حوالى ساعة ونصف الساعة من الزمن، عدنا خلالها إلى الأصالة، مع فنانة صاحبة صوت جميل جداً، وأوركسترا مبدعة في أدائها، ومايسترو يحرك المسرح بأكمله من خلال حركات يديه.

بدعوة من المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، أقيم حفل غنائي على مسرح بيار أبو خاطر، حرم العلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف طريق الشام، أحيت الحفل الفنانة سارة سحاب، برفقة الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق-عربية بقيادة المايسترو سليم سحاب.

أطل عازفو الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق-عربية والكورال على المسرح وأخذوا أمكنتهم، ليدخل المايسترو سليم سحاب ويعطي الإشارة لإنطلاق عزف ألحان عشقناها، حيث إمتزجت نغمات الآلات الموسيقية وأثمرت إبداعاً ممزوجاً بالعراقة والتميّز.

وبعدها أطلت الفنانة سارة سحاب، التي أطربتنا بصوتها الجميل وقدمت أداءً رائعاً جداً.

وتضمن برنامج الحفل :

"هذه ليلتي" لحن محمد عبد الوهاب

"رقصة كهرمانة" لحن فريد الأطرش

"لونغا نهوند" لحن رياض السنباطي

"تعمر تعمر" شعر ولحن زكي ناصيف، إعداد أندريه الحاج

"ألف ليلة وليلة" شعر مرسي جميل عزيز، لحن كمال الطويل

"بلاش عتاب" شعر مرسي جميل عزيز، لحن كمال الطويل

"كان عنا طاحون" شعر ولحن الياس الرحباني

"دارت الأيام" شعر مأمون الشناوي، لحن محمد عبد الوهاب

"لعبة الأيام" شعر علي مهدي، لحن رياض السنباطي

"حكايتي مع الزمان" شعر محمد حمزة، لحن بليغ حمدي

"راجع يتعمر لبنان" شعر ولن زكي ناصيف.

موقع "الفن" الذي كان حاضراً في الحفل، إلتقى المايسترو سليم سحاب والفنانة سارة سحاب، وأجرينا معهما هاتين المقابلتين.

المايسترو سليم سحاب

متى كانت آخر زيارة لك إلى لبنان؟

أنا حضرت منذ فترة غير بعيدة إلى لبنان، وقدمت مع الجوقة الوطنية ضد عمل الأطفال حفلاً أمام رئيس الجمهورية ميشال عون، وكان الحفل برعاية الرئيس وفي القصر الجمهوري، بعد أن كنت دربت الكورال لمدة شهرين في لبنان، وكنت قبلها حضرت إلى لبنان في العام 2015 حيث شاركت في مهرجانات زوق مكايل الدولية وكنت أقود حفل تحية لـ أم كلثوم الذي شاركت فيه سارة أيضاً.

رغم إنجازاتك الكثيرة، إلا أن كورال أطفال مصر يبقى حديث الجميع بعد أن غيّرت هؤلاء الأطفال من خلال تعليمهم الموسيقى.

كان الأطفال قبلاً يشعرون بأنهم منعزلون والمجتمع يتجاهلهم، ونفسيتهم محطمة، أعدت لهم القدرة على الحلم، فأصبحوا يحلمون ببكرا، كان جزء كبير منهم شارك في ثورة يناير حيث كانوا يرمون قنابل مولوتوف، فأبعدتهم نهائياً عن الأفكار الهدّامة، أعدتهم إلى المجتمع والحياة، وشعروا بأنهم مهمون عندما شاهد حفلهم 7 وزراء.

أصبح عمر الكورال 4 سنوات، ويضم حوالى 500 طفل، وعملي أصبح مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة التضامن وتحت رعاية الدولة، فأصبح لدي أطفال دور الرعاية، وأطفال بلا مأوى، وأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، وهناك بنات كنّ تقريباً في وضع غير سليم مع القانون ضممتهنّ إلى الكورال، وهناك من لديهم تخلف بسيط ضممتهم إلى الكورال أيضاً بحيث أن المسؤولين يتأثرون جداً ويبكون حين يشاهدون هؤلاء الأطفال وهم يغنون.

