في وطن كثرت فيه الصراعات والعقد والازمات، نعود بالذاكرة إلى من طبعت الذاكرة بذكرى استقلال وطن، إلى من جعلت من الأعياد عيداً، وهي العيد في الاعياد كافة.

اليوم عيد ميلاد سفيرتنا إلى النجوم فيروز، ميلاد بات في سجل الشرف أسمى مرتبة من كل الاوسمة، فباتت فيروز الوسام الوحيد الذي يعلق على كل لبناني.

حين تأتي على ذكر السيدة فيروز تشعر بخوف من الهيبة أمام تاريخ من العظمة، تشعر بضيق في متنفس الحروف والكلمات...ومهما قيل فيها من مدائح تبقى فيروز أسمى من أي مديح.

فيروز حالة من عشق وادمان تتسلل ككيان للحب إلى الاوردة، تنعشها تستأصل منها كل الرواسب، تعمقها وتعيد إليها نبض الحياة.

فيروز حالة من حب والحب كله... فيروز حالة من حلم وهي الحلم في كل الازمنة والأوقات.

وليس من الغريب ان تولد فيروز بالتزامن مع عيد الوطن، وهي من رسمت لنا وطن النجوم، وطن الاحلام بأغنيات طبعت أحداثاً لبنانية باتت منسية "بأوضة" وليل وزمن.

فيروز التي غنت في الحب وجدان لبنان، باتت هي لبناننا ولباننا ومنه بخور يتقد لإنعاش حياتنا بالوطنية.

فيروز التي غنت الحب عبرنا معها إلى امل رغم اللاأمل...

فيروز أيقونة الاحتفالات والمناسبات الوطنية والدينية...

فيروز الابداع، فيروز وطن الرحابنة الذين صنعوا من الوطن قيمة ورسموا كياناً براقاً لكل عاشق وملهم للموسيقى.

فيروز السر الذي لا يفسر ولا عجب في ذلك... تصادقك في الصباحات والامسيات، وتبقى أسطورة البعد وزينة الريح. وان سألنا "وينك حبيبي" اجابت "في كل المرات نحنا سوا".

ترحل اسماء وتولد اسماء، واسمها أبدي محفور هناك بين أفئدة قلاع الصدى وشلوح الارز.

في عيدك نحملك كل الامنيات في ان يولد على وجهك وطن بإستقلال انتمائك... والكل يعلم أن في انتمائك للبنان فخامة وقضية وحكاية، ولطالما كنت أقول طوال مسيرتي العملية في الإذاعة "صوت فيروز سكرة الله بمجد المحبة، وفي كل الأوقات العصيبة التي مررنا بها، بقيت فيروز الصوت الذي يوعّي الحب في قلوبنا".

في عيدك نتمنى لك طول من العمر، والعمر يليق بك، وبك ديمومة الفن الراقي، فن صنع مدرسة للفن اللبناني.

دمت لنا فيروز نجمة بمساحة الوطن، وكبر السماء ومدى البحار.