في 10 -11- 2018، وبحضور أكثر من مئة شابة وشاب وشخصيات من مختلف الميادين الأكاديمية والاجتماعية والفنّية، أقامت منظّمة "الإنماء الشبابي" حفل خاص بمناسبة اختتام مشروع "مساواة عبر الأجيال"، مبادرة أطلقتها المنظّمة لنشر الوعي حول حقوق الانسان وقيم المساواة بين الجنسين، استفاد منها أكثر من 3000 شابةً وشاب وطالب (بين 15 و17 سنة) من ثمانية مدارس في منطقة الشوف وعاليه.

شكّل هذا الحفل المحطّة الأخيرة لرحلة تسعة أشھر، ومناسبة عبّر خلالها المشاركون عمّا تعلّموه من ھذه التجربة بصور فنّية متنوّعة وراقية عكست المعرفة والمقدرة والمهارات المكتسبة من هذا المشروع. .

بدأ الحفل بالنشید الوطني اللبناني، تلته كلمة لرئیس المكتبة الوطنیة الأستاذ غازي صعب الذي رحّب بالحضور وشكر منظمة "الأنماء الشبابي" ومختلف الجهات التي شاركت في تنفيذ هذا المشروع.

بعد ذلك، تم التعريف عن منظّمة "الانماء الشبابي"، وشرح حول خلفیة هذا المشروع بمختلف الخطوات والمراحل التي مرّ بها. وتم التحدث عن الأنشطة المتنوّعة التي قامت بها منظّمة "الإنماء الشعبي" ومختلف الشركاء الآخرين مثنياً على الجهود التي بذلوها بغية إنجاح هذه المبادرة.

وفي كلمته، عبّر الوزير السابق الدكتور سلیم الصایغ يعن آماله وحسن توقّعاته من الشباب قياساً على القدرات الكبيرة الواعدة التي يتمتّعون بها، ومعلناً عن اقناعته بأن الشباب ھم فعلاً ركن التغییر. كما تكلّم الدكتور صايغ عن الاستراتیجیات التي على المنظمات الحكومیة أن تقوم بھا لكي تتطور و تؤدي واجبھا بشكل أفضل. وفي هذا الإطار، تحدّث عن القانون الذي عمل عليه اخلال تسلّمه وزارة الشؤون الاجتماعیة، والخاص بتنظیم عمل الجمعیات. إضافةً إلى ذلك، اعتبر الوزير السابق أن المشكلة السیاسیة تؤثر على عمل الجمعیات.

أما الممثلة برنادیت حدیب فقد جذبت السامعین بصوتھا الذي دخل القلوب من دون إستئذان، لدى إلقائها لمقطع شعري بریشة أمیر الشعراء أحمد شوقي، ومما أتى في هذا المقطع " السجن بضیقه ذكر والحریّة بوسعھا أنثى". وتحدّثت حديب بدورها عن أهمّية العمل معاً، رجالاً ونساء، لتحقيق المساواة المرأة والرجل، قائلة :" إید وحدة ما بتزقف."

ثم تحدّثت مفوضة للشؤون النسائیة في الحزب التقدمي الاشتراكي منال سعید الحوراني. وإضافةً إلى إشادتها بهذه المبادرة، تحدثت الحوراني عن مسؤولية ودور الأحزاب السياسية في تحقیق المساواة.

بعد ذلك تخلّل الحفل جملة من اللوحات الفنّية والتمثيليّة المبدعة التي كان ابطالها عدد من الشابات والشباب الذي شاركوا في هذا المشروع. وتضمنت العروض مسرحیة حول القانون الذي یمنع المرأة برتبة الظابط من أن تتزوج رجل برتبة جندي، إضافةً إلى فیلم قصیر یتمحور حول الفرق بین الأسرة التي یتشارك الرجل والمرأة فیھا المسؤوليات والمهام المنزلية، وتلك التي تكون فيها جميع المسؤوليات المنزلية ملقاة على عاتق المرأة. كما كما جسّد الفنّانون الشباب في لوحات فنّية عديدة مشاكل أخرى تحول دون تحقيق المساواة في مختلف الميادين، ومنها العمل والعلم والسياسة، مختتمين هذا الحفل بأفضل وأجمل طريقة، وموجّهين بالتالي رسالة مزدوجة لكلّ المعنيين حول ضرورة العمل لتحقيق المساواة الجندرية والتي أصبحت إحدى مقومات نجاح وازدهار واستقرار المجتمعات، وأهمّية إشراك الشباب في رسم السياسات العامة وتشجيعهم على أداء دورهم في هذا الإطار.

انطلق مشروع "مساواة عبر الأجيال" في شباط من العام 2018، وذلك عبر جملة من التدریبات وورش العمل في مختلف المدارس. وفي مرحلة مقبلة، تمّ وضع وتصميم إستمارات خاصّة ليتمّ تعبئتھا بناءً على آراء المواطنين في مختلف المناطق. بعد ذلك بدأ الشابات والشباب المشاركون بالمشروع بالعمل على وضع أفكار لمشاریع وورش عمل وحلقات حوار للمساهمة في إيصال فكرة المساوة بین الجنسین بطریقة تفاعلیة وبالشكل الذي يخرج فيه عن الأفكار النمطیة الاجتماعية السائدة.