مضى على خوضه ميدان التعليم الجامعي 13 عاما وأسس نادي الدراما في الجامعة الانطونية منذ 6 اعوام، وفي كل عام يحصد وطلابه في نادي الدراما الجوائز والتكريمات التي ترفع اسمه عاليا وتكرّسه معلّما خلوقا، مخرجا بارعا، تماما كما هو من اكثر الممثلين اللبنانيين عفوية وصدقا وسلاسة في ادائهم، ما جعله الاقرب من قلوب المشاهدين ومن المفضّلين لديهم.

هو الممثل ميشال حوراني الذي كانت لنا معه هذه المقابلة بعد فوز طالبته في الجامعة الانطونية رحمة ريشوني بجائزة في القاهرة منذ فترة قصيرة.

أخبرنا عما حققتموه في ملتقى القاهرة؟
انها المشاركة الثانية لنادي الدراما في الجامعة الانطونية في ملتقى او في مهرجان مسرحي دولي، المشاركة الاولى كانت في مهرجان فاس الدولي المسرحي الجامعي في المغرب عام 2016، حيث قدمنا مسرحية "العائلة طوت " وحصلنا على ثلاث جوائز، افضل اخراج ( ميشال حوراني)، افضل ممثل (جو قزي)، وأفضل ممثلة (رحمة ريشوني)..

نحن في كل عام نقدم عملا مسرحيا وهذا العام قدمنا العمل السادس لنا، اختار عادة نصوصا عالمية اقتبسها او اترجمها، او نقوم بعمل جماعي. وهذا العام اخترت عملا للمسرحي الكبير ريمون جبارة لمسرحية اقتبسها عن الكاتب الاسباني فرناندو ارابال هي "بيكنيك على خطوط التماس"، عملنا على هذه المسرحية مع عدد من طلاب الدراما الجدد وبعض القدامى، عرضناها بداية في لبنان حيث شاركنا في اكثر من مناسبة محلية، ثم وُجّهت الينا دعوة للمشاركة في النسخة الاولى من ملتقى القاهرة الدولي الاول للمسرح الجامعي الذي يضم عددا من الدول العربية، الخليج العربي، تونس المغرب وغيرها وايضا دول غربية، ومشاركة من عدد كبير من الدول مثل كندا واستراليا وبيلا روسيا وغيرها في ورشات العمل. وقد أُقيم في القاهرة من 1 حتى 7 تشرين الاول /اوكتوبر.

وكيف برزتم بظل وجود عدد كبير من الدول المشاركة؟
في ثاني مشاركة دولية لنا في ملتقى من هذا النوع، كان من الملاحظ ان اكثر ما يميز الفريق اللبناني كان انه الاكثر قدرة على بناء تواصل مع فرق من دول اخرى، وكان الاكثر جدية. وبالنسبة للاهمية الفنية، لقد قدمنا نمطامختلفا من حيث النص والاداء والاخراج المسرحي، حيث برزت هوية المسرح اللبناني كون النص هو لريمون جبارة والعمل مختلف عن الموجة التي نجدها مثلا في مصر والتي تصب كلها في خط معين، نحن كنا مختلفين، وخصوصا في طريقة تقديم العمل اذ عملت كمخرج لهذا العمل على جعل الحضور يعيشون تجربة الحرب، بوجود حواجز بين الناس وعناصر مختلفة تدل على الحرب في القاعة والمداخل وبين الناس اذ اشركتهم بلعبة الحرب، حيث خضعوا للتفتيش واضطروا الى المرور عبر الحواجز. ان كل من لم يشهدوا حربا في السابق عاشوا اجواءها عند تقديمنا العمل وكان العرض مختلفا وشيّقا. وتكللت جهودنا وعملنا بحصد طالبتنا رحمة ريشوني لقب افضل ممثلة.

وهل وجدتم اي اهتمام بكم في لبنان؟
اساسا في لبنان لا يوجد اي اهتمام بالمسرح بشكل عام ولا اقصد المسرح التجاري بل الفكري الجدّي. في المرة السابقة كان هناك بعض الاهتمام، كوني في اعمل في هذا الوسط هناك من اهتموا واجروا مقابلات في هذا الاطار بجهد شخصي للاضاءة على انجازنا في الخارج.

وماذا في جديدك؟
انا في كل عام احضر لعمل بنمط مسرحي معين اختباري جماعي، احيانا يكون كوميديا سوداء ، "جريمة في جزيرة الماعز"، كانت مثلا عملا دراميا يطرح قضية انسانية. الامور غير واضحة بعد الا ان الصورة تتضح اكثر بداية السنة من كل عام حيث اطلق عملا جديدا.

