هجرت الدراما بانتظار دور مضيء يعيدها الى ساحة التمثيل، وهجرت تقديم البرامج بسبب الاستديو الخاص بها وبالدوبلاج.


تخرجت من معهد الفنون قسم التمثيل والاخراج، ثم بدأت مشوارها الفني من على خشبة المسرح في عمل لـ مروان نجار (عريسين مدري من وين)، فكرت سبحة النجاحات منطلقة في عالم التمثيل بسرعة الصاروخ، ولكن لأسباب نكتشفها في سياق اللقاء، غيّرت وجهة سيرها نحو العمل الاعلامي، فلمعت كمذيعة محترفة في الخليج، ثم عادت وعملت في قطاع الدوبلاج.
ديانا ابراهيم الممثلة والمذيعة وصاحبة شركة دوبلاج .. تتحدث لموقعنا عن أمور عالقة فعليا لكنها كانت سبيلا للنجاح في حياتها.

إلى أي مدى يعني لك الماضي كممثلة؟
بطبعي ومنذ الصغر كنت ودودة وقريبة من الناس، فلما عملت في التمثيل شعرت بجوهرة هذا الشعور، وكنت وفية لمن ساندني ووقف الى جانبي، أن تكون محبوباً من الناس فهذا أمر ليس سهلا، وهو رضا كبير من رب العالمين.

مذيعة محترفة وممثلة ومالكة استديو للدوبلاج، اين انت اليوم؟
( تضحك ) هنا أمامك، ربما نجاحي في التمثيل وانطلاقتي الصاروخية سبّبا لي نوعا من الحذر والاذية، ان صح التعبير، لهذا السبب اتجهت الى قطاعات كثيرة ضمن اطار الفن واخذت من كل شيء مخزونا.

أنتِ مع النجاح المدوي من الانطلاقة الاولى؟
طبعا لا..من المستحسن صعود الدرج درجة درجة، لكن تأتي الشهرة احيانا عند البعض على جناح السرعة.

هل الانسان هو من يصنع قدره أم أن القدر هو من يصنع الانسان؟
هي سلسلة مترابطة في ما بينها، فالانسان عليه التفكير والتخطيط وعدم الاستسلام للعنف ولوم القدر، والافضل ان يكون متفائلا على الدوام.

ديانا ابراهيم متفائلة بالبلد؟
أكيد، وما يراه غيري من ظلمة ومستقبل غامض ومجهول، اراه انا مرحلة مؤقتة ومجرد غيمة عابرة سوف تمر ويأتينا الفرج.

كيف بإمكاننا أن نتعلم من الحياة؟
أن نقع ونخطئ مرات عدة، لنستطيع تجنب الاغلاط والاخطاء، فالحياة مدرسة بكل مطباتها وتجاربها.

هل أنت إمرأة بيتوتية؟
أنا ملتزمة بعائلة وزوج وإبنة، لكنني لا أحتمل البقاء في المنزل وأستقبل وأودع، فعملي هو كل حياتي وهذا ما يؤكد أن حريتي هي مرادفة لكل نجاحاتي.

هل تخططين للأيام أم انك قدرية تنتظرين القدر؟
ابدا لست امرأة قدرية بل اخطط وادرس اهدافي وخطواتي، ربما لم اصل بالتمثيل الدرامي الى ما كنت اصبو اليه، لكنني حققت بطولات مميزة.

لماذا إبتعدتِ فجأة عن الدراما؟
لأنه للأسف غالبية الاجواء اليوم، لكي تبقى في عالم البطولة تستدعي المواقف تقديم التنازلات، وانا لست ممن يقدمن أي تنازل عاطفي او جسدي لأي منتج مهما علا شأنه.

هل تركتِ الدراما بحثا عن المال؟
انا اعشق التمثيل، ولم تكن المادة يوما عقبة امامي، ذهبت الى مكان ثانٍ من الحياة بإنتظار عودة خصبة.

وما هي معالم هذه العودة؟
أنتظر دورا مضيئا يضيف الى رصيدي رقما مضاعفا.

