من يتقرب أكثر من الله، يكتشف كم أن مجد هذه الحياة باطل، فكيف إذا كان هذا الشخص فناناً عرف الشهرة والأضواء.

فبعد أن كانت مشاغل الحياة تشغله أحياناً عن إيمانه، عاد ووضع الله في المرتبة الأولى، ليكرّس له صوته وموهبته في الكتابة والتلحين.

إنه روبير شماعة، الذي أطلق ألبومه الديني الثاني "الملك"، وذلك بعد حوالى الخمس سنوات على إطلاق ألبومه الديني الأول "صوت السما"، ومشاركته مؤخراً مع الفرسان الأربعة في الأغنية الدينية "طلت العدرا" والتي تم تصويرها فيديو كليب من إخراج طوني نعمة، حيث جمعنا شماعة في كنيسة مار شربل في الفنار، برعاية وحضور المطران إيلي بشارة الحداد، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك، وبحضور عدد من الشخصيات الروحية والفنية والسياسية.

قدمت الحفل الإعلامية الراقية ماغي عون التي تحدثت عن تجربة روبير في هذا الألبوم، وأبدت إعجابها بالعمل وتقديرها له، فالألبوم يتضمن 17 ترنيمة وأغنية روحية، ومن ضمنها ترنيمة "طلت العدرا" التي أداها شماعة الى جانب الفرسان الأربعة نادر خوري، سيمون عبيد، إيلي خياط وجيلبير جلخ، حيث تم عرض كليب هذه الترنيمة خلال هذا اللقاء الروحي لإطلاق ألبوم "الملك".

المطران إيلي بشارة الحدادقال إن روبير أبدع في الفن الروحي، وهو رجل الله، الذي أدهش المطران بإيمانه ومحبته، وأضاف :"أفتخر بك أولاً في عالم الفن الروحي، ثانياً في طائفتك الروم الكاثوليك، لا بل في الكنيسة أجمع، روبير الإنسان محبب، مبتسم ومتواضع، إذا تحدثتَ إليه إكتشفتَ هذه الصفات سريعاً، فترتاح بالتعامل معه".

وتابع :"لا عجب من رجل الله والرجل الإنسان أن يكون فناناً وأن يكون فنه روحياً يمجد خالقه، أتى عمله تسبيحاً إرتفع فيه إلى فوق، ورفعنا معه إلى الملك، وأنت الملك يا روبير، يا صديقي عملك صلاة، فنصلي معك، إنتاجك عطاء فنشاركك العطية، لحنك إبداع فنبدع معك، إنك تستحق لقب فنان الكنيسة، ويسوع ومريم يتهللان مع جماعة القديسين بأدائك وعطائك وإبداعك".

كاهن الرعية جميل يزبك:"روبير إنطلق وأبدع في هذه الكنيسة ضمن جوقة "شعلة قلب مريم الطاهر"، وهناك قول مشهور للقديس أغسطينوس "من رتّل صلّى مرتين"، فيا أيها العزيز المبدع رتلت وصليت مرتين، ونحن بلا شك، متحدون معك في الترانيم والصلاة مرة بعد مرة، هنيئاً لك بالمولود الجديد ألبوم "الملك"، وإلى المزيد من الإنتاج والإبداع، أخذ الرب بيدك، وصان فكرك وقلبك وصوتك إلى ما فيه مجد الله والرب يسوع المسيح، ببركة وشفاعة ورضا سيدتنا مريم العذراء ومار شربل عليك وعلى عائلتك الصغيرة والكبيرة".

موقع "الفن" إلتقى شماعة، وكان لنا معه هذا الحوار.

أخبرنا أكثر عن ألبوم "الملك".

ألبوم "الملك" مهدى إلى الرب يسوع ولتكريم أمنا العذراء، يتضمن 17 ترنيمة وأغنية روحية، هناك ترنيمتان لـ رونا النحاس، وهناك ترانيم بصوت كورال، وترانيم الصولو لي، ترنيمة "الملك" تعني لي بشكل مباشر حول علاقتي بالسيد المسيح، وكل الترانيم والأغاني الروحية هي علاقة مباشرة كمؤلف مع الرب، إن كان بالإيمان أو المحبة أو السلام، أشكر الله على كل الذين وضعوا يدهم بيدي لإطلاق هذا العمل، أشكر المخرج عبدو النجار الذي غطى الحدث، والأستاذ إدي رزق الذي عمل على الصورة الحلوة وتصميم الغلاف، توزيع وتسجيل بودي نعوم وجاد الرحباني.

أين كان الإيمان في حياتك قبل أن تطلق الألبوم الديني الأول؟

الإيمان كان موجوداً، ولكن الإنسان يتناسى، كان الرب بالمرتبة الثانية، وكان في المرتبة الأول ضياع الحياة والمجد الباطل، رأيت أن كله زائل وهذا ما يحدث، لا تعلم إن كان سيكون لك يوم ثانٍ أو ساعة ثانية، صرت أعرف الحقيقة، صرت أعرف الحق، لأنه الطريق والحق والحياة.

ما هي التجارب الشخصية التي جعلتك تتخذ هذه الخطوة؟

هناك دائماً مِثل "كف ليوعى الإنسان"، كف بالمعنى المجازي، دائماً هناك "وعية، في نقزة، الإنسان اللي ما بينقز ما بيشوف ربّو"، حين تتوجع تذكر الرب والعذراء وتطلب شفاعتهما، وحين يزول الوجع تنساهما.

