكندرية.

بمناسبة الإسكندرية.. ماذا عن تفاصيل اغنيتك الجديدة التي تحضرها لتلك المدينة الساحرة؟
حاليا أنا في صدد التحضير لها وتقول كلماتها "الإسكندرية فى الشتا جنة، ولما العيون بتودعها والمطرة تحضن شوارعها بتقول لقلبي ويسمعها هتسيبني ولا هتستني"، هذه الأغنية من الحاني، وكلمات مصطفى درويش، وتوزيع يحيى الموجي ولا يمكننا أن نعتبر الأغنيات الموجودة حالياً سيئة، عليك أن تقدم الجيد وتترك الحكم للجمهور، وهو يختار، وألاحظ الكثير من ابناء الوسط يشتمون المتواجدين حاليا، أعترض على هذا، اخرج وأقدم الجيد فقط.

هل نرى فيلم "سيد درويش" قريبا؟
الأمر يحتاج إلى جهة إنتاج ضخمة، ولكنه قصة جيدة جدا، وشرف لي أن اقدم تراث سيد درويش فهو عبقري حقا، و الملحن رياض السنباطي قال عنه يوما" «لايلقب بموسيقار سوى سيد درويش، وكلنا نلعب في فناء بناه سيد درويش وكلنا لم يضع فوق هذا البناء لبنة واحدة".

ماذا عن أعمالك المقبلة؟
أحضر لألبوم جديد يحمل اسم «مش ندمان»، ولا أحب أن أكشف عن تفاصيله حاليا.