عادل العراقي جمع في موهبته الفنية الملفتة بين الغناء والتلحين والكتابة ليجعل إسمه لامعاً إلى جانب الكثير من أسماء نجوم الغناء العربي، والذي كان له دور كبير وأساسي في مسيرة بعضهم.


ويستعد عادل لإطلاق أغنية جديدة الأسبوع المقبل، وكان موقع "الفن" حاضراً في كواليس تصوير الكليب الخاص بالأغنية في منزله، وذلك للوقوف على التفاصيل، وللتحدث عن مواضيع أخرى عامة تتعلق بالفن.

ماذا تخبرنا عن الأغنية الجديدة التي تصوّرها؟
الأغنية تحمل عنوان "البزونا" أي "الهرّة" باللهجة العراقية، من كلماتي وألحاني وتوزيع وتسجيل الموزع طوني سابا وماسترينغ طوني حداد.
بالإجمال الفنانون عندما يغنون ينسون إسم الملحن والشاعر، ولكن أنا أعلم ماذا يحصل مع الملحن والشاعر والموزع وفي الإستديو، إلى أي حدّ هم يتعبون لإيصال الأغنية للناس بصورة جميلة.

إنطلاقاً من هذا الموضوع، هناك عدد من الشعراء والملحنين أثاروا هذا الموضوع في الفترة الأخيرة، برأيك على من تقع المسؤولية ولماذا يحصل هذا أمر؟
أولاً الفنان إذا لن يتذكر الشاعر والملحن والموزع والأشخاص الذين عملوا له لا يكون فناناً حقيقياً، فكلمة فنان تختلف عن كلمة مطرب، بما معناه أن الفنان الحقيقي تراه دائماً في مقابلاته يذكر إسماءهم لأن هؤلاء هم أصل الأغنية.
مثلاً في الساسيم المطرب لا يحصل على مردود مادي من الأغنية، ومن يحصل على ذلك هم الشاعر والملحن والموزع.

فبرأيك تقع المسؤولية على الفنان أو على الإعلام الذي يلقي الضوء على الفنان أكثر من الشاعر والملحن؟
بصراحة أنا عتبي ليس على الفنان، بل هو أكثر على الإعلام الذي يقوم بمقابلة مع الفنان ويقول له المذيع أخبرنا عن الأغنية، عتبي على الإعلاميين لأنهم هم وظيفتهم أن يوصلوا الفكرة، فعليه أن يسأله هذه الأغنية من كلمات وألحان من وكيف عملتم عليها ومن وزّعها، فهم أيضاً أشخاص إجتهدوا. وهناك الكثير من الأغاني التي قمت بتلحينها أو كتابتها لغيري، وكُثر مثلي لم يظهروا على الساحة الفنية.

بالعودة إلى الأغنية، ما هو الجوّ الطاغي عليها؟
أولاً لم أكن لأقدم الأغنية لو لم يكن فيها رسالة، فالفن بالنهاية إذا لم تكن من خلاله رسالة فلا فائدة منه، ويصل الفنان في النهاية إلى مرحلة اليأس، والحمد الله الفن الذي أقدمه إلى اليوم يحمل رسالة. وبالأخص هذه الأغنية التي تحمل رسالة من خلال صورتها، ففيها بساطة وفي الوقت ذاته حقيقة، فهي تتعلق بحياتي، فأنا إنسان أقول دائماً ما في قلبي.

هل لها علاقة بتجربة معينة مررت بها؟
طبعاً فهي تتعلق بحياتي، كيف عشت وكيف صرت أي أين كنت وأين أصبحت، فأنا لم أنشأ في عائلة فنية، أنا شخص متغرب أتيت من العراق إلى لبنان بلد الإبداع والجمال والذوق، ووصلت إلى ما أنا عليه بنفسي، وطبعاً ليس لوحدي بل هو بأمر من الله الذي أنا أؤمن به جداً، وهو الذي عندما يحب شخصا ويريده ان يصل إلى مكان معين سوف يجعل كل الأشخاص بخدمته حتى لو لم يكن ذلك برضاهم.

هل لهذه التجربة التي سنراها من خلال الكليب، علاقة بالعجيبة التي حصلت معك؟
طبعاً، فالحياة كلها تجارب، هي تسمى عجيبة والكل لربما يسمونها كذلك، لكن أنا أسميها إشارة من الله، فأنا شخص لم أكن أؤمن بشيء ولكن بالفطرة أنا أساعد وأخدم ولا أؤذي أحدا لكنني لست متمسكا بالإيمان، حصل معي أمر، جعلني أصل إلى مرحلة أؤمن بأن الله يستطيع بلحظة أن يغيّر كل شيء، أنا أريد فقط أن أوصل رسالة بأن أي شيء أقدمه من خلال الفن له رسالة محددة وهي أن الله هو أهم ما في حياة الشخص.

هذا سنرى الأمر من خلال الكليب؟
انا سأظهر المختصر من خلال هذا الكليب، مختصر سنوات من خلال حوالى الـ3 دقائق لا تستطيع ان تظهر من خلالها كل شيء.
ولكنني سأكمل فيما بعد، لأوصل رسالة إلى العالم عن هذا الشخص ماذا كان وماذا أصبح، فكل شيء له سبب والسبب يكون دائماً شخص أرسله الله إليك.

