حين نذكر الفن اللبناني الأصيل، الاسم الاول الذي يتبادر الى اذهاننا هو اسمها، تشبه لبنان بصوتها وشموخها وكبريائها وشبابها الدائم، هي التي حملت راية الأغنية اللبنانية، وجالت بها العالم لتوصلها بأجمل وأبهى صورة.

نجوى كرم، التي حين نقول اسمها نكون قد قلنا الكثير الكثير، هي فنانة لبنانية أطلق عليها الشاعر عصام زغيب لقب "شمس الأغنية اللبنانية"، وخصّها بأغنية "طلي علينا طلي"، وبدأت الإذاعات بإطلاق هذا اللقب على نجوى كرم، الذي رافقها ولا يزال في مسيرتها الفنية عن استحقاق.

موقع Télérama.fr ، لقّب ​نجوى كرم​بـ "ماريا كاري​ الشرق الأوسط"، وقد أطلق عليها اسم الفنانة العالمية الشهيرة بعد الحفل الكبير الذي قدّمته في باريس بتاريخ 23 حزيران/يونيو 2018، حيث جذبت الها أنظار الصحافة بصوتها وحضورها القوي.

من زحلة الى العالم

لم تقتصر شهرتها على لبنان بل انهامن اهم نجمات العالم العربيعلى الاطلاق ومن اشهر الفنانات اللبنانيات في العالم. ولدتنجوى كرمفي قضاء زحلة - محافظة البقاع لعائلة مارونية. بدأت حياتها كمدرّسة وانطلقت في الغناء في فترة ثمانينيات القرن العشرين. عام 1985 ، شاركت في برنامج "ليالي لبنان" وحصلت على الميدالية الذهبية عن فئة الغناء البلدي. أطلقت في عام 1989 أول ألبوم لها بعنوان "يا حبايب"، ثم أصدرت ألبومها الثاني "شمس الغنية" عام 1992 الذي حقق نجاحاً كبيراً، وأطلقت في السنوات التالية عدة ألبومات أخرى، بمعدل ألبوم في السنة الواحدة.

حملت راية الفن اللبناني

مشوارها الفني طويل وغني ولم يعرف الفشل، حضور دائم، بريق ملفت وأزياء رائعة جعلتها تتربع على عرش الاناقة، تميزت نجوى كرم بصوتها الجبلي الضخم، لم تغن يوما بغير اللهجة اللبنانية وهذا ملعبها الذي تعبّر دائما عن تعلّقها به وتحرص على إتقانه ونشره في العالم مع احترامها لكل شعوب العالم العربي ولهجاتهم، وهي تصرح بأن غناءها باللهجة اللبنانية يعد واجبا وطنيا. كما أنها اشتهرت بغناء المواويل بشتى أنواعها، هذا بالإضافة للأغاني الوطنية والمواويل: "البرج العالي"، و"رح يبقى الوطن" التي قدّمتها مع الموسيقار الراحل ملحم بركات، وغيرها. هذا بالإضافة إلى غنائها إلى جانب الفنان الكبير وديع الصافي من خلال أغنية "وكبرنا"، التي كانت عبارة عن ديو يحكي حوارا يدور بين الإبنة ووالدها يوم زواجها والذي حقق نجاحاً كبيراً، وكان هذا في العام 2003.

حققتنجوى كرمانجازات من خلال ألبوماتها، التي انتشرت وحققت مبيعات عالية جداً وهي:

1989 يا حبايب.

1992: شمس الغنية.

1993: أنا معكن.

1994: نغمة حب.

1995: ما بسمحلك.

1996: حظي حلو.

1997: ما حدا لحدا.

1998: مغرومة.

1999: روح روحي.

2000: عيون قلبي.

2001: ندمانة.

2002: تهموني.

2003: سحرني.

2004: شو مغيره.

2005: كبر الحب.

2007: هيدا حكي.

2008: عم بمزح معك.

2009: خليني شوفك.

2011: هالليلة.. ما في نوم.

2017: مني إلك.

كليباتنجوى كرملطالما كانت محط انظار الجميع ومن خلال الصورة والمخرج الذي تختاره، كانت تتجدد وتغيب احيانا لتطل بعد فترة بأفكار جديدة. وفيالمهرجاناتتعتبر في الطليعة، فهي الاكثر طلبا من بين الفنانات اللبنانيات للحفلات والمهرجانات المحلية والعربية، حيث شاركت في مهرجان قرطاج وكانت أول من أحيا حفلاً في مهرجانات الأرز الدولية، وأيضاً في بلاد الإغتراب.