متى كانت هذه "النقزة" في حياتك؟

منذ حوالى الأربع سنوات، منذ الولادة الجديدة، وأشكره لأنه "نقزني ياها"، الرب يسوع قال لنا "أتركوا كل شيء وراءكم وسيروا نحو إلأمام ولا تأخذوا معكم زاداً، إذهبوا ولا تحملوا هماً، أنا معكم"، والألبومات الدينية كانت ترجمة لحياتي المسيحية الإيمانية بالفعل لأقول للناس إني عشت هكذا ويا ليتهم يعيشون معي هذه التجربة لأنها فرح وسلام كبيرين.

تقول إنك تعيش بسلام، ليس هناك أحد زعلان منك؟ ضميرك مرتاح؟

نحن بشر، جلّ من لا يخطئ، وحده المنزه الرب يسوع، لذلك يقول لنا "واظبوا على الصلاة كي لا تقعوا في تجربة"، هنا تكمن قوة المصلي عن غير المصلي، تعطيك دفاعاً، الإنسان إن لم يكن مواظباً على الصلاة لا يستطيع أن يعيش هذه التجربة مع الرب يسوع، وسيقع بسبب أي مغريات.

ماذا تعني لك كنيسة مار شربل التي قدمت لكورالها ترنيمتك الأولى "يا عدرا العذارى"؟

تعني لي كثيراً، فأنا مواظب كل يوم جمعة وكل يوم أحد على خدمة القداس بالترانيم، وهذه هي الوزنة التي أعطاني إياها ربنا.

كلمة أخيرة.

أدعو الناس إلى سماع ترانيم الألبوم، ربما يستشفون عبراً من خلال أخيهم الصغير روبير، وهكذا يعرفون كيف هي التجربة الحلوة مع الرب يسوع، فليسمعوا الكلمة، ربما يعجبهم اللحن والتوزيع الموسيقي، ولكن الكلمة هي المرجع.

كما كان لموقع "الفن" هذه التصريحات الخاصة.

الدكتور جمال فياض:"تفاجأت بما سمعت، هذا العمل متقن، والموسيقى جميلة وكذلك التوزيع الموسيقي والغناء، تفاجأت بأن ترنيمة دينية أو أغنية دينية، ممكن أن تعطيك متعة روحية وكأنك تستمع إلى أغنية طربية أو أغنية عادية، نحن نفتقد إلى الموسيقى الدينية التي تقربك من الإله والتي تكون ممتعة وليست مجرد روتين".

وأضاف :"إنها المرة الأولى التي أستمع فيها إلى عمل ديني فيه موسيقى جميلة وتوزيع موسيقي ومشغول بهذه الحرفية، وبهذه الموهبة الكبيرة يجعلك تشعر بنشوة روحية خلال إستماعك إلى هذا العمل، روبير شماعة فنان كبير جداً كمؤلف موسيقي وشاعر وملحن ومطرب وموزع موسيقي، عمل متكامل جداً، ويشرّف لبنان أن يكون لدينا في كل المجالات شيء نتفوق به".

الإعلامية ماغي عون:"مدهش هذا الفنان بإيمانه، وجميل جداً ما قاله سيدنا المطران عن أن روبير يستحق لقب فنان الكنيسة، إيمان روبير يوصلك إلى مكان تخجل وتسأل "ما هي اللحظات التي عاشها روبير ليكتب ويلحن هكذا ويرنم بهذه الطريقة؟"، وأعتقد أن ترنيمتَي "الملك" و"طلت العدرا" هما كتاب جديد في الصلاة، وجميل جداً أننا إستمعنا إلى أغنيات وترانيم ألبوم روبير".

وأضافت :"أعرف منذ زمن أن روبير شخص مؤمن، ولكن هذه المرة أدهشني بالعمق وبالبساطة بنفس الوقت".

الأب جان عقيقي:"أنا أفكر بداية في الكلمة وبعدها اللحن، كلمات الترانيم رائعة، فيها شهادة إيمان، والألحان والتوزيع الموسيقي ترفع لها القبعة، عمل متكامل وجميل جداً، أتمنى لروبير أن يوفقه الله".

الملحن والموزع الموسيقي بودي نعوم:"ماذا هناك أرى من أن يوهب الفنان كل طاقاته وكل شيء أعطاه إياه الله إلى يسوع؟ هذا أمر كبير جداً وأنا أقدره كثيراً، وأنا نذرت أن كل أغنية أسجلها لفنان أقدم في المقابل ترنيمة، وهذا نذر قديم ولذلك أشعر بأن الله يواكبني، ويحيطنا جميعاً، ومع روبير دائماً تتضاعف البركة، الحمد لله أننا نقدم العمل بسلام ومحبة، وهذا العمل الثاني مع روبير وسنكمل معاً إن شاء الله".

الفنان سيمون عبيد:"روبير إبن عمتي وشهادتي به مجروحة، أصعب شيء هو الترنيم، وهو أصعب من الغناء، تقنياً خلال غنائك تكون حراً أكثر من الترنيم الذي من خلاله تعلم الناس الصلاة، يجب أن تصل الترنيمة إلى كل إنسان لكي يحب أن يصلي ويرنم".

وأضاف :"ألف مبروك لروبير، وأتمنى له التوفيق الدائم بإذن الله".

المخرج عبدو النجارالذي عمل في مونتاج كليب "طلت العدرا" :"لدى روبير إيمان قوي جعله يطلق هذا الألبوم، ويطلق الكليب الذي أنجزت عملية المونتاج له خلال أربع ساعات ليتم عرضه اليوم في الكنيسة، هذا إنجاز وأعتقد أنه أمر رباني، كانت هناك قدرة إلهية تساعد روبير ولم يكن لوحده".

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.


​​​​​​

​​​