غابت الممثلة بسمة عن الساحة الفنية 4 أعوام كاملة بسبب سفرها وعائلتها الى أميركا، وحين عادت، بحثت عن الفرصة للظهور مرة أخرى في الأعمال الفنية بشكل تدريجي، وبالفعل كان العام 2018 مهما لها وذلك بسبب تقديمها أكثر من عمل سواء في الدراما أو السينما التي تشارك فيها في 3 أفلام.

في حوارها مع "الفن"، كشفت بسمة عن تفاصيل الأفلام الجديدة التي تشارك فيها وعرض بعضها في المهرجانات وتقييمها لتجربة "نصيبي وقسمتك 2". كما تحدثت عن فترة غيابها وعن ابنتها نادية وردّت على تصنيفها كناشطة سياسية عند اندلاع الثورة.

ماذا تقولين عن الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي ومشاركتك فيها؟
أرى أن هناك تطورات كثيرة طرأت على الدورة الثانية من المهرجان وخصوصا على مستوى التنظيم والاهتمام بتفاصيل كثيرة، وأدى ذلك إلى تقديم المهرجان بأفضل شكل ممكن، اضافة إلى مستوى الأفلام التي وقع الاختيار على عرضها وكانت متنوعة ومميزة. والحقيقة أنني لم أكن محظوظة بحضور المهرجان من اليوم الاول، بل تواجدت في آخر 3 أيام.

ما تقييمك لتجربتك في مسلسل "نصيبي وقسمتك" وبطولتك لحكاية "أحمد يا عمر"؟
حقيقة سعدت كثيرا بالتجربة التي وجدتها ممتعة للغاية، وكانت الكواليس مميزة جداً، وجاءت هذا العام بعد فترة من الغياب عن العمل والاسترخاء الذي عشت فيه طوال هذه الأعوام، حيث كان المسلسل هو أول عمل أشارك فيه بعد فترة الغياب التي ابتعدت فيها عن التمثيل، ولذلك كنت عائدة بشوق كبير ولديّ طاقة كبيرة للعمل.

ظهرت بشكل مختلف في مراحل الشخصية التي قدمتها، أولاً سيدة مسترجلة وأخيراً زوجة تبرز أنوثتها، كيف تعاملت مع ذلك؟
هذا هو حال زوجات كثيرات، وموضوع الحكاية ليس أن الزوجة مهملة فقط في حق زوجها وإنما الظروف قادتها لأن تقوم بدور رب الأسرة وان ذلك لا يبرر أن تكون مهملة في الحياة العائلية. وفي الوقت نفسه أعجبني بالقصة نفسها أنها لا تلقي اللوم على المرأة أو الزوجة فقط وإنما تعرض كمّ الضغوط التي تتعرض لها وأنها انسانة والانسان ليس ملاكا بجناحَين! وقد استطاع مؤلف الحلقات عمرو محمود ياسين ايصاله للجمهور في 5 حلقات.

لماذا ابتعدت 4 سنوات عن التمثيل ما جعل شائعة اعتزالك تنتشر؟
لم أفكر في الاعتزال، وكل ما حصل هو ان ظروفا عائلية جعلتني مضطرة للسفر مع عائلتي، كما ان ابنتي نادية كانت صغيرة وانا كنت موظفة في بنك ولا يمكنني الحصول على اجازة ساعة اشاء، إلا أن الأمومة شيء مهم جداً وكنت محتاجة لإعطاء طفلتي حقها فكنت اعمل في البداية ولكن بشكل غير مكثف وفي فترات اخرى أضطر الى الابتعاد للاهتمام بابنتي، ولكن حالياً نادية أصبحت أكبر في السن وهذا ما جعلني أعود للعمل أكثر في هذه الفترة.

ماذا يكون رد فعل ابنتك عندما تشاهدك على شاشة التلفزيون؟
والدتي جعلتها تشاهد جزءا من فيلم "حريم كريم"، ونادية انبهرت لأنها كانت المرة الأولى التى تشاهدني فيها على شاشة التلفزيون، فحين كانت بين السنتين والاربع سنوات من عمرها، كنا نعيش خارج مصر ولا يعرفنا أحد الا أننا وعندما عدنا الى القاهرة، أصبح من يشاهدنا يأتي لالتقاط الصور معي، فتسألني نادية "هيا الناس بتتصور معاكي ليه وهما يعرفوكي منين"؟؟! وعندما بلغت سن السادسة أصبحت تفهم طبيعة عملي وبدأت والدتي تجعلها تشاهد بعض أعمالي.

