ممثلة سورية قديرة، عملت كممثلة وراقصة شرقية، بدأت مع فرقة أمية للفنون الشعبية ومن ثم اتجهت للتمثيل عام 1990، واشتهرت بتجسيدها لأدوار متنوعة.

من أهم أعمالها الدرامية "أحلام أبو الهنا" و"عودة غوار" و"ضيعة ضايعة" و"بيت جدي" و"بقعة ضوء" و"العشق الحرام" و"صايعين ضايعين" و"دنيا" و"باب الحارة" و"أسعد الوراق" و"جرن الشاويش" و"أشواك ناعمة"، إضافة إلى عدة أفلام منها "غوار جيمس بوند" و"فاتنة الصحراء" و"طريق النحل".
الممثلة غادة بشور، حلّت ضيفة على موقع "الفن" من خلال الحوار التالي:

نبدأ حوارنا بالحديث عن الرقص، ألا تحنين لتلك الأيام؟
الرقص بالنسبة لي متعة وحرية ورومانسية وعلاقتي فيه علاقة أبدية تشبه بتفاصيلها العشق والحب والغرام، ولا أنكر أنه كان سبباً في دخولي مجال التمثيل.
الرقص الآن أصبح حالة شخصية أفجرها في الحفلات والمناسبات فقط، لأنني امتهنت التمثيل ولا وقت عندي للتفكير بأمور أخرى.
الرقص أصبح هواية ووسيلة للهروب من الواقع الأليم، والابتعاد عن الضغوط والمشاكل.

لو عندك الوقت الكافي، هل تعودين للرقص الاحترافي؟
لأكون صريحة، التقدم في السن عامل مهم في الامتناع عن الرقص مجدداً، وقد طال ابتعادي عن الرقص وبت بحاجة لتدريب طويل وقاس حتى أستعيد موهبتي، كما أن الشغف لم يعد كما كان في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها.

بالانتقال إلى التمثيل، قدمت ما يقارب مئة عمل درامي خلال ثلاثين عاماً، هل حققت كل طموحاتك؟
الإنسان الطموح لا يشيخ، وأنا لم ولن أشبع طموحاتي حتى ولو بعد ألف عمل وسنة، ومازلت أطمح وأطمع الى تقديم الأفضل، لكنني في الوقت نفسه راضية ومقتنعة بمسيرتي الفنية، لأن القناعة لا تُعارض الطموح، بل هي حدود الممكن للطموح.

تشاركين في العام الواحد بأكثر من عمل، هل ذلك سلبي أم إيجابي؟
يكون سلبيا عندما تتشابه الأدوار فقط، ولا مشكلة عندي بتعدد الأعمال ما دمت أقدم أدوارا متنوعة.
شاركت مثلا في عمل شامي وآخر اجتماعي وعمل كوميدي، وكل واحد منها يختلف تماماً عن الآخر.

هل بسبب قلة الممثلين نجدهم يتكررون في أكثر من عمل؟
لدينا الكثير من الممثلين، وأيضاً مواهب غنية تمتلك كاريزما النجم، لكن بعض المخرجين والمنتجين لا يمتلكون الجرأة في صناعة النجوم، لذلك يبقى النجم وحيداً لعدة سنوات.

تعاونت في أكثر من عمل مع الممثل دريد لحام، ما سر هذا التعاون؟
تربطنا علاقة صداقة وأخوة وزمالة قوية، ودريد لحام باسمه الكبير أستاذي وأستاذ كل الفنانين السوريين من كبيرهم حتى صغيرهم، وهو فنان لا يتكرر مهما حاول الآخرون تقليده، فقد نشأنا وتربينا على مسلسلاته وأفلامه.
دريد لحام مدرسة فنية متنوعة وغنية ومعتقة بالذهب، وريادته مترسخة بأذهان الناس، إضافة إلى أنه انسان متواضع وصاحب قلب كبير وخلق الرفيع، أطال الله في عمره.

شاركتِ العام الماضي بمسلسل "قناديل العشاق"، ما رأيك بـ سيرين عبد النور؟
العمل جميل ومشوق، استمتعت به، خصوصا أن شخصيتي فيه لا تخلو من الطرافة، أما سيرين عبد النور فهي ممثلة مهضومة ولذيذة، ولا شك في أنها أعطت للعمل نكهة خاصة.

ما رأيك بمشاركة الممثلين اللبنانيين في الدراما السورية؟
الموضوع ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى بدايات الدراما السورية، ولا أرى غرابة بذلك، ولا أحب منطق التفريق بين ممثل وآخر، وبالنهاية درامانا كانت ومازالت حاضنة لجميع الممثلين من كافة الجنسيات، وأعتقد أن الفن رسالة بغض النظر عن الجنسية أو اللون أو العرق أو أي شيء آخر.

كيف ترين نجاح الممثلات اللبنانيات؟
تعجبني نادين نسيب نجيم لأنها تمتلك شخصية قوية، بينما ليس غريباً على ماغي بو غصن تحقيق النجاح، لكنني أتمنى ألا تكرر نفسها لأن موهبتها أعمق وأكبر بكثير.

بعيداً عن الدراما، هل وصلتِ إلى مرحلة لا تبحثين فيها عن الحب؟
طالما أن الإنسان يعيش لا بدّ من أن يبحث عن الحب، وهذا أمر طبيعي لأن المرأة من الصعب أن تعيش بدون حب.

وماذا عن الزواج؟ هل تعيدين التجربة؟
ولم لا؟.. الزواج حق مشروع لكل امرأة، وإن فشل مرة فلا بد أن ينجح مرة أخرى.. وإن وجدت الرجل الذي يناسب تفكيري وعقلي فإنني سأتزوجه، ولن أهتم لكلام الناس، بل سأهتم لراحتي فقط، لأن إرضاء الناس غاية لا تتحقق.
أما موضوع انفصالي، فلم يؤثر على حياتي لأنني لستُ أول ولا آخر امرأة تتعرض لهذا الأمر، لكنه منحني ميزة بأن أكون أكثر دقة في خياراتي.

وهل قلبك مشغول هذه الفترة؟
تضحك: لا.. قلبي ينبض بالحياة والإشراق، وينبض أيضاً بمحبة أهلي وناسي وأصدقائي وجمهوري.

اتهمك البعض مؤخراً بالخضوع لعمليات تجميل.
الحمد لله على الخلقة التامة، لستُ بحاجة إلى التجميل ومقتنعة تمام القناعة بشكلي، وعندما أشعر بأنني بحاجة إليها فإنني سأجريها وسأعلنها على الملأ لأنني لا أخاف مما أقوم به، لأنني لا أفعل عادة إلا ما أكون مقتنعة فيه مئة بالمئة.
وبكل الأحوال، قليلة هن الفتيات اللواتي لم يجملن أنفسهن هذه الأيام، وهي حرية شخصية ولا علاقة لأحد آخر فيها.