هو من أهم الملحنين في الوطن العربي، وأغنياته مع الفنان عمرو دياب هي الأشهر في مشواره الفني، ولكنه حقق نجاحا كبيرا مع الكثير من الفنانين الآخرين، منهم حسين الجسمي وآمال ماهر وشيرين عبد الوهاب، ورغم أن كثير من الملحنين يقفلون باب التلحين من أجل موهبتهم الصوتية، إلا أنه إختار أن يلمع إسمه في مجال التلحين على حساب موهبته كفنان.


إنه الملحن والفنان عمرو مصطفى الذي يتحدث لـ"الفن" في حوار حصري، بعد قطيعة لسنوات مع الإعلام، ويكشف لنا تفاصيل ألبومه الجديد، وتعاونه مع الفنان عمرو دياب في ألبومه الجديد وصداقته معه ومع تركي آل شيخ، ويُبدي لنا رأيه في فكرة العالمية ومن وصل إليها من النجوم، ورأيه عن إختفاء نجوم عن الساحة مؤخرا، وتفاصيل أخرى كثيرة في هذا اللقاء.

في البداية.. هل بدأت التحضير لألبومك الجديد، خصوصاً أنك أعلنت منذ فترة طويلة أنك ستعود للغناء؟
بدأت بالفعل في العمل على الألبوم، ولكنني لم أبدأ مرحلة التسجيل ورغم أنني سجلت بعض الأغنيات التي كنت أنوي تقديمها ضمن ألبومي الجديد، إلا أنني تراجعت وأعطيتها لبعض المطربين، ولا أريد ذكر أسماء هذه الأغنيات طالما أنها ذهبت لغيري، ولكنني سأوجه أنظاري خلال الفترة المقبلة نحو الإنتهاء من ألبومي وطرحه للجمهور.

هل ترى أن فترة غيابك عن الغناء تمثل عاملا سلبيا بالنسبة لك؟
لا أعتقد ذلك، وخصوصاً أنني كنت أركز خلال الفترة الماضية على الألحان فقط من دون الإهتمام بالغناء، ولكنني حققت عدة نجاحات بالكثير من الألحان والأعمال التي تعاونت فيها مع نجوم آخرين وحققت نجاحا كبيرا.

وما حقيقة بحثك عن مواهب شابة جديدة لتقديمها للجمهور خلال الفترة المقبلة؟
منذ بدايتي وأنا أبحث عن تقديم المواهب الجديدة ودعمها سواء كانت لديهم موهبة الغناء أو التأليف، وهذا ضروري للغاية لأنه لا يصح الإعتماد على أسماء معينة فقط، ومشواري الفني يشهد أنني قدمت الكثير من المواهب، وخلال الفترة المقبلة لدي مشروع جديد للبحث عن الأصوات الجديدة في كل مصر وتقديمها بالشكل الذي يليق بأصحابها.

كيف تُقيم تعاونك الأخير في ألبوم "كل حياتي" مع الفنان عمرو دياب؟
عمرو دياب أخي الذي لم تلده أمي وعلاقتنا طيبة للغاية وأعتز بهذه الصداقة، وأنا وعمرو ديو وثنائي هائل يمكنه تقديم أغنيات متميزة للجمهور، وهذا الأمر تجلى لكل الناس منذ بداية التعاون معا منذ أكثر من عشرين عاما، والحمد لله نجاح هذه الأعمال مازال مستمرا إلى الآن، وأنا سعيد بالتعاون مع دياب في ألبومه، وأعتقد أن نسب المشاهدة العالية التي حققتها هذه الأغنيات على اليوتيوب هي كفيلة بالرد على سؤالك.

تعمل بسياسة نادرة بالنسبة لكثير من الملحنين وتعطي أغنياتك لغيرك، وهناك بعض الملحنين إعتزلوا التلحين لأسباب معاكسة لقناعاتك، فلماذا لم تفكر بهذه الطريقة؟ هل التلحين أهم من الغناء؟
الأمر لا علاقة له بفكرة الأهمية ما بين الغناء والتلحين، ولكنني أرى أن التلحين الوطني يأخذ وقتا كبيرا للغاية مني، والأغنية الواحدة قد تستغرق شهرا وهذا ما يجعلني لا أستطيع تقديم ألبوم لأن الأغنيات الوطنية تحتاج تركيزا مضاعفا، ومن السهل أن أُقدم عشر أغنيات لأي مطرب في اسبوعين، ولكن من الصعب أن تُقدم أغنية وطنية تعمل عليها على مدى شهر لأنها إن لم تكن صادقة فلن يسمعها أحد.

