تنطلق في 31 تشرين الأول الجاري وتستمر 4 تشرين الثاني في الأشرفية، الدورة الثالثة من مهرجان "مسكون"، أول مهرجان في المنطقة العربية متخصص في أفلام الرعب والفانتازيا والإثارة (الثريلر) والحركة (الأكشن) والخيال العلمي.

وتتميز النسخة الثالثة من المهرجان، التي شاء المنظمون إطلاقها في يوم عيد "هالوين"، بحضور لبنانيّ وعربيّ متزايد يعكس تنامي الاهتمام بهذا النوع من الأفلام في المنطقة.

ويستضيف المهرجان عدداً من مخرجي الأفلام المعروضة وممثليها ومنتجيها، يُقيمون ورش عمل متخصصة للعاملين في حقل السينما، ويشارك عدد منهم، وبينهم مديرو مهرجانات أو مسؤولون فنيّون فيها، ضمن لجنة تحكيم مسابقة "مسكون" للأفلام القصيرة.

وقالت مديرة المهرجان ميريام ساسين :"نعيش في زمن بات فيه الواقع في لبنان مرعباً أكثر من الخيال، في ظل التلوث والأزمتين الاقتصادية والسياسية والكلام عن اتجاه البلد نحو الانهيار، حتى باتت الهجرة هدف كثر من اللبنانيين. أما نحنُ، فقررنا أن نقاوم بالثقافة والتعليم والترفيه، والنسخة الثالثة من المهرجان تندرج في هذا الإطار".

وأشارت إلى أن "ملصق المهرجان يمثّل النظرة إلى بيروت المستقبل في حال استمرّت المعطيات الراهنة على حالها، ويصوّرها مدينة منهارة تسرح فيها مخلوقات متحولة".

أما المدير الفني للمهرجان أنطوان واكد، فأشار إلى إن المهرجان "يضم أفلاماً من المكسيك وفرنسا والسويد وكوريا الجنوبية وإسبانيا والولايات المتحدة". وشدّد على أنه "سيلقي الضوء على أفلام منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من اللون الذي يتخصص به المهرجان، إذ يضمّ أعمالاً من إيران وتونس والجزائر ولبنان". وأوضح أن"هذه الأفلام عُرضَت في مهرجانات سينمائية معروفة، وتفتح الطريق أمام مزيد من المخرجين العرب لاختيار هذا النوع من الأفلام للتعبير عن قصص راهنة مهمة". ورأى أن "هذا المنحى يؤكد أهمية مهرجان مسكون كمنصّة لتشجيع صناعة هذا النوع من الأفلام في العالم العربي".

البرنامج

ويُفتَتَح "مسكون" بفيلم The Guilty (العنوان الأصلي: Den skyldige) للدانماركي غوستاف مولر، وهو حصل على جائزة الجمهور في مهرجانَي صندانس وروتردام السينمائيين.

ولا تقلّ الأفلام الأخرى إثارة، وتعرض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمرة الأولى، ومنها فيلم المكسيكية إيسّا لوبيز Tigers Are Not Afraid (العنوان الأصلي Vuelven)الذيجمع في رصيده 34 جائزة.

أما المخرج المثير للجدل غاسبار نويه فيعود مع فيلمه Climax الفائز بجائزة "اسبوعي المخرجين" في مهرجان كانّ هذه السنة.

ومن أفلام كانّ أيضاً فيلم Gräns السويدي (Border) للإيراني الأصل علي عبّاسي الفائز بجائزة "نظرة ما" سنة 2018.

ومن كانّ أيضاً فيلم Beoning (بالإنكليزية Burning) من إخراج الكوري لي تشانع دونغ الذي أثار الإعجاب في كانّ حيث شارك في المسابقة الرسمية وحاز جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (FIPRESCI).

ومن مهرجان برلين فيلم Khook (بالإنكليزية Pig) للإيراني ماني حقيقي، وتؤدي دور البطولة فيه الممثلة ليلى حاتمي.

وبفضل السفارة السويسرية في لبنان سيكون المخرج ألكسندر فيليب حاضراً خلال عرض فيلمه الوثاقي 78/52في "مسكون"، علماً أن هذا الشريط الذي عُرض في مهرجان صندانس، يتناول الاثر الكبير في عالم السينما لمشهد الاستحمام الشهير في فيلم Psycho. وسيقدم فيليب كذلك دروساً عن أعمال ألفرد هيتشكوك مع تحليل لها.

