قدمت الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تم تصنيف بعضها على أنها من كلاسيكيات الفن، وبعد مشوار فني حافل بالأعمال المميزة، مازالت تخاف على نفسها من تشويه تاريخها بتواجد غير مُثمر، وترى أن الإختيار أصبح صعبا في الوقت الحالي وليست لديها مشكلة في الإعتذار عن أعمال لا تناسبها.

من أبرز أعمالها في السينما "ثرثرة فوق النيل" و"زوجة رجل مهم" و "أبي فوق الشجرة" والكثير من الأعمال الأخرى الناجحة في السينما والدراما.

وفي حديثها لـ"الفن" تكشف الممثلة ميرفت أمين عن سبب إعتذارها عن فيلم "تراب الماس" رغم تحقيقه نجاحا كبيرا، وعن سبب ترددها في قبول مسلسل "بالحجم العائلي". وعن كيفية قضائها يومها، وعن رأيها بموسم رمضان والماديات والأجر وتفاصيل كثيرة في اللقاء الآتي.

في البداية.. لقد إعتذرتِ عن فيلم "تراب الماس" على الرغم من تحقيقه ضجة كبيرة بمجرد صدوره بدور العرض السينمائية! ماذا تقولين عن ذلك؟
سمعت عن الرواية وما حققته من نجاح وقرأت سيناريو الفيلم الذي في المجمل كان جيدا، ولكن الدور كان صغيرا ولم أجد فيه ما يناسبني، لذا إعتذرت عنه والموضوع بالنسبة لي عرض وطلب، فقد أعتذر عن دور لا يناسبني وتقبله فنانة أخرى وتُحقق فيه النجاح، وهذا أمر طبيعي يحدث في كل دول العالم.

قدمتِ في رمضان الماضي مسلسل "بالحجم العائلي" وصرحت بأنكِ ترددتِ في قبوله.. لماذا؟
أخاف كثيرا من الكوميديا وخصوصا أنها قد ترفعك الى السماء وايضا قد تضعك في الأرض، ولكن بعد عقد عدة جلسات تحضيرية للعمل ومع وجود اسم كبير مثل يحيى الفخراني تحمست كثيرا للعمل وحاولت الإبتعاد عن الخوف الموجود بداخلي، والحمد لله قدمنا العمل وأخذ منحىً مختلفاً عن كل الأعمال الدرامية التي تم تقديمها في رمضان الماضي، كما أن ردة فعل الجمهور كانت إيجابية للغاية، وسعدت بهذا العمل وبأجوائه وكواليسه.

وما الذي يتحكم في خِياراتك الفنية؟
النص المميز هو الأساس في كل شيء، اذا جذبني السيناريو بشكل عام أقبله، وفي الوقت نفسه أنتظر ما يُعرض عليّ من أعمال واذا وجدت فيها طموحاتي وما يجعلني أظهر بشكل يليق بي وبتاريخي الفني أقبلها، ولكنني في المقابل، أرفض أي تواجد قد يضر بتاريخ فني طويل قدمته طوال مشواري الفني.

وهل للأجر دور في خِياراتك؟
لا أطلب أجورا خيالية أو ضخمة لدرجة المبالغة، إنما يكون الموضوع بالإتفاق مع الجهة المنتجة بالنسبة لأي عمل فني أقوم به، وفي الوقت نفسه لا أعطي الأجر الإهتمام الكبير بل ان السيناريو هو الأساس في اختياري للعمل. علما ان الأجر المادي أمر طبيعي وحق كل من يعمل في هذا المجال أو في أي مجال آخر أخذه في الاعتبار.

وما رأيك في برامج إستقطاب النجوم والحديث عن حياتهم الخاصة؟
أرفض هذه النوع من البرامج ولا أحب الظهور فيها لأنني مقتنعة بأن حياة الفنان الخاصة كتاب لا يمكن فتحه أمام الجمهور، فنحن كفنانين لنا حياتنا الخاصة وعلينا الحفاظ عليها تجاه أي تساؤلات من صُناع هذه البرامج، وفي الوقت نفسه مبدأ الظهور في البرامج التلفزيونية غير مرفوض، ولكنني أنتقي ما يُظهرني بشكل جيد.

