إختتمت الدورة الأولى من مهرجان لبنان الوطني للمسرح، والتي حملت إسم الممثل أنطوان كرباج، حيث تم توزيع الجوائز بعد عرض المسرحيات التي شاركت في هذه الدورة وعلى مدى سبعة أيام، والتي كانت "البحر أيضاً يموت" لأنطوان الأشقر، "وهم" لكارلوس شاهين، "البيت" لكارولين حاتم، "فريزر" لبيتي توتل، "شخطة.

شخطتين" لباتريسيا نمور، "حكي رجال" للينا خوري و"الدكتاتور" لسحر عساف.

حفل ختام المهرجان تضمن بداية عرضاً لمسرحية "مأساتي" للمخرج عصام بو خالد، وهو عرض لدمية واحدة، أداء وتحريك رشاد زعيتر، وبعده أطل مقدما الحفل الممثلة بياريت قطريب والممثل بديع أبو شقرا، حيث قالت قطريب إن هذه الدورة من المهرجان كانت جميلة جداً، بحيث كان مسرح "المدينة" ينبض بالحياة على مدى أيام المهرجان، في حين أن هناك الكثير من المسارح التي تغلق أبوابها، أما أبو شقرا فقال إن ما يُنجح المهرجان هو الناس، والدليل هو الحضور الكبير الذي شهدته أيام المهرجان، وإعتذر أبو شقرا عن بعض الأخطاء والهفوات التي حدثت، والتي هي غير مقصودة.

رئيس لجنة التحكيم عبدو وازن قال إن هذا الحدث يبرهن أن الشعب اللبناني تواق إلى المسرح، وهو بحاجة إلى إسترجاع الصورة الثقافية في البلد التي يمثلها المسرح بالدرجة الأولى.

أما مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد فقال :"اليوم نطوي الصفحة الأولى من الحلم، الحلم بأن نرى مهرجاناً للمسرح في لبنان، هذا الحلم بدأ التحضير له منذ ستة أشهر، فتألفت لجان متعددة، أشخاص عديدون شاركوا في التحضير للمهرجان ولإنجاحه، شكراً لكل هؤلاء الأشخاص، والشكر الأكبر للجمهور الذي واكبنا خلال ثماني ليالٍ متواصلة، وأشكر راعي المهرجان الأول حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي دعم هذا المهرجان الذي كان يليق بإسم أنطون كرباج بحيث حملت الدورة الأولى إسمه".

عضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح وعضو الهيئة العليا لمهرجان لبنان الوطني للمسرح الممثل فايق حميصي قال :"كلفة إقامة مهرجان لثمانية أيام هي أقل من كلفة حفل غداء يقيمه أحد السياسيين، كلفة إقامة مهرجان لثمانية أيام، مع الجوائز، أقل من كلفة الرصاصات التي يطلقونها عندما يتحدث أحد السياسيين، سيذكرون في التاريخ أن مهرجان لبنان الوطني للمسرح إنطلق في العام 2018 في مسرح "المدينة" في بيروت، ولن يذكروا من كان السياسيون الموجودون حينها".

أما النتائج فجاءت على الشكل الآتي:

جائزة "أفضل نص" للكاتبة أرزة خضر مسرحية "البيت".

جائزة أفضل إخراج للمخرجة لينا خوري مسرحية "حكي رجال".

جائزة "أفضل سينوغرافيا" لـ ماريز عبد المسيح.

جائزة "أفضل ممثل" للممثل غبريال يمين مسرحية "حكي رجال".

جائزة "أفضل ممثلة" للممثلة يارا أبو حيدر مسرحية "البيت".

جائزة "أفضل مؤثرات صوتية وديكور" لـ بيتي توتل وسعيد صفير مسرحية "فريزر".

جائزة "أفضل عمل مسرحي" للمخرج كارلوس شاهين مسرحية "وهم".

كما كان هناك تنويه بنص مسرحية "البحر أيضاً يموت" لأنطوان الأشقر، وتنويه بأداء الممثلة جيسي خليل في مسرحية "البيت".

كذلك تم تقديم درع تكريمي من الهيئة العربية للمسرح لوزارة الثقافة تسلمه الدكتور علي الصمد.

موقع "الفن" كان حاضراً، وعاد بهذه الكلمات الخاصة.

مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد قال :"فرحتنا كبيرة جداً بهذا المهرجان، وبالنجاح الذي حققه، فهو أعاد روح المسرح إلى بيروت، حضور الجمهور الكبير على مدة الأيام الثمانية للمهرجان كان أمراً رائعاً جداً، وأعتذر من كل الذين حضروا إلى المسرح ولم يجدوا مقاعد شاغرة، عملنا كثيراً ولم نكن نتوقع أن يكون هناك إقبال إلى هذه الدرجة، على أمل أن نلتقي العام المقبل في الدورة المقبلة من المهرجان".

وأضاف الصمد في حديثه إلى موقع "الفن" :"أهدي هذا المهرجان ونجاحه إلى كل المسرحيين في لبنان، وإلى العاملين في المسرح، وإلى جمهور المسرح، وإلى من حملت هذه الدورة إسمه، الممثل الكبير أنطوان كرباج، وأشكر مجدداً فخامة الرئيس الذي تكرّم ومنح الكبير أنطوان كرباج وسام الأرز الوطني برتبة ضابط".

عضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح وعضو الهيئة العليا لمهرجان لبنان الوطني للمسرح الممثل فايق حميصي قال :"إنه حدث عظيم في لبنان، فهذا المهرجان هو إنجاز كبير، بالرغم من بعض الأخطاء التي حصلت، وفي كل المهرجانات التي تقام حول العالم يكون فيها بعض الأخطاء، سامحونا، شكراً للهيئة العربية للمسرح ولوزارة الثقافة".

وفي حديثه إلى موقع "الفن"، قال أمين سر اللجان وعضو الهيئة العليا لمهرجان لبنان الوطني للمسرح الممثل والكاتب والمخرج عبيدو باشا :"تفاجأت كثيراً بالإقبال الكبير للناس على هذا المهرجان، وبالعلاقة الحميمة مع العروض والتي هي علاقة مباشرة تقول رأي الناس بالعروض التي هي مبنية على هواجسهم وأحاسيسهم العالية، ليس هناك من ادنى شك بأن هذه المساحة كانت ضرورية لأنها مساحة محفزة، فهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها المسرحيون في مساحة واحدة، ويُمنح فيها المسرحيون أموالاً لكي يكملوا مسيرتهم، وذلك ضمن الإمكانيات الممكن تقديمها".

وأضاف :"كانت هناك لجنة مشاهدة وإختارت أفضل عروض مسرحية خلال العامين 2017 و2018، وهذه العروض تم تقديمها أمام الناس، لا يمكنك إخفاء حقيقة العروض ولا نوعيتها لأن الناس شاهدوها وأصبح لديهم حس نقدي عالٍ جداً، والفرق بيننا وبينهم هو أننا نستطيع التعبير، ولكن عندما يشاهدون شيئاً غير جيد تشعر فوراً بأنهم رأوا ذلك".

وختم باشا حديثه معنا قائلاً :"كل ما حدث في المسرح كان ضرورياً، وهو خطوة على طريق بناء مستقبل لمهرجان يساهم في نهوض الحركة المسرحية في لبنان".

عضو الهيئة العليا لمهرجان لبنان الوطني للمسرح الممثل نقولا دانيال قال :"الدورة الأولى من هذا المهرجان كانت رائعة، أعتبر أن النجاح كان عظيماً كبداية، وهذا تأسيس، إن شاء الله، ليصبح هذا المهرجان تقليداً سنوياً".

وأضاف :"إقبال الناس بحد ذاته يعطي شهادة في المهرجان وفي بدايته، وأتمنى أن يتم تقديم أعمال أكثر في العام المقبل، هذا مهرجان له علاقة بتشجيع المسرح، وأتمنى أن تكون هذه بداية عظيمة لمستقبل زاهر للمسرح في لبنان".

عضو لجنة التحكيم الممثلة جوليا قصار قالت في حديثها إلى موقع "الفن" :"هذه الدورة من المهرجان هي إحتفال الجمهور والفنانين بشكل رائع، وكان المشهد هكذا على مدى 8 أيام، هناك أعمال مهمة جداً وجميلة لفنانين كبار يعملون بشغف كبير إجتمعت بأسبوع واحد في هذا المهرجان، والناس تسابقوا لكي يحجزوا مقاعد لهم، وتفاعلوا بشكل رائع مع كل العروض، أتمنى أن يتكرر هذا الإحتفال يومياً مع كل عمل مسرحي يُطرح في البلد".

وأضافت :"إختيار الأعمال والأشخاص لمنحهم جوائز كان صعباً جداً، لأنه وبرأيي أن كل الأشخاص الذين ساهموا في هذا المهرجان، وهم جميعهم زملائي، يستحقون جوائز على مثابرتهم ونضالهم اليومي، وعلى إستمراريتهم في هذه المهنة، فهذا أمر صعب جداً وخصوصاً في لبنان، فالدعم قليل جداً والمسارح غالية جداً، وأحياناً لا تكون هناك إضاءة كافية في وسائل الإعلام على الأعمال المسرحية بشكل يجذب الناس لتحضر أكثر إلى المسرح، فلماذا لا نرى في الأيام العادية من السنة هذا العدد من الجمهور الذي شهدناه خلال أيام المهرجان؟".

وتابعت قصار قائلة :"المسرح لا يكتمل من دون حضور الجمهور، أظن أن هذه الدورة الأولى من المهرجان ستعيد الزخم من جهة الفنانين والجمهور، فتواصلهم هو أمر أساسي جداً ومهم".

الكاتبة والمخرجة والممثلة بيتي توتل قالت :"ما يهمني هو محبة الجمهور، وأنا فرحت لأن الجمهور كان سعيداً بمسرحيتي، وكذلك فرحت لأنه أصبح لدينا مهرجان للمسرح وهذا أهم من الجائزة، واليوم كلنا رابحون في هذا المهرجان".

وأضافت :"أدعو كل المسرحيين لتقديم أعمالهم ضمن هذا المهرجان، فهذه تجربة ومن الجميل أن يجربها الإنسان".

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.