اشتهر بأعماله ومشاركاته في المسرحيات الغنائية الى جانب الأخوين الرحباني، روميو لحود، وليد غلمية وغيرهما، وفي جعبته تاريخ كبير، وكان لموقع الفن حديث معه حول المسرح الغنائي حالياً، وعن ذكرياته مع الراحلة صباح، وعن نظرته لمسيرة ابنه كارلوس.

قدمت عروضاً على أهم المسارح، كم اختلف المسرح اليوم عن قبل؟
لا شك ان الكبار الذين رحلوا تركوا اثرا كبيرا في المسرح لا يمكن أن يُنسى، مثل الأخوين الرحباني وزكي ناصيف ووليد غلمية وفيلمون وهبي، ونتذكر هذا الإرث في كل لحظة، وذلك لأن المسرح الغنائي في هذه الفترة فقد وهجه، وحالياً لا يوجد الا مسرح كركلا، وكنت معهم مؤخراً في باريس وقدمنا عرضين في قصر المؤتمرات هناك، والآن يتم التحضير لعروض أخرى في الخارج. اذا يمكننا القول ان هناك عناصر كثيرة غابت اليوم عن المسرح.

اي ان الجمهور لا يتهاتف مثل قبل على المسرح الغنائي؟
عندما يكون هناك مسرح غنائي فعليّ يأتي الجمهور ويشاهده، حالياً يوجد الـ Chansonnier، اما كمسرح كبير وعريق يقدم أعمالا ضخمة ليس هناك الا مسرح كركلا.

رغم خبرتك الطويلة واعمالك الكثيرة، ماذا تشعر في كل مرة قبل صعودك على المسرح؟
شعور لا يوصف، المسرح له رهبة وهناك احساس وجداني في داخله، وفي كل مرة اصعد على المسرح اشعر انها المرة الاولى، وذلك لأن هناك جمهوراً جديداً يشاهدني.

هل هناك موقف معين لا تنساه حصل معك في أحد العروض المسرحية؟
لدي ذكريات كثيرة مع السيدة صباح، ففي عرض مسرحية "القلعة" عام 1968 وقعت على المسرح بينما كنت أحمل سيفاً، فقمت برمي السيف من يدي وعندما رأتني صباح لم تستطع أن تتمالك نفسها من الضحك، لكن الجمهور لم ينتبه الى شيء، ما جعل الموقف مضحكاً أكثر.

وفي مرة اخرى لعبت صباح دور رجل في مسرحية "الجنون فنون" عام 1973، وكانت قد لصقت شارباً على وجهها، وخلال العرض وقع الشارب وبدأ الجمهور بالتصفيق وكان موقفاً مضحكاً. وفي إحدى المرات نسيت "ملقط" الميكروفون في عرض مسرحية "الاسطورة"، وعندما لاحظت صباح الامر تبادلنا حديثا جريئاً وطريفاً أضحك الموجودين.

كيف تتذكر تعاونك مع الشحرورة صباح؟
صحيح أن صباح غيّبها الموت عن عيوننا لكنها باقية في قلوبنا، هي حقيقة تاريخية وأنشودة خالدة، وتربعت على عرش الغناء بجدارة، ولها فضل كبير في انتشار الاغنية اللبنانية، والتي نقلتها الى المسرح بأبهى حلة، فكان المسرح يضج بالفرح والحياة، وصباح كانت قيمة جمالية والعمل معها على خشبة المسرح متعة، وكنت افرح كثيرا عندما كنت اقف امامها ونتعاون سوياً. أما مواصفاتها فكانت كثيرة، صباح كانت في غاية اللطف، والصداقة عندها لا تتلون ولا تتجمد.

كيف تصف صوت صباح والكيمياء التي كانت موجودة بينكما على المسرح؟
كانت هناك كيمياء بيننا غريبة الشكل، ففي عام 1996 كنت في اميركا الشمالية، إتصلت صباح بعائلتي في لبنان، وتكلمت مع زوجتي التي اعطتها رقم هاتفي في الخارج، فإتصلت بي وطلبت مني العودة للإشتراك معها في مسرحية، فعدت وقدمت معها مسرحية "كنز الاسطورة". فلو لم تكن ترتاح للعمل معي لما اتصلت بي لكي آتي من اميركا للعمل معها.

غنيتما للوطن ولكن هل الوطن اعطاكما حقكما؟
قمنا بواجبنا تجاه وطننا الحبيب، فيجب ان يحافظ الانسان على تراب وطنه الذي يعيش فوقه، ويدفن تحته وتراب هذا الوطن يساوي كل الجواهر.

أغنية "بكتب اسمك يا بلادي" أصبحت كالنشيد الوطني، ما رأيك في غناء دريد لحام لها؟
كان هناك حفل انتخاب ملكة جمال جامعة حلب، وكان استاذ دريد في لجنة التحكيم، وإنضميت الى لجنة التحكيم فيما بعد، وسمعني اغني هذه الاغنية في وصلة غنائية، فصعد الى المسرح وطلب مني ان اكررها وطلب مني شريط الاغنية، فأعطيته اياها وغناها من دون موسيقى في مسرحيته "كاسك يا وطن"، حملت هذه الاغنية معي الى كل البلدان فأنا غنيتها بصدق وتمت ترجمتها الى اللغة البرتغالية.

كيف ترى مسيرة إبنك كارلوس واين تفضله في التمثيل أو في الغناء أو في التقديم؟
كارلوس شخص ذكي ومثقف وجامعي ونجح في كل الميادين.

هل تتابع مسلسل "ثورة الفلاحين"؟ وكيف رأيت أداءه؟
نعم اتابعه، واحببت كثيرا أداء كارلوس "بيجنّن".

ما هي النصيحة التي توجهها له؟
اقول له انتبه إلى صحتك وسمعتك، ويجب ان تكون كرامتك فوق كل اعتبار، فهي اهم شيء في الحياة، وأطلب منه ان يحب الوطن، وان يكون مؤمناً بربه وبوطنه.