ما من أحد عرفه إلا وأثنى على إنسانيته قبل أن يثني على فنه، فهو الذي كان يحمل هم الناس ويعبر من خلال الأغنيات التي كتبها وغناها عن كل الأحاسيس التي تختلجهم في مختلف المواقف التي تواجههم في هذه الحياة.

هو الذي قدم فناً راقياً وجميلاً على مدى أكثر من نصف قرن، جال العالم بصوته وأغنياته، ونقل فنه الجميل إلى مختلف شعوب الأرض، وبرحيله خسر الفن العالمي ركناً كبيراً من أركانه.

هو الفنان الفرنسي-الأرمني شارل أزنافور الذي كانت له التحية من المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان "الكونسرفتوار"، حيث أحيت الأوركسترا الفلهارمونية بقيادة المايسترو هاروت فازليان، والتينور إيليا فرنسيس والسوبرانو كورين متني والتينور هايك بتروسيان، حفلاً موسيقياً مميزاً حمل عنوان Pour Toi Aznavour، في كنيسة مار يوسف للآباء اليسوعيين في مونو، فأبدع فازليان في قيادة الفرقة الموسيقية، التي بدورها قدمت عزفاً متقناً ومحترفاً، كما قدم فرنسيس ومتني وبتروسيان أغنيات أزنافور بأداء رائع، إن كان كل منهم على حدة أو مجتمعين، حيث كان هناك غناء منفرد و"ديو" و"تريو".

وكان فريق موقع "الفن" وصل إلى مكان الحفل عند الساعة السابعة والنصف، ووجدنا الكنيسة مكتظة بمحبي أزنافور قبل ساعة من موعد بدء الحفل، بحيث لا يوجد أي مكان للجلوس، وعدد الواقفين داخل الكنيسة يساوي تقريباً عدد الجالسين، عدا عن الأشخاص الذين وقفوا عند باب الكنيسة ولم يستطيعوا الدخول إليها بسبب الحضور الكبير.

وتضمن الحفل أغنيات أزنافور :

Les Comediens, Hier Encore, For Me Formidable, She, Il Faut Savoir, Les Deux Guitares, Pour Toi Armenie, Sa Jeunesse, Mourir d’Aimer, Que C’est Triste Venise, Je M’Voyais deja, Emmenez-Moi, La Boheme

وعاد موقع "الفن" بهذه التصريحات الخاصة.

المايسترو هاروت فازليان :"هذا التكريم لأزنافور مهم جداً لأنه فنان عالمي، كان لديه علاقة خاصة مع لبنان وذلك منذ ستينيات القرن الماضي، حين كان يزور لبنان كل عام، وطبعاً هو محبوب جداً من اللبنانيين عموماً، ومن اللبنانيين الأرمن خصوصاً، وأنا قررت أن أحيي هذا الحفل وأقوم بكل هذا الإخراج لأن أزنافور يستأهل ذلك".

وأضاف :"هناك الكثير من الفنانين الذين يطرحون أغنيات، وبعد أن نسمعها لحوالى الستة أشهر أو السنة ننساها، ولكن أغنيات أزنافور التي عمرها أربعين وخمسين وستين عاماً لازالت أغنيات جميلة جداً لأنها الفن الصحيح، والأغنيات التي كتبها أزنافور كان صادقاً وصريحاً جداً فيها، ومع نفسه بالدرجة الأولى، والمواضيع التي طرحها في أغنياته كانت ضرورية جداً للمجتمع، وكان لديه ما يقوله، وكل أغنية لها قصة ونكهة ولون ورسالة".

وتابع :"برحيل أزنافور خسرنا فناناً كبيراً كان يقدم لنا في كل مرة شيئاً جديداً، كان رجلاً شفافاً ومُحباً وكان يساعد كل الناس، وكان الصدق واضحاً في عينيه".

التينور إيليا فرنسيس :"شرف كبير لي أن أشارك في هذا الحفل وأغني لفنان عالمي دخل إلى كل بيت وإلى كل قلب، سأحاول قدر المستطاع أن أوصل للناس ما كان يوصله إليهم، ولكن بطريقتي أنا كمغني أوبرا".

وأضاف :"مثلما أفتخر بـ فيروز ووديع الصافي اللذين هما أيقونتان في بلدي، أزنافور كان أيضاً أيقونة كبيرة جداً، أولاً بالنسبة لبلده أرمينيا، وثانياً لفرنسا، وثالثاً للعالم كله، ولو لم تكرمه الدولة الفرنسية، لكان الشعب كله قام بالواجب، لأن كل الناس يحبونه، لم أسأل أحداً في حياتي عن أزنافور، إلا وقال لي إنه يحبه ويعشق أغنياته التي لامسته ولامست الحياة التي يعيشها، أزنافور عرف ماذا فعل، فهو تكلم مع الناس بلغتهم وبكلمات وألحان بسيطة جداً ليصل إلى كل الناس، أوصل الرسالة وصوته وإحساسه".

وأضاف فرنسيس :"برحيل أزنافور خسرنا الفن، كل فنان من عصره، والذي أسميه العصر الذهبي، إذا خسرناه يكون هناك خسارة كبيرة جداً للفن ككل، لأنه برأيي هذا هو الفن الصحيح، فتدني مستوى الفن أصبح حالياً منتشراً كثيراً".

السوبرانو كورين متني :"أزنافور ترك تأثيراً كبيراً في العالم، وأنا سعيدة جداً لمشاركتي في هذا الحفل، فهذا شرف لي أن أغني أغنياته الجميلة التي فيها نصوص جميلة جداً".

وأضافت :"أزنافور هو فرنسا القديمة، لديه تاريخ مع إديث بياف ومع الفنانين الكبار، وكان لديه الكثير ليقوله، ومهم جداً التكريم الذي قامت به فرنسا لـ أزنافور لأن الفنان يعطي الناس من حياته وذاته وقلبه، وكيف إذا كان هذا الفنان هو شارل أزنافور؟".

التينور هايك بتروسيان :"غنيت سابقاً أغنيات أزنافور في حفل أحييته في أرمينيا وكان هو حاضراً حينها، هذه المرة الأولى التي أزور فيها لبنان، أحببت كثيراً العاصمة اللبنانية بيروت وهي مدينة مهمة جداً".

وأضاف :"شرف كبير لي أن أغني مع موسيقيين رائعين، وأغني أغنيات شارل أزنافور هذا الفنان الكبير، أنا سعيد جداً".

وختم حديثه قائلاً :"برحيل أزنافور خسرنا فناناً كبيراً وفرنسياً كبيراً وأرمنياً كبيراً، ولكن هناك تراثاً كبيراً تركه لنا، أغنياته والطريق الذي سلكه في حياته، وكيف عاش حياته، كيف أعطى الحب للناس، يجب علينا أن نأخذ هذا بعين الإعتبار والذي هو تراث مهم جداً".

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا.