بعد ثلاثة عقود من المسيرة الاحترافية المستمرّة وعشرات الاعمال المسرحية البارزة، تستعدّ المؤلّفة والمخرجة واستاذة المسرح اللبنانية عايدة صبرا لموعد جديد تضربه مع جمهور المسرح اللبناني من خلال مسرحيتها الجديدة " MeteoBeyrouth " والتي تنطلق على خشبة مسرح "مونو" ابتداءً من الخامس من كانون الاول المقبل وهي من تأليفها وإخراجها.



وفي تصريحات خاصة لموقع "الفن" تكشف عايدة صبرا لأوّل مرة تفاصيل القصة التي ستجمع بطلي العمل، رودريغ سليمان وايلي نجيم، ملقيةً الضوء على سمات شخصيّة كلّ منهما.

وتقول صبرا لـ "الفن" :"بالنسبة الى شخصية رودريغ سليمان هو يؤدي دور طبيب منغلق نفسياً على ذاته ويعاني من مصاعب نفسية جمّة نتيجة تراكمات حصلت معه منذ الصغر، لا سيما معاناته مع الفقر وفقدانه لوالده الذي توفي في الحرب ما خلّف أثاراً هائلة على نفسيته.
كما انه يصطدم بنظرة المجتمع الدونية الى مهنته فهو طبيب بيطري والمجتمع يقارب هذا التخصص بنظرة غير متكافئة فلا يجد انه يوازي التخصصات الاخرى في الطب أهميّةَ وهذا الامر خلّف عقدا نفسية اضافية لدى هذه الشخصية التي حرمتها اوضاعها الاجتماعية وضائقتها المالية من فرصة اختيار تخصص آخر ربما. اضف الى ذلك كلّه ان الشخصية التي يؤدّيها رودريغ تعاني من رهاب الاماكن المغلقة ولذلك يقصد الحديقة بشكل منتظم ليكون في هذا الفضاء المفتوح".

وتضيف: "في الجهة المقابلة يؤدّي الممثل إيلي نجيم شخصية متفاءلة تتمسّك بالايجابية في أحلك الظروف وتحاول ان تجد دوماً نافذةَ للامل مهما بدت الظروف قاتمة فهو شخصية عانت بدورها ورغم صغر سنها من مشاكل جمّة الا أن انه بقي متسمكا بالامل. فما الذي قد ينتج عن اللقاء بين هكذا شخصيتين تقفان على تباين تام؟" .

وفي التفاصيل تحكي المسرحية قصة رجلين: طبيب بيطري ومصوّر فوتوغرافي، تجمعهما حديقة في قلب العاصمة بيروت. الغريب في الأمر، أنه بالرغم من تواجدهما كل يوم على ذات المقعد، لم يخطر في بال أحد منهما أن يعقِد حواراً مع الآخر.
في العادة، هذا أمر لا يحصل في مدينة بيروت، أي ألا يتودّد الناس إلى بعضهم بعض بحكم اللقاء اليومي في أي مكان كان. لكن ما السبب الجامع لهما في تلك الحديقة؟
وها هو اليوم الذي يدفع بالمصوّر الفوتوغرافي أن يقيم حواراً مع الآخر لغاية تتكشّف خلال تصاعد الأحاديث فيما بينهما. أحاديث لا تخلو من الحذر والتوتّر والضحك والشك والخوف والتروّي واللعب والغضب.
وكأن كل واحد منهما كان في انتظار الآخر ليبوح عن معاناته من مدينة أضنتها الحرب بحيث بدّلت أحوال الناس فيها، وأصبحت ترخي بظلالها الثقيلة على قاطينيها، وكيف بها تدفع بهم إلى مزيد من العزلة. هي المدينة التي اكتسبت سحرا وألقاً فيما مضى .. وكأن بهما يشعران أنها تلفظهما .
ولكن ما الذي دفع بالمصوّر الفوتوغرافي إلى المبادرة في خوض مغامرة مجهولة النتائج؟
إنه البحث عن أمل ما، حتى في أتفه الأمور. فهو في محاولة دائمة رغم الخيبات الكبيرة، فحسب رأيه يساعد ذلك على تجاوز قسوة العيش. هل نجح يا ترى ؟؟
لا شك ان الاجابة على هذه الاسئلة وغيرها ستكون في العمل المسرحي المرتقب للفنانة عايدة صبرا والذي يعرض على خشبة مسرح "مونو" من 5 الى 16 كانون الاول المقبل تحت عنوان MeteoBeyrouth وهو من تأليفها وإخراجها وبطولة رودريغ سليمان وإيلي نجيم.