هل ستظهر معك زوجتك وطفلك في الكليب؟
طفلي نعم، ففكرة الكليب عفوية وبسيطة وليس هناك تمثيل، وذلك لأقول إن هذه هي حياتي، وسأقول لك شيئاً عن التصوير، إن هناك أشخاصاً دفعوا مئات الألوف من الدولارات وتلاحظ أن الأغنية ليست مسموعة. أنا في يدي صوت جميل ولحن جميل وكلمات جميلة، فهناك أغنيات صوّرت من خلال الهاتف الخلوي وتركت بصمة كبيرة لدى الجمهور وأصحابها يطرقون اليوم باب العالمية.

غنيّت سابقاً "جينغل" برنامج الإعلامية هلا المر لبرنامج "هلا بالخميس"، ماذا تخبرنا عن هذه التجربة؟
إتصلت بي هلا المر ومدير راديو سترايك آشي وقالا لي إنهما يريدان جينغل لبرنامج هلا يوم الخميس، والأغنية هي "هلا بالخميس"، كتبها الشاعر طوني أبي كرم وقمنا بفكرة "مهضومة"، وأنا غيّرت باللحن، فأنا لا أحبذ أن أقوم بشيء يشبه شيئاً آخر، ولهذا غيّرت به وأحبها الناس كثيراً.

بين التلحين والكتابة والغناء، أين ترى نفسك أكثر؟ وهل تواجه مشكلة في أن تقرر إن كان هذا اللحن أو هذه الكلمات ستعطيها لغيرك أم ستغنيها أنت؟
هذه الأغنية التي أصوّرها الآن، إذا إتصل بي فنان وقال لي إنه يريدها فأنا أوقف التصوير وأعطيها له، ليس لدي عقدة ولست أنانياً. ربما أنت تتكلم عن الناس الذين لديهم عقد ولا يستطيعون ان يخترعوا أغنيات بل هم يمتهنون هذا الأمر فقط، فأنا لا آخذ هذا الأمر كمهنة، أنا طبعاً أعيش من الفن لكنني أيضاً سعيد أنني أعيش معه، فأنا أقوم بشيء أحبه وأعيش منه.

يعني، ليست لديك مشكلة في أن تكون تحت الأضواء أو في الكواليس؟
ليس هناك من شخص لا يحب ان يكون أمام الكاميرا، وأنا من الأشخاص الذين يحبون الجمهور، لكن المشكلة ليست هنا، بل ان هؤلاء الفنانين الذين يقفون على المسرح هل لهم رسالة؟، فإن لم يكن عندك رسالة لماذا ستقف على المسرح.

في الفترة الأخيرة رأينا العديد من الفنانين الذين كشفوا من خلال أعمالهم عن مرضهم، كما حصل مع إليسا وفادي إندراوس، ما تعليقك؟
أولا أريد أن أقول لـ إليسا الحمد لله على السلامة، ولدي عتب صغير عليها، فهي عندما كانت مريضة لم يعلم أحد بالأمر، وعندما شفيت منه أفصحت عنه، فما هي الرسالة التي تريد إيصالها، هل هي أنها كانت مريضة وشُفيت؟
هناك أناس لا يستطيعون أن يروا رغيف الخبز، فالرسالة تنطلق من هنا بأن ننظر لمن هم بحاجة إلى مساعدتنا، لا أن نقوم بسكوب على حساب أنفسنا.
لا أريد أن أظلم إليسا، فأنا لا أدري بماذا هي تفكر وما تقوم به من أعمال خيرية في حياتها، ولكن أنا أتكلم كعادل رسالتي هي أنه ليس من الضروري أن نكشف للناس ما نعاني منه.

كيف ترى وضع الفن حالياً؟
سيئ جداً، فالفنان لا يأخذ حقه في الدول العربية.

على من يقع الحق؟
علينا نحن، فكل من يعمل في الفن الحقّ عليه، وهو من يضع نفسه في هذا المكان، ويد لوحدها لا تصفّق.

لماذا تحرص على إنتاج أعمالك بنفسك ولا نراك ضمن شركة إنتاج؟
لأنه ليس هناك من شركات إنتاج، وإن أراد الفنان ان يذهب ليطرق باب شركة إنتاج فإنه سيعاني و"يتبهدل"، من هنا فإن أتت شركة وطرقت بابي فإنني لا أرفض، أما أنا فلا أركض وراء شركات الإنتاج.

أيضاً كان هذا الحوار مع مصمم الرقص شارل مكريس الذي يقوم بإخراج كليب الأغنية.

ماذا تخبرنا عن فكرة الكليب؟

الكليب جميل جداً ومتواضع وبسيط، والفكرة أتت من دون تحضير مسبق بل بشكل عفوي، هناك رسالة من الكليب وهي مستوحاة من قصة حياة عادل، ومن الموضوع الذي سيراه الناس من الممكن ان يترجمه كل شخص بناءً على حياته الخاصة.

كيف هو التعامل مع عادل؟
التعامل جداً مريح وعادل قريب من القلب، ومراحل حياته تشبه إلى حد بعيد مراحل حياتي وهو فنان حقيقي.

وختم حديثه مشيراً إلى انه في العام المقبل سيكون هناك عمل خاص به مع عادل العراقي، وعند سؤاله عما إن كان سيحترف الغناء، قال لنا ماكريس إن الموضوع مفاجأة، والأمر ليس مستبعداً.