وما رأيك في السينما التجارية التي إنتشرت كثيرا في الآونة الأخيرة؟
لا أرفض هذه النوعية من السينما التي تجعلك تختار محتوى فنيا مميزا ولو انه ممزوج بالتجارة وهذا امر طبيعي وموجود في كل دول العالم، ولكن ما أرفضه هو الإبتذال أو تقديم الجانب السيئ فقط على الشاشة، فالسينما ترفيه، وأحيانا الجمهور يذهب للسينما لمشاهدة أعمال بعيدة عن الواقع الذي نعيشه، والموضوع كله نوعيات، وعلينا التنويع في ما يتم تقديمه للجمهور من دون التركيز على الجانب السيئ فقط.

وما رأيك بهروب نجوم السينما نحو الدراما؟
أمر طبيعي والسينما والدراما أصبحتا قريبتين من بعضهما كثيرا في إستخدام كاميرات التصوير والتقنيات الجديدة، وأهم شيء هو السيناريو المميز والعمل الجيد، بغض النظر عما إذا كان في السينما أو الدراما، وأنا بطبعي أفضل التنوع ما بين السينما والدراما من دون التركيز على جانب واحد.

وما رأيك بموسم الدراما الرمضانية الذي يشهد كمّا من الاعمال نتيجة تجمع اعمال النجوم للظهور في هذا الموسم؟
أرى أن هذا الزحام الكبير في موسم رمضان غير مفيد سواء بالنسبة للفنان أو للجمهور الذي لن يستطيع مشاهدة كل الأعمال في وقت واحد، وفي الوقت نفسه هناك أعمال تتعرض للظلم وتكون جيدة للغاية. أنا أشجع تقديم دراما مصرية طوال أيام العام وخلال مواسم أخرى بعيدا عن دراما رمضان.

ماذا تقولين عن مشوارك الفني الحافل بالكثير من الاعمال المهمة ما بين السينما والدراما؟
سعيدة بكل ما قدمته طوال مشواري الفني، وحاليا أخاف على نفسي للغاية من الظهور بأي عمل لمجرد التواجد، وأنتقي أعمالي بدقة كبيرة لأنني صنعت لنفسي تاريخا طويلا أخاف من أن أعرّضه للخطر في الوقت الحالي، وأتمنى أن أكون قد قدمت أعمالا هامة بالنسبة للجمهور في السينما والدراما.

وبعيدا عن العمل، كيف تقضين يومك؟
أقضي يومي بمتعة كبيرة ما بين المنزل والخروج مع صديقاتي، وأحب الطبخ كثيرا، ومازلت أقوم بطبخ بعض الأكلات بنفسي، وفي الوقت نفسه أشاهد التلفزيون سواء الأفلام القديمة أو بعض الافلام الجديدة.

هل ترين أن تقديمك للكثير من الشخصيات والأدوار المختلفة على مدى تاريخك الفني، يجعل الأمر صعبا بالنسبة لما تختارينه حاليا من اعمال؟
بالتأكيد.. هناك صعوبة في الإختيار، ولكن طالما أن الطموح موجود بداخلي لتقديم الكثير من الأدوار التي لم أُقدم مثلها من قبل أستطيع أن أتواجد وأُقدم أعمالا فنية غير مُكررة ولا تُشبه ما قدمته سابقاً، وهذا يعتمد على عشقي للفن وإحساسي بما أُقدمه للجمهور وعدم الرغبة في التواجد بقدر ما أرغب في تقديم أعمال ذات قيمة فنية ولا تنتقص من رصيدي الفني.

وفي النهاية.. ما الجديد لديكِ من أعمال فنية؟
في الوقت الحالي ليس هناك اي عمل جديد وقعت عليه، ولكن هناك بعض الاعمال المعروضة عليّ وسأختار منها ما يناسبني، واذا لم أجد ما أريد، أفضل إنتظار أعمال أخرى جيدة تقدمني بشكل جيد للجمهور.