ممثل من العيار الثقيل، أثبت للجميع أن الموهبة الفنية والنجاح والتحدي والمثابرة غير مرتبطين بعمر معين وزاد من طموح الكثير من الممثلين كبار السن، خصوصا أنه حقق نجاحا فنيا لا مثيل له مؤخرا وأصبح ماركة مسجلة في كل الأدوار التي يضع عليها بصماته.

. هو الممثل سيد رجب، الذي يتحدث لـ"الفن" عن مشواره الفني وكيف يتعامل مع عمله وفكرة البطولة المطلقة والجماعية وتنوعه في الأدوار ورأيه في الممثل محمد رمضان وصعوبة مهمة الإختيار في الوقت الحالي والكثير من التفاصيل التي تخص عمله بالفن، في المقابلة التالية.

بداية.. كيف ترى أصداء "نسر الصعيد" وتفاصيل ما جذبك لدور "هتلر"؟
سعيد للغاية بما حققه العمل من أصداء إيجابية حول العمل بشكل عام ودور "هتلر"، وهذا ما تابعته من خلال آراء الجمهور في الشارع وبعض الأصدقاء والزملاء، ولكنني لم أتابع الأمر على مواقع التواصل الإجتماعي، والشخصية نفسها كانت جاذبة بالنسبة لي ولم أكن أستطيع أن أرفض هذا الدور لأنه يقدمني بالشكل الصعيدي للمرة الاولى في مشواري الفني، والموافقة كانت منذ البداية على هذا العمل وتعاملت مع الأمر على أنه تحدٍ لي وكنت اعرف أن الشخصية ستؤثر في الناس وخصوصا أنه على تماس مع الصراع مع شخصية البطل محمد رمضان.

وهل واجهت صعوبات في الحديث باللهجة الصعيدية والتحضير لتفاصيل شخصية "هتلر"؟
الحقيقة لم أواجه أي صعوبات وتعاملت مع الشخصية بتحدٍ كبير مثل أي دور قدمته من قبل، وحضرت لذلك بشكل جيد وبذلت مجهود كبير للوصول لأقصى درجة من الواقعية، وكل ما يهمني هو تقديم دوري على أكمل وجه ممكن للمساهمة في تقديم عمل فني ناجح ومميز للجمهور.

تعاونت مع الممثل محمد رمضان أربع مرات.. كيف تراه؟
هو فنان موهوب ولديه طموح كبير ويسعى لتقديم أفضل ما لديه دائما، والمشورة والحديث في تفاصيل الأعمال يكون حاضر بيننا بمنتهى الود والمحبة خلال كواليس الأعمال التي تشاركنا فيها.

حققت نجاحا كبيرا على الساحة الفنية ما بين السينما والدراما، ما الفرصة الحقيقية التي تجد انها نقلة بالنسبة اليك؟
كل عمل ودور حصلت عليها أعتبره نقلة لأدوار وأعمال أخرى، ولكن الفرصة الحقيقية التي أعتبرها بداية إنطلاقة لي للمزيد من الأدوار المتميزة كانت من خلال فيلم "ابراهيم الابيض"، وعلى الرغم من قلة مشاهدي في العمل، إلا أن دور البلطجي كان مميزا وأثّر في الجمهور بشكل كبير، ومن بعد هذا العمل أُتيحت لي الفرصة للمشاركة في مزيد من الاعمال المتميزة ما بين السينما والدراما.

هل ترى أن نجوميتك وفرصك في التمثيل جاءت متأخرة؟
لا أتعامل مع هذا الامر بهذه الطريقة ولم أكن أسعى لأي شهرة أو نجومية وهذه الأشياء لم أضعها في حساباتي، فكل ما كنت أتمناه هو الحصول على أدوار فنية تُحقق لي الحضور بشكل متميز وأستطيع أن أُخرج قدراتي التمثيلية من خلالها، فأنا أتعامل مع الموضوع بمبدأ الشغف وليس على أساس أنه مهنة أو ظهور على الشاشة.

وما موقفك من أعمال السيرة الذاتية والشخصيات التاريخية؟
لا أعارض هذه النوعية من الأعمال ولكن شرطي ان يناسب شكلي وأدائي والمعايشة مع الشخصية التي أُقدمها، فلو توافرت العناصر الصحيحة لتقديم شخصية سيرة ذاتية أو تاريخية لا أمانع القيام بذلك، والأمر بالنسبة لي لا يتعلق برغبتي الشخصية في تقديم هذه النوعية من الأعمال بل بمدى مناسبتها لي في الواقع ومعايشتي لها.

قدمت عددا كبيرا من الأدوار خلال مشوارك الفني أثرت في الجمهور وأثبتّ أنك قادر على أداء كل الألوان التمثيلية.. كيف ترى ذلك؟
التمثيل بالنسبة لي شغف كبير وإبداع ولا أحب أن أُكرر نفسي في نوعية معينة من الأدوار. انا ممثل، والتنويع جيد وكذلك الإبتعاد عن النمطية، كما أنني أتعامل مع كل الأدوار التي أقدمها على أنه تحدي كبير بيني وبين نفسي وأتعايش مع كل شخصية كي أكون قادرا على التماس مع عنصر الواقعية.

وهل هناك دور معين تتمنى تقديمه خلال الفترة المقبلة؟
ليس هناك دور معين أتمنى تقديمه في المطلق بل إنني أسعى أن أقدم كل الأدوار التمثيلية التي لم أقدمها من قبل، والأمر بالنسبة لي قائم على مدى أهمية وتميز الكتابة وتوافر العناصر الإنتاجية اللازمة لتقديم عمل جيد فضلا عن الإخراج وهو ركيزة العمل الأساسية.

ما بين حسابات البطولة المطلقة والجماعية.. لأيهما تميل خلال هذه الفترة؟
لا أميل في المطلق لإحداهما، وكل شيء بالنسبة لي له حساباته الخاصة والسيناريو هو الذي يُحدد البطولة المطلقة أو الجماعية، وفي النهاية أنا أختار الدور المميز الذي يكون جديد بالنسبة لي ويقدمني بشكل جيد، وقبل أي عمل أتساءل بيني وبين نفسي عن عدة أشياء أهمها أن أجيب نفسي ما اذا كنت قادرا على تقديم الشخصية التي أمامي أو لا، وبعدها أُحدد موقفي بغض النظر عن فكرة البطولة المطلقة أو الجماعية.

ولماذا حضورك الدرامي أكثر من السينمائي؟
الأمر بالنسبة لي يأتي تبعا لما يُعرض علي، ولا أتعامل إطلاقا بمبدأ التواجد سواء هنا أو هناك، والدور المميز هو الذي يخطفني سواء كان سينما أو دراما، وعلى العكس أكون حاضرا على صعيد السينما بشكل مستمر لو عُرضت عليّ أعمال جيدة وهذا ما فعلته مؤخرا في العديد من الأعمال من بينها "جواب إعتقال" و "طلق صناعي" وغيرها.

وفي النهاية.. هل نجاحك المستمر يجعل مهمة الإختيار صعبة عليك؟
ليس النجاح فقط ولكنه مبدأي منذ بداية دخولي الفن وأنا حريص على إختيار أدوار مؤثرة ولها طبيعتها الخاصة في كل عمل، ومهمة الإختيار صعبة دائما لأنني حريص على النجاح وتقديم أدوار مميزة ومختلفة.