شارل ازنافوراكبر من مجرد فنان يمكن التعريف عنه لا بل هو تاريخ كبير في الاعمال الفنية فقد استطاع ان يجمع في مسيرة دامت اكثر من 60 سنة الغناء والتمثيل والمسرح والسينما والشعر.

لا يعرف حدودا وطموحه الكبير اوصله الى العالمية رغم انه حورب في بداياته بسبب شكله وصوته الا انه ظل واثقاً من نفسه ومن قدراته ليصبح اسطورة لن ينساها احد حتى بعد وفاتها.

طفولته:
اسمه الاصليشاهنور أزنافوريانShahnour Vaghinag Aznavourian، ولد شارل أزنافور في 22 مايو 1924 في باريس من عائلة فناين من اصل ارمني: والده، ميسكا ازنافوريان مغني من تصنيف الباريتون، ووالدته كنار بغداساريان ممثلة. هربا الى اليونان من الإبادة الجماعية الارمنية عام 1915 حيث ولدت عايدة شقيقة ازنافور الكبرى قبل ان يتوجها الى فرنسا حيث ولد شارل فيحين كانت العائلة الصغيرة في انتظار الحصول على تأشيرة للولايات المتحدة.
بعد ان ولد طفلهما الثاني تغيرت حياة العائلة فقررت الاستقرار بشكل دائم في باريس وفتح مطعم صغير حمل اسم Le Prince.
في عمر الـ 9 سنوات كانت والدة ازنافور تدفعه ليغني في المطعم امام الزبائن من شعراء وفنانين وممثلين فاجتاز اختباراته الاولى امامهم . دخل مسرح Théâtre du Petit Monde وبدأ يحصل على ادوار صغيرة.
في عام 1942 ، تغيرت حياة شارل حين التقى ببيار روش ، كاتب الأغاني فنفذ الثنائي اعمالاً كثيرة على خشبة المسرح لمدة ثماني سنوات ، كما تعاونا في تأليف اعمال مسرحية لفنانين آخرين.

انطلاقته الفعلية بعد ان اكتشفته اديث بياف
في عام 1946 ، اكتشفت الفنانة الاسطورة إيديث بياف موهبة شارل وتقرب منها فاقترحت عليه مرافقتها للقيام بجولة في فرنسا والولايات المتحدة (1947-1948).
في عام 1948 ، اصدر الثنائي العديد من الاعمال الناجحة فكان هو يكتب لها الاغنيات لتغنيها هي بصوتها لكنها لم تؤمن به كفنان غنائي. في سنة 1957 قدّم شارل أول حفل له في أولمبيا وكتب اغنية Sur ma vie التي شكلت نجاحه الأول.
في عام 1960 ، مع اغنية Je me voyais déjà حقق انتصاراً محققاً في الفن الفرنسي....في عمر الـ36 برز اسمه اخيرا كنجم صف اول في فرنسا والعالم مع اصداره u t'laisses aller (1960), Les comédiens (1962), La Mamma (1963), Et pourtant (1963), For Me Formidable (1964), La Bohème (1965),Comme ils dissent (1972)

شارل أزنافورتعرض للعديد من الانتقادات في بدايته
اعترف شارل أزنافوربحرقة انه تعرض للكثير من الانتقادات والحروب في بداياته وذلك بسبب شكله الخارجي فقد كانوا ينتقدونه بسبب شكله الخارجي وقصر قامته فاضطر الى الاهتمام بشكل جسمه وخضع لعملية تجميل لانفه وقام بزراعة شعر واعلن ذلك على المسرح. واضاف انه قيل انه لا يعرف ان يكتب وان صوته محدود ولا يجب ان يصعد الى المسرح.
وقال انه ليس نادم على اجرائه هذه التعديلات على شكله لانه واجب عليه ان يعدل ما يزعج الجمهور الا ان مصر ان الجمال ليس كل شيء فالانسان بتصرفاته يستطيع ان يجعل الناس ينظرون اليه باحترام.

أزنافور موسوعة اعمال فنية مسرحية وحتى سينمائية
اقامازنافوراول حفل له في نيويورك عام 1963 ثم قدم عروض في جميع أنحاء العالم.
حظي بشعبية كبيرة عبر المحيط الأطلسي وقد كتب أكثر من 1000 أغنية في خمس لغات وبيعت أكثر من100 مليون اسطوانة له في جميع أنحاء العالم وتعامل مع العديد من الفنانين منهم جوني هاليداي وسيلفي فارتان ، إيدي ميتشل وغيرهم من الفنانين.
اقتحم شارل ازنافور عالم السينما ايضاً عبر عدة افلام منهم Un taxi pour Tobrouk (1960), Paris au mois d'août (1695), Le tambour (1979), Viva la vie (1983), Emmenez-moi (2005) ararat (2002)ويبلغ عدد الافلام التي شارك فيها أكثر من ستين تعاون فيها مع مخرجين مرموقين كـPierre Granier-Deferre, Claude Chabrol Claude Lelouch

زيارته الاولى لارمينيا
زارشارل أزنافورأرمينيا للمرة الأولى في عام 1963. ثم في عام 1988 أثناء زلزال البلاد ، حين دعم أرمينيا فنياً معنوياً وعملياً واصدر اغنية Pour toi l'Armenie في عام 2009 ، نشر سيرته الذاتية ، A voix basse ، الذي يعيد النظر في المراحل الرئيسية من حياته المهنية وحياته الخاصة.

