منذ ظهورها الأول عام 2004، حجزت الممثلة السورية رنا شميس مكاناً مرموقاً على الخارطة الدرامية، ولم تتأخر كثيراً حتى بدأت بلعب أدوار البطولة.


شاركت في ما يقارب ستين مسلسلاً، أهمها "تخت شرقي" و"قمر بني هاشم" و"بيت جدي" و"قلبي معكم" و"باب الحارة" و"لعنة الطين" و"الولادة من الخاصرة" و"أسعد الوراق" و"بقعة ضوء" و"علاقات خاصة" و"مدرسة الحب" و"ضبوا الشناتي" و"أزمة عائلية".
تخرجت في المعهد الطبي بدمشق، لكنها لم تجد نفسها في هذا المجال، فقررت سريعاً الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية والتفرغ بعد التخرج للتمثيل.
رنا شميس، حلّت ضيفة على موقع "الفن" من خلال هذا الحوار.

بداية حدثينا عن موسمك الدرامي الجديد
انتهيت مؤخراً من تصوير دوري في خماسية "غريزة أساسية" من مسلسل "عن الهوى والجوى"، وأؤدي فيه دور زوجة رجل ثري، تفتتح الخماسية بعد وفاته، حيث تخوض مشكلات مع أقاربه بسبب الميراث.
تزداد المشكلات مع عائلته بعد أن تدير شركة الأدوية التي كتب الزوج نصفها باسمها، ثم تلتقي بطبيب نزيه يساعدها على حل أمورها، وتنشأ بينهما قصة حب قبل أن تعلم بحقيقة زواجه من امرأة ثانية.
حكاية الخماسية غير اعتيادية وتعتمد على التشويق، وتحمل الكثير من المفاجآت، إلى جانب رغبتي في التعامل للمرة الخامسة مع المخرج فادي سليم.
أما على صعيد الدور، فهو جديد عليّ ولم يسبق لي أن جسدت دورا مشابها من قبل، وهذا أيضاً دفعني لقبوله، وبذلك أحقق التنوع الذي أسعى إليه دائماً في خياراتي الفنية.

ما سبب غيابك عن الموسم الدرامي الفائت؟
كل العروض التي قدمت لي كانت منقوصة، أي أن المقومات التي أتمنى تواجدها في العمل لم تكن موجودة، وبالتالي شرط الراحة لن يكون متاحاً بالنسبة لي، وكون هذه المهنة تعتمد على المزاج باعتباره شرط المتعة الأساسي، فضّلت ألاّ أعمل.
وفي الحقيقة غيابي لم يكن كاملاً فأنا لم أغب عن الظهور على الشاشة بل عُرض لي في رمضان مسلسل "الغريب" الذي تم تنفيذه في العام قبل الفائت، ولعبت بطولته إلى جانب النجم رشيد عساف.

في الموسم قبل الفائت، تشاركتِ في بطولة عملين مع رشيد عساف، ما رأيك بهاتين التجربتين؟ وكيف كان التعاون معه؟
لكل عمل متعة مختلفة عن الآخر لأنهما من نوعين مختلفين، عموماً أعتبر أن مسلسل "أزمة عائلية" حقق لي نقلة نوعية في حياتي المهنية، أما "الغريب" فجاء تتويجاً لما سبق وقدمته.
أنا سعيدة جداً بهاتين التجربتين ووقوفي الى جانب الممثل رشيد عساف شرف كبير لي، وأتمنى دائماً أن أكون محظوظة بوجودي معه.

آخر مشاركاتك في الدراما المشتركة كانت في مسلسل "جيران"، حدثينا عن هذه التجربة
عمل لطيف "خفيف نظيف"، أحببت التواجد فيه كونه مقدم لشريحة عمرية مختلفة، ولأول مرة أشارك بمثل هذا النوع من الأعمال "اللايت"، حاولت عبر شخصيتي أن أقدم عدة لهجات، وأن أقدم شخصية لطيفة وإنسانية وقريبة من الناس، إضافة إلى خصوصية الشخصية ضمن شخصيات العمل.
استمتعت بهذه التجربة وشعرتُ براحة كبيرة أثناء التصوير، خصوصا أن معظم فريق العمل كان سورياً، كما أن المخرج عامر فهد سبق أن تعاونت معه في تجارب عديدة سابقة، وحتى الزملاء المشاركين من جنسيات أخرى سعدت كثيراً بوجودي معهم.