الى اي مدى املك كبير بالجيل الجديد من الممثلين؟
نادي الدراما في الجامعة يضم طلابا من اختصاصات مختلفة لديهم شغف التمثيل والبعض من خلال مرورهم بتجربة التمثيل في الجامعة قرروا تغيير اختصاصهم والتوجه نحو مهنة التمثيل، واساس الدراما هو ايجاد مساحة للتعبير.
وكأستاذ في اكثر من جامعة انا بالطبع لدي امل بالجيل الجديد وبأبناء جيلي ايضا لانني لست اكبر سنا منهم بكثير! نأمل ان تتحول مهنتنا الى صناعة وعندها نصبح قادرين على صناعة اعمال بشكل اكبر وبتنا قريبين من تحقيق ذلك. واملي كبير ايضا لانني وبعد تجربتي في اكثر من عمل مع مخرجين من مصر وسوريا وغيرهما من العالم العربي، عرفت ان لدى الممثل اللبناني طاقة كبيرة وقدرة كبيرة وحضور كبير يستحق ان يوضع في الاطار الصحيح.

هل انت مع الاعمال المشتركة؟
انا لست ضدها وأجدها ايجابية اذ ان اختلاط القدرات يسمح بتواجدنا على الساحة العربية واظهار قدراتنا، بانتظار ان يصبح اللبناني قادرا لوحده ان يحضر بقوة على الساحة العربية، وهذا برأيي يتطلب وقتا.

كيف توفّق بين عملك كأستاذ جامعي وتواجدك كممثل؟
لكل منهما وقته وفق دراسة دقيقة لهذا الموضوع، انا لم ابتعد عن الساحة ابدا بل شاركت بأكثر من عشرة اعمال منذ "قلبي دق"، ويُعرض لي حاليا مسلسل " البيت الابيض" انا ممثل حاضر وموجود واحضر الان لاكثر من عمل. انا قادر اعمل توازن وعندي ادارة وقت مدروسة جدا، والدليل على ذلك انني ومنذ اكثر من ثلاث سنوات أوفق بين الاثنين وتمكنت من تقديم اعمال نوعية مختلفة عن بعضها البعض، وقدمت فيها ادوارا مختلفة وهذه تحدٍ بالنسبة لي.

وماذا لو خُيّرت بين الاثنين؟
هذا الامر غير موجود في مفهومي وتقديري للامور، انا اخترتهما وأضبط وقتهما. ما من ظرف يمكن ان يجبرني على الاختيار بينهما، فأنا كأكاديمي لا اعيش شغف التمثيل وكممثل لا اعيش الشغف التربوي لايصال المهارات. في وقتمن الاوقات قد اعطي احداهما اكثر من الاخرى الا ان معادلة الاختيار بينهما غير موجودة بالنسبة لي.

من من الممثلين المتواجدين على الساحة اللبنانية يعجبك اداؤهم؟
ان عددا كبيرا من الممثلين سواء من خريجي معهد الفنون او من خارج المعهد يتواجدون ويتميزون على ساحة التمثيل، اذكر منهم يورغو شلهوب، بديع أبو شقرا، عمار شلق و طلال الجردي، هم من الاشخاص المتواجدين والمميزين و" منشوف حالنا فين"، سواء كنا نحبهم ام لا. يوجد لدينا عدد كبير من الكفاءات من الاناث والذكور التي لا يمكن حصرها باسماء معينة.

من يضيف الى الاخر برأيك، الدور يضيف الى الممثل او العكس؟
انا مع ان يذهب الممثل الى الدور لا ان يُحضر الدور اليه، وبرأيي انهما ورشة عمل حيث يذهب الممثل ليكتشف الدور ويضع من نفسه فيه، انها متبادلة. على الممثل ان يعطي حياة الى الشخصية.

من خلال هذا الانخراط العميق في عالم التمثيل من حيث الادوار والتعليم وايضا الاخراج، كيف تتمكن من الفصل بين التمثيل وحياتك الخاصة، اي هل يمكن ان تعيش الدور وتحمله معك خارج العمل التمثيلي؟
هناك نوعان من الممثلين، من يندمجون كثيرا بالدور ويحتاجون الى وقت للخروج منه، ونمط آخر يعيش الدور ويؤديه على اكمل وجه ولديه القدرة ان يخرج منه فور انتهائه منه، ويمكنهم ان يفصلوا بين العمل والحياة الخاصة وانا من النوع الثاني، اعيش ادواري لحظتها ثم اعود الى حياتي الطبيعية ولا استطيع ان اكون غير ذلك.