وما الرادار الذي تستشعر به صدق ألحانك سواء بإكتمال اللحن بشكل عام أو الحاجة الى التعديل؟
نظرات من حولي، وأنظر في عيونهم وردة فعلهم وإنفعالاتهم ومدى حبهم وإعجابهم بالأغنية، وهذا يكون من خلال فريق العمل الذي أتعاون معه، وأحب أن أذكر أسماءهم لأنهم من أهم أسباب النجاح سواء تامر حسين وإلهامي دهيمة وأمين نبيل واحمد حسام واحمد الموجي، وهؤلاء من سهروا وتعبوا بجهد لتقديم أربع أغنيات خلال أسبوع واحد فقط، وأتوجه بالشكر للأستاذ محمد ياسين الذي وقف وقفة كبيرة وقدم كل العوامل لإنجاز الأغنيات الأربع في أسبوع.

هناك صداقة نشأت بينك وبين الشاعر تركي آل شيخ سريعا، فكيف تطور الموضوع؟
الموضوع كله أنه صاحب كلمة جديدة ولديه الملكة لتقديم جملة تستفزني كملحن وتُخرج مني أفكارا تلحينية جديدة، وهذا ما حدث في "برج الحوت" و "بحبك أنا" والأغنيات الأخرى التي تعاوننا فيها، كما أنه يتميز بعمق المعاني أكثر من أن تكون غزلا عاديا، وهذا معروف عن العرب في الكتابة والشعر وتميزهم به.

من بين الألبومات التي تم طرحها مؤخرا.. كيف ترى أفضلها كملحن؟
أعتقد أن شهادتي مجروحة في هذا الأمر، ولكن لو سألت الناس في الشارع سيقولون لك عمرو دياب، وهناك أغنيات كثيرة لكثير من الزملاء كانت مميزة ولا أحب الحديث عن زملائي لأنني في مكان مختلف عن الجميع، أعمل في صمت وأرى نفسي منعزلا، وأتمنى أن يكون لي رصيد كبير من الأغنيات الوطنية والأغنيات المميزة التي تترك ذكرى إيجابية وطيبة في نفوس كل الناس.

مسألة العالمية أصبحت صعبة في الوقت الحالي، ورغم ترديد عالمية الفنان عمرو دياب والفنان محمد منير منذ سنوات، إلا أن الفنان وائل جسار قال في حديث سابق أنه لا يوجد مطرب عربي وصل الى العالمية حتى الآن ويعتبر الأمر وهماً، فما رأيك؟
ردي على هذا الكلام أنه حينما يكون هناك موزع عالمي مثل مارشميلو يأخذ لحنا مصريا لـ عمرو مصطفى ويعيد توزيعه ويقدمه لـ عمرو دياب فإذا نحن لسنا بعيدين ولكننا موجودون، وهناك ثقافات يتم تبادلها، ونحن في منطقة مميزة في العالم وخصوصاً أن مارشميلو دي جي عالمي، وأنا كـ عمرو مصطفى لدي أكثر من 96 عملا مترجما إلى لغات أخرى، وأكاد أكون الملحن الوحيد الذي لحنت للأتراك والأسبان، وكل هذا بالوثائق وموجود على يوتيوب، إضافة إلى تعرضي لسرقة ألحاني قبل الثورة، ولكن مع الثورة تغاضيت عن هذه الأمور لأن بلدي كانت في حاجة لي وأوقفت الكثير من القضايا وأنتظر صدور قوانين صارمة عن حقوق الملكية الفكرية لأن الفنان حينما يأخذ حقوقه تكون هناك مساحة من الإبداع.

وفي النهاية.. هناك نجوم كثيرون إختفوا عن الساحة لظروف تغير أوضاع الغناء، من تراهم مظلومين في هذا الأمر؟
المشكلة كلها في أن صناعة الموسيقى تكلفتها أصبحت عالية للغاية، وهناك الكثير من المنتجين أصبحوا يخافون من فكرة تقديم هذه الصناعة لأنها تخسرهم الكثير من الأموال، ولكننا منتظرون تقنين الأوضاع ووضع قوانين صارمة لحقوق الملكية الفكرية لأن الأغنية يتم طرحها الآن وتجدها في ثانية مع كل الناس، بالإضافة إلى إحتكار بعض شركات المحمول للـ "كول تون" وهو مصدر دخل أساسي الآن للألبومات وعقود مجحفة تأخذ 80% من المبدع مقابل 20% للمنتج، فإذا المنتج يخسر خسارة كبيرة، وإختفاء بعض المطربين والمواهب يعود لعدم وجود إيرادات للصناعة بسبب هذا الإحتكار.