ما رأيك بظاهرة الدراما المشتركة؟
لستُ ضد هذه الظاهرة، وهي موجودة منذ القدم وكانت لدينا عدة تجارب من النمط ذاته منذ أيام الأستاذين دريد لحام ونهاد قلعي، وهي بحالة تجدد الآن مع اختلاف الشرط المرتبط بالعرض والمحطات، وبرأيي الحالة التشاركية كعرب جميلة وأنا أؤيدها، لكنني لستُ مع ظاهرة الإقحام.

هل تحلّ الدراما المشتركة مكان الدراما السورية؟
أبداً.. وأساساً لو لم تكن الدراما السورية قوية وكل الأشخاص المعنيين فيها سواء فنيين أو فنانين من ذوي الخبرة والاحتراف ولديهم جمهورهم الكبير في الوطن العربي والعالم، لما تمكنوا من ترك بصمة ومكان كبير في الدراما المشتركة.
وجود السوري حاجة دائمة والعنصر السوري في الدراما المشتركة أساسي ومهم والكل يدرك هذا الأمر، وهو "كارت" ناجح لأنه قريب من القلب ومحترف وعموماً "ما حدا بيحل مطرح حدا".
لكل دراما نكهتها الخاصة، فالدراما السورية تتميز بطابعها السوري لأنها تخصنا وتعنينا كسوريين وترتبط بحياتنا ومنازلنا من الواقع المُعاش، أما الدراما المشتركة فهي اشتراك ثقافات والحالة جميلة جداً طالما أن المبرر موجود، لكن خلال الفترة الأخيرة لمسنا وجود إقحام لتداخل الشخصيات مع بعضها من دون مبرر.
ناهيك عن أن الفترة التي عاودت فيها الدراما المشتركة الظهور كانت في ظل الحرب وأنا دائماً أقول: لا يجوز أن نقيّم الدراما السورية ونقارنها بالدرامات الأخرى في ظل الحرب، فالبلاد حينها كانت تعيش فترة صعبة جداً و"يكتر خيرنا انو ضلّينا عم نصور".
والحمد لله عجلات الدراما والسينما والمسرح لم تتوقف أبداً رغم كل الظروف، والعملية الفنية بقيت مستمرة وخرجنا بأعمال مهمة وفعالة.

بالحديث عن مسلسل "الهيبة"، برأيك خروج الممثلة نادين نسيب نجيم أثّر في نجاح العمل؟
صدقاً لم أتابع مسلسل "الهيبة" نهائياً، لذلك لن أتمكن من الإجابة على هذا السؤال، لكنني على العموم أحب أعمال سامر برقاوي.
ولكن ومن خلال الناس، لو أن العمل فشل لما أُنتج منه جزءان والثالث قيد التحضير وكل الناس أحبته.
ولكن، نادين نجيم ممثلة أثبتت وجودها على الساحة الدرامية وأنا أحبها بشكل شخصي، والعمل حقق جماهيرية كبيرة جداً، وهو أمر غير مفاجئ لأن كل عناصره يمتلكون تاريخاً من النجاحات.

ما رأيك بأداء الممثل عابد فهد في "طريق"؟
عابد فهد كان بأجمل حالاته، وهو ممثل صاحب تاريخ حافل وكبير ومتنوع، وقدم خلال مسيرته شخصيات شكّلت علامات فارقة في الدراما.

بالانتقال إلى السينما..لنتحدث عن فيلم "عزف منفرد"
أجسد فيه دور مغنية مفعمة بالحب تتصف بالإيجابية، تضطر للخروج من نطاق حياتها المعتاد إلى مكان لا يناسبها لتحافظ على عائلتها واستقرار حياتها.
سأقدم مجموعة أغنيات في الفيلم، معظمها طربية من أغنيات الزمن الجميل للفنان عبد الحليم حافظ والسيدة فيروز وغيرهما.
وحقيقة أنا أمام مهمة صعبة وأتمنى أن أكون على قدر الثقة التي منحني إياها المخرج، ونأمل أن نرضي الجميع.
لا أخفي تخوفي وبالوقت ذاته سعادتي الكبيرة لأن الدور جديد كلياً، وأعتقد أن الفيلم سيكون غنيا بالمتعة والقيمة الفنية.

