لم يعد للصباح من الايجابية صباح .

. غابت الكلمات من خلف الاثير إلى ما ورائه، وتوارت الكلمات صدى لتبقى حية في ذاكرة من أحبه من هذا البلد.

هو القادم من مدينة الضباب لندن، الذي أسر بصوته وحبه للحياة والايجابية مستمعيه طيلة سنوات، هو الاذاعي غافين فورد.

غافين لم يكن اذاعياً عادياً، بل تخطى حاجز اللغة في بلد متعدد اللغات والثقافات، وتمشرق بعاداتنا وتقاليدنا واصماً معه التحرر والحرية في التعبير والتعاطي مع الناس ومستمعيه الذين عشقوه لسنوات وايام.

رحل من دون ان يودع مستمعيه... رحل من دون أن يقول إلى اللقاء، فهو لم يكن على علم بأن جريمة نكراء ستحرمه من اعتلاء الاثير صباحاً.

فقد عثر جثة غافين في منزله مضرجة بدمائه، وتعددت الروايات في تفنيد اسباب الجريمة.

فقد قيل الكثير من المسببات للجريمة، والتي افتقدت إلى الدقة بمعظمها، عازية السبب إلى ميوله المثلية.

حتى أن ما أدهشنا في وطن لا يحترم سرية التحقيق، هو تسريب صورة عن التحقيق الاولي إلى الاعلام، والذي ورد فيه العديد من الترجيحات والتي كان يفترض ان تبقى طي السرية المطلقة والكتمان.

لكن أكثر ما أحزننا بالفعل، هو الصورة التي تم تسريبها لجثة فورد وهو مرمي على الارض على وجهه عارٍ تماما.

فقد تسابقت بعض المواقع على نشر الصورة، وان دل فعلها على شيء، فعلى قلة من المهنية والاحترام لهيبة الموت.

في الحقيقة ما يضاهي الجريمة النكراء جرماً، هو صور الجثة وتسريبها إلى الاعلام... هذه جريمة بحق الانسانية، وإغتصاب علني لحرمة الموت وانحلال في الاخلاق.

لذلك نطالب السلطات المعنية بالتوازي مع اجراء التحقيقات اللازمة وكشف الفاعلين واتخاذ الاجراءات المناسبة بحقهم، ينبغي على السلطات ان تعاقب من صور وسرب الصورة، واتخاذ اشد الاجراءات حزماً وحسماً في حقه.