رغم الظروف، هناك فنانون حافظوا على أموالهم من بَطش الزمن، وعندّما أصيبوا بالمرض، رفضوا العلاج على نفقة الدولة، وكان آخرهم الممثل المصري فاروق الفيشاوي بعد إصابته بالسرطان، إذ رفع شعار: "الحمدلله مستورة.

. الغلابة أولى مننا بالعلاج".

وفي أول ظهور تلفزيوني له بعد أن كشف عن إصابته بالسرطان، قال الفيشاوي: إن بعض زملائه الفنانين أرادوا علاجه على نفقة الدولة، إلا أنه رفض ذلك لكي يتيح الفرصة لمن لا يملك تكاليف العلاج.

وأضاف "أنا الحمد لله مستور وأستطيع تحمل تكاليف العلاج، وأترك هذه الفرصة لشخص لا يستطيع فعلا تحمل تكاليف علاجه، لكن الحمد لله ربنا كرمني ومستور وأستطيع، فأترك لغير القادر".

ذكرت مجلة "الموعد" تفاصيل وفاة الممثل المصري رشدي أباظة، وقالت: "دخل النجم الكبير مستشفى العجوزة ولم يكن يعرف خطورة حالته، ولذلك لم يعلم بدخوله المستشفى سوى شقيقه الممثل، فكري أباظة، وزوجته حياة قنديل، والنجمة نادية لطفي، التي هي أقرب الصديقات والزميلات إلى رشدي أباظة، وأجّلت سفرها إلى لندن لتكملة المسلسل التلفزيوني الذي تمثل دور البطولة فيه، لكي تبقى إلى جانب رشدي أباظة في مرضه". وقبل ذلك بأيام، استقبل مستشفى "العجوزة" عدداً من الشبان، أبدوا استعدادهم لأن يهبوا أي جزء من أجسادهم لرشدي أباظة إذا كان في ذلك شفاءٌ له، لكنه رفض، ورفض أيضاً العلاج على حساب الدولة أو حساب أي هيئة فنية، وبالفعل أعطى شقيقه شيكاً مفتوحاً لكي يتمكن من سداد ما يترتب على إقامته وعلاجه في المستشفى".

بعد وفاة سعاد حسني عام 2001، سأل منصور عبد الرحمن، عضو لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، وزير الثقافة السابق، فاروق حسني، عن إلغاء قرار علاج سعاد حسني على نفقة الدولة، فأجاب حسني بأنه تلقى هذا السؤال من العديد من المعزين في سعاد حسني أثناء حضوره تشييع الجنازة، وأكد لهم أن ذلك لم يحدث، وخصوصاً مع سعاد حسني سندريلا السينما المصرية والعربية، والتي أثرت الشاشة الكبيرة والصغيرة، بحسب صحيفة "البيان".

وأعلن فاروق حسني حينها أن سعاد حسني رفضت العلاج على نفقة الدولة، ونفى قيام الحكومة بإصدار قرار بوقف علاجها على نفقة الدولة في لندن، قائلاً إن الدكتور عاطف عبيد وعاطف صدقي وكمال الجنزوري رئيسي الوزراء السابقين لم يرفضا أي طلب لسعاد حسني بالعلاج على نفقة الدولة في الخارج، مشيراً الى أنها لم تتقدم بأي طلب إلى الحكومة بالعلاج على نفقة الدولة.

وقال الكاتب الصحفي علي السيد، في تصريحات صحفية سابقة، إن الممثل المصري الراحل نور الشريف، رفض العلاج على نفقة الدولة، مؤكداً أنه أصر على السفر للخارج على حسابه الخاص لتلقي العلاج الكيماوي وكان يفضل في بعض الأحيان، تلّقي بعض الجرعات في مصر.