بمناسبة مرور 100 عام على توحيد بولونيا، وبدعوة من المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان "الكونسرفتوار"، أحيت الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة زبيغنييف غراتسا، والسوبرانو نادين نصار أمسية موسيقية مميزة في كنيسة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في مونو.

تضمنت الأمسية أعمال الموسيقيين ستانيسواف مونيوشكو، كاول شيمانوفسكي وفويجك كيلار.

موسيقى وألحان وغناء، إستمتعنا بسماعها، فنفضنا عن أذنينا غبار النشاز المنتشر في العديد من الأصوات التي تغني اليوم، فكنا أمام لوحة متجانسة ومتكاملة من حيث عزف أفراد الأوركسترا وقائدها وغناء السوبرانو.

موسيقى أصيلة، يعجز اللسان عن وصفها، تحاكي زمن العراقة، وتهذب الروح، وتمدك بالصفاء.

نغمات الآلات الموسيقية عانقت بعضها بعضا، وإمتزجت بصوت السوبرانو نادين نصار التي أبدعت في أدائها بصوت لا مثيل له.

موقع "الفن" إلتقى نصار، وكان لنا معها هذا الحوار.

ما الذي أخذك إلى الأوبرا؟ وما هي الصعوبات التي واجهتك؟

تركت لبنان في العام 2008، فكل فترة الحرب اللبنانية بقيت هنا، تركت حينها لأن الوقت كان قد حان لأقرر إما أن أستمر في هذه المهنة، أو أن أغيّر عملي ولا أستمر في الموسيقى، فلم يكن هناك شيء يشجعني.

كنت أريد أن أدرس الأوبرا، ولكن الأوبرا ليست من ثقافتنا، فلم أكن أدري كيف أذهب لأنه كان من العيب في الحرب أن تطلب منحة من أجل دراسة الموسيقى،

فبعد الحرب في لبنان درست المسرح، ولكني لست ممثلة، ثقافتي مثل غالبية اللبنانيين هي مختلطة بين العربية والفرنسية والإنكليزية وغير متعمقة بلغة معينة، فكنا خلال الحرب نذهب إلى مدرسة ونعود الى المنزل قبل إنتهاء دوام المدرسة بسبب الحرب.

درست الأوبرا حين كان عمري 15 عاماً في الكونسرفاتوار الوطني، وبعدها أخذت دروساً خصوصية من السيدة ألين عون التي تبلغ من العمر 95 عاماً، وهي موجودة معنا هنا لتحضر هذا الحفل، وعندما درست المسرح كانت عون تعطي مادة الغناء، أوقفت دراسة الأوبرا، توجهت إلى دراسة المسرح، وبعدها عدت إلى دراسة الأوبرا.

لماذا تم إختيارك لإحياء هذه الأمسية؟
الحفل من تنظيم السفارة البولونية والأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، وبما أني درست الأوبرا في بولونيا إختاروني للغناء، وسبق أن عملت مع قائد الأوركسترا زبيغنييف غراتسا منذ حوالى العشر سنوات وقدمنا "موزار بالعربية"، حيث غنّينا في الإمارات العربية المتحدة، والمايسترو هو الذي إختار البرنامج الموسيقي لهذه الأمسية، وإخترنا سوياً الأغنيات التي سأؤديها.

هل أنت اليوم مستقرة في لبنان؟

عشت لمدة سبع سنوات في بولونيا، واليوم أصبحت أعيش في لبنان، ولكني أسافر إلى بولوينا لمدة شهر أو شهرين، نحن مثل الرياضيين بحاجة إلى مدرّب ليمرّنا، فأسافر إلى هناك من أجل التمرينات.

هل هناك تقدير لفن الأوبرا في وطننا؟

نحن بلد صغير وهناك جمهور لكل نوع من أنواع الموسيقى، ولكن ليس هناك تمويل كافٍ ليكون هناك إستمرارية، مغنو الأوبرا في الخارج غالبيتهم موظفون في دار أوبرا أو في فرقة موسيقية، لا يشغلون بالهم في تأمين معيشتهم، في لبنان هناك تقدير ولكن يجب أيضاً أن أعيش، كل شهر لدي حفلان، ولكني أريد أكثر لأستطيع العيش وتأمين مصاريفي.

هل ينظر الناس إلى مغني الأوبرا نظرة مختلفة عن نظرتهم إلى الفنانين الذين يقدمون أنواعاً أخرى من الموسيقى؟

نعم، لأنه ليس بإمكانك أن تغش في الأوبرا، ليس لدي Playback، موسيقى البوب أحياناً إذا كان المغني تعباناً أو لديه مشكلة في صوته، هناك الـ Playback الذي يحل المشكلة، أنا أعتبر أن مغني الأوبرا هو فنان حقيقي، الآلة هي جسمنا ونحن نتمرن ليعلو صوتنا.

هل تشعرين بأن مغني الأوبرا مظلوم إعلامياً بحيث ليس هناك قنوات متخصصة في الإضاءة على هذا الفن ومؤلفيه ومغنيه، ولا حتى مساحات إعلامية عبر الشاشات والاذاعات؟

هناك برنامج مع جو لطيف في Radio Liban عن الأوبرا، الأمر يعود إلى إدارة المؤسسات الإعلامية، ليس لدي مسؤول عن تسويق أعمالي وأخباري الفنية، لأن من ستوكل له مهمة مساعدتك في هذه الأمر يجب عليك أن ترصد له مبلغاً من المال، ومدخولي لا يخوّلني أن يكون لدي شخص يهتم بصورتي وبالإعلانات وبالأخبار على مدار العام، اليوم نتكل على مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل التكنولوجيا.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.