أما من المنطقة العربية، فيُعرض فيلم "دشرة" لعبد الحميد بوشناق. وسيكون المخرج حاضراً خلال المهرجان لتقديم فيلمه الذي سبق أن عرض خلال "أسبوع النقّاد" في مهرجان البندقية.

وفي برنامج المهرجان اثنان من أهم الأفلام العربية القصيرة في العامين الأخيرين ضمن نوع الأفلام التي يتخصص بها "مسكون"، هما "قنديل البحر" للمخرج الجزائري داميان أونوري (مهرجان كانّ 2016) وفيلم "آخر أيام رجل الغد" Last Days of the Man of Tomorrow للبناني فادي باقي، الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان الفيلم اللبنانيّ. وسيكون المخرجان حاضرين خلال عرض فيلميهما.

أما في ما يتعلق بالافلام الكلاسيكية، فيتعاون "مسكون" مع السفارة الاسبانية في لبنان ومع مهرجان "سيتجز" لأفلام الفانتازيا في إقليم كاتالونيا الإسباني لالقاء الضوء غلى السينما الاسبانية،من خلال عرض فيلم الرعب Los Sin Nombre (بالإنكليزية The Nameless) لمخرج أفلام الرعب الإسباني المعروف خاومي بالاغويرو.

ويُختَتَم المهرجان بعرض يحمل عنوان Retour de Flamme لأفلام مرمَمَة من عهد السينما الصامتة في بدايات الفن السابع، يترافق مع عزف موسيقيّ حيّ على البيانو يقدمه سيرج برومبرغ، خبير ترميم الأفلام القديمة والكلاسيكية والمدير الفنّيّ السابق لمهرجان "أنّيسي" Annecy.

مسابقة "مسكون"

ويلحظ برنامج المهرجان مسابقة "مسكون" للأفلام اللبنانيّة القصيرة،والتي تهدف إلى تشجيع السينمائيين اللبنانيّين على أن تكون لهم أفلامهم الخاصة في مجال الفانتازيا و"الثريلر" والرعب,

وتتنافس ضمن المسابقة هذه السنة عشرة أفلام هي "واصلين" لهادي أبو غزالي، وBoot لميريام مارون، و"نهر الكلب" لليانا قصير ورينو باشو، و"المكب" ليوسف الخويري، وHollow Peak لكارل حديفة، و"انتِحِر" لعلي أيوب، و"النبض الصامت" لتمار جعادة، و"طلعت الشمس" للورا العَلَم، و RGB لجاد سليمان، وThe Great Domini لسيلين مكرزل.

وتتنوع هذه الأفلام بين الرعب والخيال العلمي والكوميديا السوداء والدراما والأفلام التي تعكس الواقع المرير، وتتراوح بين أفلام ذات موازنات منخفضة وأفلام أكثر غنىً بالمؤثرات البصرية الحديثة.

وسيتم اختيار فائزين اثنين بالمسابقة، علماً أن الفيلم الفائز بجائزة "سيتجس"سيُدرَج في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة ضمن مهرجان "سيتجس"Sitges الدولي لسينما الفانتازيا والرعب في إقليم كاتالونيا الإسباني، الذي يعدّ أهم مهرجان في العالم لهذا النوع من الأفلام. وسيتلقى مخرج الفيلم الفائز دعوة لحضور المهرجان. أما جائزة "ابّوط برودكشن"، فستكون عبارة عن جائزة نقدية قدرها 1500 دولار أميركي بالإضافة إلى استشارة سيناريو من قبل فريق عمل "أبوط" على المشروع المقبل للمخرج الفائز .

وستتولى اختيار الفيلم الفائز لجنة تحكيم دوليّة مؤلّفة منمدير مهرجان "سيتجز" لأفلام الفانتازيا في كاتالونيا مايك هوستينش، ومديرة البرمجة في مهرجان "بوسطن أندر غراوند" في الولايات المتحدة نيكول ماكونتروفرسي، والمسؤول عن قسم الأفلام الكلاسيكية القديمة في مهرجان كانّ جيرالد دوشوسوا

ورش عمل... وأنشطة مرافقة

ويتابع المهرجان تعاونه مع الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة جامعة البلمند (ألبا) التي تستضيف في الأول من تشرين الثاني، بالشراكة مع "مؤسسة سينما لبنان"،سلسلة حلقات نقاشية وصفوف تعليمية يحييها خبراء أجانب وعرب ولبنانيون، بينهم أعضاء لجنة التحكيم والمخرجون الذين يحضرون للمشاركة في عروض أفلامهم.