تلعب بطولة العمل أيضاً الممثلة أمل عرفة، حدثينا عن هذا التعاون؟
تحصل بعض المواقف الكوميدية بيني وبين الممثلة أمل عرفة، والنص عموماً يعتمد على كوميديا الموقف واللحظة.
وهذه ليست المرة الأولى التي نتشارك فيها، وهي شريك إيجابي في الحياة وأمام الكاميرا وفي الكواليس، وأنا أحبها على الصعيد الشخصي، والممثل بشكل عام لا يريد أكثر من شريك محترف، وهي الصفة الموجودة بكل تأكيد بـ أمل.

أشرتِ سابقاً إلى "وجود ضعف بالإنتاج السينمائي".
لديّ شغف من نوع خاص بالعمل السينمائي منذ أيام الدراسة بالمعهد العالي وحتى الآن، ففي الفترة الماضية عانينا من ضعف إنتاج بالسينما ما دفعني للنضال في سبيل هذا الحلم والتمني بفتح شباك تذاكر، ولكن الحمد لله حالياً عادت السينما السورية إلى ربيعها من خلال ما تبذله المؤسسة العامة للسينما والشركات الخاصة المعنية بهذا الموضوع.
وأتمنى أن يبقى هذا الفن أقرب للواقع وأن يحاكي الجوانب العملية التي تشد الجمهور حتى نبقى على القمة.

بين "الجوكر" و"فراشة الدراما السورية".. أي لقب تفضلين؟
أحب اللقبين، فالممثل player وعندما ينادونني بالجوكر أشعر أنهم أنصفوني حقاً، وحتى كلمة "فراشة" بالتأكيد لن ترفضها أنثى، وهناك لقب جديد لقبت به مؤخراً هو "حبة القهوة" أحببته كثيراً، "وميرسي لكل اللي لقبوني هيك".

تزدادين جمالاً يوما بعد يوم، ما السر؟
تفرّغت لنفسي بالفترة الأخيرة، وعموماً أصبحنا نعرف تماماً كيف نُوازن في حياتنا بين ضغط العمل ووقت الراحة، وقد أصبح الموضوع روتينياً وكل شخص بات يعرف ما الذي يناسبه ويليق به، وكيف يعادل عدد ساعات الراحة بالعمل وبنوع الغذاء، بالرياضة، بالأوكسجين، وبالوسط المحيط، وايضا وجود أشخاص مريحين في الحياة ينعكس علينا وعلى شكلنا الخارجي.

لكننا نلاحظ أن وزنك في تناقص مستمر!
ألعب الرياضة وأحاول ممارستها قدر الإمكان، وأنا حذرة جداً بنوع الغذاء الذي أتناوله كما أن الماء شيء أساسي لرشاقة الجسم، وموضوع الاهتمام بنفسي يعني لي الكثير.

ماذا عن الحب.. بعد الانفصال، هل أنت مستعدة للدخول في تجربة جديدة؟
أترك هذا الموضوع للقدر، لكن الحب أساسي جداً في حياة الإنسان ووجوده ضروري لكل شخص لأنه يمدنا بالطاقة، ولا أعني الحب علاقة العشق التي تنشأ بين الذكر والأنثى فقط، وإنما الحب بمعناه الشامل، فأنا استمد طاقتي من إبني ومن نجاحي ومن الجمهور الذي يحبني.
أما بما يتعلق بعلاقة حب مع رجل، فبالطبع هذا شيء مختلف تماماً عن الحب بالمعنى العام، والموضوع قسمة ونصيب.

حدثينا عن ابنك وعن حياتكما معاً.
ابني حالياً طالب في الصف الأول، كل شيء في حياتي مرتبط فيه، فنحن صديقان مقربان نلعب كثيراً ونتشاجر ونتشاكس بشكل دائم، وأعتقد أن علاقتنا جميلة جداً وأتمنى أن تبقى هكذا طول العمر.
أسعى جاهدة لتحقيق الموازنة بين العمل وابني، وعند تواجدي في المنزل وانتهائي من تصوير أعمالي، أحاول تعويضه، ونمضي كل وقتنا معاً سواء داخل المنزل أو خارجه، وأتمنى أن أبقى بجانبه دائماً، لكن ظروف العمل أحياناً لا تسمح بذلك.
الواضح أنني أؤسس لحالة فريدة أعتبره فيها صديقي ورفيقي حتى آخر العمر بعيداً عن مشاعر الأمومة والمسؤولية تجاهه، ونحن صديقان بكل معنى الكلمة.. والعلاقة بيننا نقية وصافية، ولا يمكن في حياتي أن أجد صديقاً أنقى منه.