هل برأيك الساحة الفنية في الدراما سوف تنتظرك؟

اكيد، لانها باتت قابلة للفراغ، واليوم اصبح لدينا مهنة تمثيل حقيقية، وما كنت تراه في الماضي من صور جميلة فهو الى زوال.

الدراما اللبنانية تعتبر منافسة؟
اكيد وجاهزة للاستثنائيات، فمثلا "ثورة الفلاحين" مسلسل لبناني بكل طاقمه، وفيه ما يدهش من نص وتمثيل واخراج وانتاج، فالدراما اللبنانية اليوم تنافس الدراما المصرية والدراما السورية وحتى الدراما التركية.

ما هو الفن بالنسبة لك؟
هو بمضمونه الحقيقي منطقة من الحلم والخيال، ولدينا الكثير من القصص الجميلة التي تجسد واقعنا الاجتماعي والانساني.

هل فكرتِ يوما من انت كفنانة؟
أنا أعيش من أجل معرفة كل الاشياء، ولست رقما مضافا في الحياة، واريد ان اعبر عن رأيي في كل شيء، حتى في السياسة.

ألا تخافين من زلة قدم في عملك؟
ولماذا اخاف طالما اعشق عملي ولا ارضى ان تخرج حلقة وثائقية من عندي من دون ان اكون راضية عنها، حبك لعملك يشعل الجو داخل أروقة العمل.

الى أي مدى يؤثر الارتباط على نجاح المرأة مهنياً؟
الزواج سلاح ذو حدين، والامر بالنهاية يتوقف على المرأة وحسن اختيارها للشريك، فأنا تزوجت بتفاهم مطلق مع زوجي على أن حياتي المهنية خط أحمر، وبالفعل بارك زوجي عزيمتي وساندني لأصل الى ما وصلت إليه.

هل بإمكان المرأة المستقلة ماديا الإستغناء عن الرجل في حياتها؟
في الحياة هناك دوما إستثنائيات ليست معممة، فالبعض يفسر الاستقلالية من مفهوم معيّن، والبعض الآخر يحترم حدود هذه الاستقلالية، وانا برأيي تركيبة الحياة بمفهومها العام تقوم على الانثى والذكر ليكملا بعضهما البعض.

هل صحيح أن السلطة بيد المرأة هي سلاح طلقاته عشوائية؟
أبداً هذا الكلام غير صحيح، وعلى مجتمعاتنا الشرقية ونحن في هذا العصر، التخلي عن الموروث الفكري البالي، فقد استطاعت المرأة عبر التاريخ ان تقود الامم، ولديك من القائدات العظيمات ما يكفي بالتاريخ، مثلاً كليوباترا وحربها ضد روما التي كانت تعتبر كبرى الامبراطوريات، ولا تنسى زنوبيا ملكة تدمر، وشجرة الدر، مروراً بالعصر السابق من نظيرة جنبلاط الى لور مغيزل. المرأة في السلطة أكثر دهاء من الرجل.

متى تشعر المرأة بالانهزام؟
عندما تطالها نار الخيانة والغدر، وقد ثبت علميا أنها أكثر وفاء من الرجل وبإستطاعتها مقاومة اغراءات الخيانة، بينما الرجل يروي ظمأ غروره بالخيانة.

هل تتساوى العواطف ما بين المرأة والرجل في حالات الحب؟
ليس بالضرورة، لديك فئة من الرجال لديهم عاطفة أكثر من النساء ويعيشون الحالة العاطفية حتى أقصى حدود الألم النفسي.

ما هي رمزية الحياة بالنسبة إليك؟
الجهاد في سبيل اثبات الذات، والبحث دوماً عن الافضل، ومكافأة النفس بهدايا قيمة بعد كل عمل ناجح، وعدم الخوف من الفشل، بل بالعكس إتخاذه حافزا للنجاح، انا متفائلة ولدي قناعة ثابتة بأن ما بعد الضيق الا الفرج.