هو أكبر من حالة على إمتداد سنوات من الابداع، أمطر محبيه بوابل من الانتاج المحفور على كنية الحنين إلى الماضي.

وإن قلّ انتاجه الفني، لكنه يبقى دوماً متداولاً. فالعباقرة وان قست ظروف الحياة على اوضاعهم حتما سيسطرهم التاريخ من الكبار الذين وشموا على حائط الابداع مكانة مرموقة لهم.

زياد الرحباني العبقري والسابق لعصره، يعود عازفا ومغنيا ومبدعاً في زمن الرخص والاستسهال.

زياد الذي تجمعني به ذكريات الماضي الجميل وصداقة عمر من عمر أغنياته، ابى الا أن يحرك في داخلي في حفله الاخير ضمن فعاليات مهرجانات ضبية السياحية الانبثاق الدائم للاصالة في كتاباتي. فهو الوحيد من القلائل الذين أشعر بكبر حين أكتب عنهم، أغتني برصف الكلمات عن ابداعه في بلد غاب عن تكريم امثاله او حتى الالتفات إلى هذه الموهبة الفذة التي باتت من العملات النادرة في وطن تتقاذفه النكسات والتراكمات.

زياد يوما لم يراكم الا الاغنيات التي رددها عن ظهر غيب جمهور على امتداد العالم، وباتت من الذاكرة والحاضر والمستقبل. أغنيات عشقناها واحيت فينا الحنين إلى زمن الحنين.

إلتقيته أخيراً ضمن فعاليات مهرجانات ضبية الدولية التي تنظمها كورين الاشقر والتي ادركت انه ستكسب الرهان بزياد القوي والحاضر والمستحضر للأجواء الحقيقية التي نفتقدها اليوم.

جمهور كبير انتظر على أحر من جمر الشوق فنانهم المفضل داخل The Village Dbayeh في 15 ملهى ليلي، أطل زياد في ليلة الحلم برفقة فرقته الموسيقية ليبهرا الحضور مع الفنانة لارا راين ويقدموا وصلة من الاغنيات الاجنبية، حيث طغى الجاز على معظم الاغنيات، ليعود ويقدم زياد في وصلته الاخيرة الاغنيات اللبنانية التي حقق من خلالها نجاحاً مدوياً على امتداد العالم، نذكر منها "تلفن عياش" "شو هالايام اللي وصلنالا" و "ولعت كتير" وغيرها الكثير من الاغنيات التي لاقت تجاوباً كبيراً من الجمهور، والذي قاطعه أكثر من مرة ليغنيها عنه.

كم نحن في أمس الحاجة إلى زياد الفنان العبقري الذي يعكس أجمل صور الثقافة الفنية والاصالة والمبادئ الفنية في لبنان. كم بتنا بحاجة إلى حضوره المحبب المتواضع وهو الممتلئ فنا وموسيقى طيفاً من والدته السيدة فيروز.

ولفتني خلال الحفل التفاعل الكبير والاستقبال الرائع للقيمين على المهرجان، ناهيك عن التنظيم المتقن. وقد حضر الحفل شخصيات سياسية واجتماعية واعلامية نذكر منها مراسلة الجديد الاعلامية راشيل كرم والاعلامية غريس الريس والاعلامي رواد ضاهر والاعلامية ميراي عيد.

وقد وعدت رئيسة المهرجان كورين الأشقر بمحطات جديدة ضمن فعاليات المهرجان قبل نهاية هذا العام، وبمفاجآت ضخمة بدأ التحضير لها للعام المقبل.

في الختام أقل ما يقال عن الحفل بعد انتهائه بأنه ذاكرة تضاف الابداع اللبناني الذي لن يتكرر على الاطلاق.