غيّب الموت الممثلة والاعلامية المخضرمة نهى الخطيب سعادة، مساء أمس الأربعاء، بعد صراع طويل مع المرض.

نهى الخطيب سعادة من مواليد 5 آذار/مارس عام 1944، حصلت على شهادة الفلسفة عام 1961 وإلتحقت في جامعة اليسوعية لإستكمال دراستها في الأدب العربي. دخلت أروقة "تلفزيون لبنان" - "القناة 11" في الحازمية عام 1962، وبدأت مذيعة ربط فقرات، وقدّمت أهمّ البرامج الحوارية المنوّعة والفنية.

حلمت بالتمثيل منذ طفولتها، وكانت تهوى مشاهدة الأفلام السينمائية. في مدرسة الليسيه كانت من الأوائل، وكانت السبّاقة إلى ميدان التلفزيون في بداية عهده. ونجحت كمذيعة ربط برامج وكممثلة تجيد أداء الأدوار الصعبة، وكانت تجربتها الأولى مع الراحل نجيب حنكش. أول مسلسل تلفزيوني اشتركت فيه كان "الخديعة" الى جانب محمود سعيد، من إخراج إيلي سعادة.

شكّلت مع زوجها المخرج إيلي سعادة ثنائياً فنياً محبّباً، علّمها أصول الوقوف أمام الكاميرا حينما وجد فيها خامة مطواعة، وأخذها من التقديم إلى التمثيل من دون أن يفرضها. وهي بذكاء الباحثة اكتشفت الفرق بين هذا وذاك فظلّت أمينة لتقديم البرامج والحوارات المنوّعة والثقافية والتمثيل، بمختلف أدواره وشخصياته.

كانت نهى الخطيب سعادة بعيدة عن التصنّع في الأداء، وتعتبر التمثيل حالة روحية منفلتة ضمن حدود الدور ومتطلباته، وثقافة التقديم لديها ضرورية في معرفة المحاور المطلوبة. لا تؤمن بالثرثرة لمجرّد سدّ فراغات البثّ، ولا تعترف بالصراخ للفت النظر وسرقة الكاميرا، هي غنية بنعومة تفرض المتابعة، ووفية لمشهدها الذي تغنيه بالاحترام.

واللافت، ورغم شخصيتها الجادة والوقار الذي تتمتع به مشاركاتها مع الراحل نجيب حنكش في تقديم برامج حوارية منوعة فنياً ما بين الثقل في التقديم، وطرح المواضيع الفنية والثقافية والمنوّعات الراقصة والأغاني، والأهم استيعابها النكات والأجواء الضاحكة التي يفرضها نجيب حنكش، وشكّلا معاً في تلك الفترة ثنائياً محبباً لقلوب المشاهدين، ولمتعة الفرجة والمعلومة الهادفة.

إشتركت نهى الخطيب سعادة في بطولة مسلسلات عديدة أهمها: "الجوال، حتى نلتقي، النهر، لمن تغني الطيور، وغرباء، كما مثلت حلقة من سلسلة حلقات "قصص حب"، أربع قصص مع المخرج ألبير كيلو، ست حلقات منفردة مع زوجها إيلي سعادة، وخمس حلقات كوميدية للجاحظ. ولكنها كانت ترتاح للتمثيل الى جانب الممثل أنطوان كرباج.

ومن أبرز محطات نهى الخطيب سعادة في التمثيل مسلسل "شهران في الحب"، وقد مثّلت العديد من الأدوار التي أحبتها.