أخبرينا عن فيلمك الجديد "رأس السنة"؟
فيلم "رأس السنة" من تأليف محمد حفظي الذي يعود مرة أخرى لكتابة السيناريو من خلال هذا الفيلم بعد فترة من الاكتفاء بالإنتاج في الفترة الماضية، وحقيقة اننا اشتقنا لسيناريوهاته، أما الاخراج فلـ محمد صقر في أول تجربة له، وأنا سعيدة جداً بالعمل معهم ومع الكاست الذي يضم شيرين رضا وإياد نصار وأنجي المقدم وأحمد مالك. الفيلم انطلق تصويره أثناء تواجدنا في الغردقة لحضور فعاليات مهرجان الجونة، ولكنني لم أبدأ مشاهدي معهم وأستعد حالياً لتصوير دوري.

ما الذي حمّسك للمشاركة في الفيلم؟
أشعر أن فكرة الفيلم مختلفة عن أفلام السينما التي نشاهدها في السينما المصرية حالياً، البعض قد يعجبهم والعكس صحيح، وأشعر أن تركيبته الاجمالية جيدة وهو من نوعية الأفلام التي يسعد الجمهور بحضورها، وأعتقد أنه سيثير الجدل بعض الشيء لأنه جريء في تناول الموضوع الذي يتناوله والطرح فيه أفكار نقدية "من تحت لتحت"، فنحن نريد ايصال الفكرة للناس عن علاقة الفرد بالمجتمع من حوله والحدود التي لا بد ان يكون الشخص فيها وما هو مقبول وما هو غير مقبول.

تشاركين كضيفة شرف في فيلم "ليل خارجي" المقرر عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي، أخبرينا عن هذه التجربة؟
منذ عامين وأنا أريد العمل مع المخرج أحمد عبد الله وعندما أبلغني أنه يصور فيلم "ليل خارجي" ويريدني فيه في ظهورخاص، وجدت الشخصية مختلفة شكلا وموضوعاً من ناحية الشكل الخارجي، حيث أقدم شخصية "رباب"، التي تظهر في آخر مشاهد الفيلم وكأنها تساعد شخصيات الأبطال على النظر الى الحياة بصورة مختلفة، كنوع من أنواع إتمام رحلتهم التي يتغيرون فيها.

هل يهمك رأي الجمهور أو النقاد أكثر حين يشارك فيلمك في المهرجانات؟
لابد من أن يكون هناك توازن بين الاثنين، فالسينما لن تكون صناعة اذا أصبحت مجرد أفلام تحوز على اعجاب النقاد والتمثيل في المهرجانات، ولا يكون فيها قدر من الابداع اذا أصبحت تجارية فقط، فلا بد من أن يكون هناك توازن بوجود أفلام تحقق المعادلة بالنجاح التجاري ومع النقاد وتمثل مصر في مهرجانات، وأتمنى أن تزداد هذه النوعية من الأفلام وتكون الصناعة ناجحة.

تعملين على فيلم آخر هو "بعلم الوصول"، فماذا عنه؟
أكثر ما شجعني للمشاركة في فيلم "بعلم الوصول"، هو حماسة المخرج هشام صقر تجاهي، وتصميمه على الاستعانة بي في بطولة الفيلم وهذا دفعني الى تقدير ذلك ومحاولة تقديم الدور بشكل جيد، وعلى الرغم من أن الفيلم هو التجربة الأولى لهشام إلا أنه منتج في الاساس وهذا شيء مطمئن وخصوصا في مراحل ما بعد الانتاج، والحمد لله في مهرجان فينسيا في الفاينال كات، تم منح الفيلم 3 جوائز قيمتها 25 ألف يورو لمرحلة ما بعد الانتاج.

أخيراً، كيف واجهت الانتقادات التي تعرضت لها من الناحية السياسية وسبّبت لك المشاكل؟
كل ما قيل عني في هذا السياق ما هو إلا شائعات وأنا أحاول دائماً ألاّ أُعير هذه الاقاويل الاهتمام فهي بالنسبة لي زوبعة في فنجان وستنتهي فجأة، واعتبرها كلاما فارغا لا يستدعي إضاعة وقتي ووقت عائلتي في الرد عليها. أنا في الـ 2011 ، اهتممت بالوضع العام والبلد حينها كان مقسوما مع وضد، وهناك من حاول تصنيفي على أساس انني ناشطة سياسية وهذا لم يكن صحيحا، انا كنت فقط فنانة مهتمة بما يحدث وشاركت فيه وعندما انتهى الحدث عدت الى فني مع وعي اجتماعي أكبر.