هل هناك أطفال من كورال مصر شاركوا في The Voice Kids؟

في كل دورة من The Voice Kids أرسل أطفالاً من كورال مصر للمشاركة في البرنامج، تكون النتيجة أحياناً غير منصفة، ولكن إن نجح الطفل في البرنامج أو لم ينجح لا يهمني لأنه سيظهر معي وفي حفلات كورال الأطفال.

ما هي المهمات الجديدة التي تقوم بها حالياً؟

في وزارة الشباب والرياضة المصرية أسسوا فرقة "إبداع" أنا مسؤول عنها، وحضّرت الأوركسترا التي شاركت في حفلي في إفتتاح مهرجان "الموسيقى العربية" في دار الأوبرا في مصر، كما وأني رئيس لعدة لجان تقييم لأصوات وفرق، وإفتتحت فرعين لأكاديمية "سليم سحاب للثقافة والفنون"، فرع في محافظة بني سويف وفرع ثانٍ في محافظة الشرقية.

الفنانة سارة سحاب

ما هو شعورك حين تغنين في بيروت؟

لبنان بالنسبة لي هو غير أي بلد عربي، لبنان هو بلدي الثاني بعد بلدي مصر، وبالفعل أستمتع إستمتاعاً غير عادي حين أغني أمام الجمهور اللبناني المثقف والراقي، فهو فعلاً جمهور غير عادي، هو مستمع ويعرف قيمة الفن، فلذلك حين أكون قادمة إلى لبنان أحضر كثيراً للحفل وقبل وقت طويل لأني أدرك جيداً هذا الجمهور.

حين تغنين تحت قيادة المايسترو سليم سحاب، هل هذا يريحك أم يضعك في مسؤولية أكبر؟

وجوده معي يطمئنني، حين أغني ويكون قائد الفرقة أحد غيره أكون خائفة قليلاً وغير مطمئنة، فأنا أغني تحت قيادة المايسترو منذ أن كان عمري 7 سنوات، ولغاية اليوم هو يحرّك صوتي بيديه، حتى لو كان يريدني أن أزيد "حلية" خلال غنائي أفهم عليه، فهو الذي ربّاني، فهو بالنسبة لي كل شيء فنياً وإنسانياً.

ماذا أضاف لك أوبريت "ثورة شعب" الذي قدمته مع الفنانين سمية الخشاب وخالد سليم وغيرهما؟

الأوبريت كان ضرورياً حين قدمناه لأننا كنا نريد أن نقول "لا للإرهاب"، وأنا شاركت بفترة مصيرية جداً لمصر وهي حين أصبح السيسي رئيساً لجمهورية مصر العربية، فهذا الأوبريت كان مثل تشجيع لفخامته، وكنا نريد أن نقول إننا لا نريد النظام السابق ولا نريد ما كان يحصل حينها.

من تختارين من الفنانين لغناء ديو معه؟

أحب الغناء مع الفنان صابر الرباعي، أعشق صوته، أنا تربيت على صوته وأغانيه، وهو مستمر لغاية اليوم، وأعشق كثيراً صوت الفنان حسين الجسمي، ولكني لا أدرك كيف سأغني إلى جانبه "من كتر ما بحبو"، أحد أحلامي هو أن أغني مع الجسمي.

ما هو جديدك الغنائي؟

لدي أغنية جديدة وموضوعها جديد أستعد لتصويرها على طريقة الفيديو كليب، لم أختر لها إسماً بعد، ولكنها تحكي كيف يكون الشخص مع حبيبته قبل الزواج، من حيث الحب وغيره، وكيف يحصل فتور في العلاقة وتتغير الأمور لاحقاً، الأغنية من كلمات وألحان مصطفى شكري، هو ملحن جديد موهوب وشاطر كثيراً، وأنا تحدثت معه عن فكرة في بالي وهو نفذها في أغنية وأعجبتني.

ما هي أمنيتك لمصر وأمنيتك للبنان؟

أريد أن أقول أمنية للوطن العربي كله، بما فيه مصر ولبنان، أتمنى أن نتّحد من جديد، وننسى أي خلاف، وألا ننظر إلى الوراء، وأن نرجع مثل الماضي حيث كانت الدول الغربية تأتي وتتعلم وتأخذ منا ثقافة، أتمنى أن نعود مثل وطن عربي واحد.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.