شارل ازنافور اول من دافع عن المثليين
لم يغنيشارل أزنافوراغاني حب فقط بل دافع عن قضايا اجتماعية ففي اغنية « Comme ils disent » كانت المرة الاولى التي لا يتم فيها تناول هذا الموضوع بسخرية. عام 1972 احدثت هذه الاغنية ثورة وذلك لانه قال أنه ليس لنا أن نحكم. كما قال إنه فخور بمعالجة هذه المواضيع:" أنا من فعل أكثر من غيره ".

وتناول موضوع الصداقة والغجر وعن تعيب الاسرى في السجون.

شارل أزنافورزار لبنان عدة مرات وما قصته مع فيروز؟
زار ازنافور لبنان أكثر من عشر مرات منذ خمسينيات القرن الماضي، وأحيا فيه عدداً من المهرجانات والحف​​​​​​​لات منها ثلاث حفلات متتالية سنة 1962 على مسرح التياترو لبنان الذي كان يستقبل اهم النجوم وتراوحت اسعار البطاقات بين 15 الى 100 ليرة لبنانية .
في 1971 زار لبنان للمرة السابعة حين كان في العصر الذهبي له وحين كان يستقطب العديد من المشاهير من العالم ولا يحيي في كازينو لبنان الحفلات الا النجوم وكان هو من بينهم. صرّح قبل عامين عندما أتى في آخر مرة الى لبنان انه على استعداد لتعلم اللغة العربية من اجل الغناء مع السيدة فيروز وانه يحب الطعام اللبناني.
علاقته بالفن العربي وطيدة جداً اذ كان يحب الفنانة وردة الجزائرية بقوة وقدمها هو في حفل الاولمبيا​​​​​​​وصرح لموقع الفن انه نقل هذا الحب الى اولاده حين ارسلهم للقائها.كما ان فرنسا جمعتهما.

شارل ازنافورالاميركي بين الفنانين الفرنسيين
اعتبر الاميركييونشارل ازنافورمنهم وفيهم خاصة انه كتب اغنية she اي "هي " التي عرفت انتشارا واسعاً اضافة الى ذلك كان لشارل طريقة ​​​​​​​خاصة بلفظ حرف الراء اي دون لفظها على طريقة الدغدغة الفرنسية فكان هذا الامر تميّزاً له عن غيره.

حياته العاطفية سرية وفقدان ابنه صدمه
لم يحبازنافوران يتحدث كثيراً عن حياته العاطفية لكنه تزوج ثلاث مرات ولديه ستة أطفال ثلاثة منهم من زوجته الأخيرة التي كان قد تزوجها منذ أكثر من 50 عاماً. فقد ابنه باتريك الذين وجد عام 1976 متوف وسط الكحول والمخدرات في شقته وحينها كان الاخير يبلغ من العمر 25 سنة فقط فكان هذا الامر بمثابة صدمة كبيرة لوالده الفنان.

أزنافور والنشاط المستمر
منذ​​​​​​​ان كان في فترة شبابه وكان شارل معروف بنشاطه ووصل الى مرحلة يكتب فيها كل يوم اغنية وحتى في عمر الـ94 قبل وفاته باسابيع كان يحضر لجولة جديدة في عدة بلدان كما اراد تحضير البوم جديد.

رحيل ازنافور عامود الفن الفرنسي
رحلشارل ازنافورعن عمر الـ94 عاماً بعد سنوات من العطاء للفن الفرنسي والعالمي ونعاه العديد من الفنانين والرؤساء والشخصيات المعروفة من بينهم الرئيس الارمني أرمن سركيسيان الذي وصف هذا اليوم بالحزين بعد وفاته واعلنه يوم حداد. استراح جثمان شارل أزنافور في معهد نيمز الشرعي لأربعة ايام، حيث خضع لتشريح الجثة قبل ان ترحل الى باريس. وتم حشد مرافقة من الدرك لمشوار شارل الاخير في بلده الذي سينتهي في العاصمة . وبعد التشريح اتضح انه توفي بجلطة رئوية.

مراسم دفن شارل أزنافور
​​​​​​أصرت عائلة أزنافور في البداية على ان تكون مراسم دفنه بسيطة بحسب ما كان يحب أزنافور. وفي حين اصرت العائلة على مبدئها، وقفت الصحافة والحكومة الفرنسية في وجهها، فأصرتا على ان يكون الوداع الاخير لأزنافور جنازة وطنية رسمية.
وعلى هذا الاساس، عُيّن يوم الجمعة الواقع في 5 تشرين الاول/اكتوبر يوم تكريم عند الساعة العاشرة صباحاً، وتمت المراسم في مدافن Les Invalides حيث كانت تدفن الأسرة الحاكمة بعد وفاة الملك لويس الرابع عشر.
​​​​​​​في التفاصيل، تم نقل جثمان شارل الى مدافن Les Invalides بمواكبة رسمية حيث إحتُفل بالقداس الوداعي، الذي شارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وألقى خطاباً خاصاً بهذه المناسبة الحزينة.