مواقف وجانب انساني ملفت

لم تُميز نجوى كرم يوما بين شخص وآخر ، صاحبة عقل منفتح ، لا نذكر اي موقف سياسي لها بل كل مواقفها وطنية بحتة، للبنان كل لبنان. قالت إن الفن هو رسالة سامية يقف في وجه الظلم، وانطلاقا من هكذا مواقف كان غناءها إبان حرب تموز من تونس للبنان، مما جعل الناس يتعاطفون مع الشعب اللبناني ويرددون الشعارات الوطنية، وأيضاً تحملها مسؤولية توفير التأمين الصحي للعجزة من خلال برنامج "ليلة حلم"، وأيضاً تقديمها منحاً دراسية للطلاب الذين ليس باستطاعتهم توفير المال للدراسة، من أبناء مدينة زحلة الذين يدرسون في المدرسة التي كانت تُعلّم فيها، "مدرسة يسوع الملك". وقد كرّمتها بلدية زحلة بإطلاق اسمها على أحد شوارع المدينة. كما تبرّعت بسيارات إسعاف للصليب الأحمر اللبناني.

نجوى كرم وروتانا

كانت نجوى كرم من أوائل الفنانات اللواتي تعاقدن مع شركة روتانا، التي بدورها بادلتها الإهتمام والإنتاج الكبير، فحققت معها نجاحات كبيرة وكانت مدللة فيها. الا ان هذه العلاقة لم تستمر، ومع ذلك، تصر نجوى على الحديث بلياقة عن الشركة والقيّمين عليها، وترفض اي حديث عن خلاف بين الطرفين.

كانت محطاتها في عالم الاعلان قليلة، واقتصرت على بعض المحطات في هذا المجال، وكانت لها مشاركة ناجحة جداً في لجنة تحكيم احد اشهر برامج الهواة بالعالم العربيARABS GOT TALENT، وأظهر البرنامج الجانب الذي لا يعرفه الكثيرون عن نجوى كرم، وهو الجانب الفكاهي العفوي الرائع وروحها الجميلة ومساعدة المواهب الشابة. اما بالتمثيل فلطالما قالت انها تفضل التركيز على الغناء، ولكن قد تكون لها تجربة يتيمة في التمثيل لم نشاهدها حتى اليوم بعد!

وسائل التواصل الاجتماعي

تعتبرنجوى كرمحاليا من أنشط النجمات على مواقع التواصل الأجتماعي، ومن اكثرهن متابعة وتفاعلامن قبل الناس،اذ لها شخصية خاصة على هذه المواقع لاسيما موقعتويتر، حيث تغرد عليه بسرب خاص ولغة قريبة للناس لطالما سألوها عنها، شخصية ظريفة على هذا الموقع تجيب شخصيا على محبيها وبطريقة عفوية جداً، وهي من الاكثر تأثيرا عليه.

الحياة الشخصية

في العام 2000، تزوّجت نجوى كرم من متعهّد الحفلات يوسف حرب. يومها كانت ظروف زواج الثنائي صعبة بسبب إختلاف معتقداتهما الدينية، كما أن يوسف كان متزوجاً ولديه أطفال. تخطيا العوائق والعادات الاجتماعية، وتمّ الزواج. لكن الفرحة لم تكتمل، فإنفصلا بعد سنتين من الإرتباط.

ولطالما عَمَدت نجوى كرم الى إبعاد حياتها الشخصية عن الاعلام والأحاديث الصحفية، وتعرّضت للكثير من الشائعات عن زواجها بطريقة سرية ولأكثر من مرة. الا ان حماسة الجمهور لمعرفة تلك الاخبار، جعلت منها مادة دسمة للاعلام،فزواجها وطلاقهاشكّلا مادة لحديث الناس،

وأكدت نجوى بأنها في حين قرّرت الزواج فلن تتزوج بالسر، وستكون أول من يُعلم وستنشُر الخبر بنفسها لتتشارك به مع محبيها.

لطالما عرفنا عن نجوى كرمالشخصية الدبلوماسية المسالمةومحبتها لزميلاتها النجمات وتصالحها مع الذات، وفي المقابل، نجدها ترفض ان يتحدث اي شخص عنها بطريقة غير محترمة وغير منصفة، وفي حال حدث ذلك تكتفي بجملة واحدة تجعله يقف عند حده.

صعوبات جعلت من نجوى كرم أملاً للكثيرين

مثلها مثل اي انسان، نجوى كرم تمر ايضا بظروف صعبة وقد تعيش أوقاتا عصيبة. هي مرّت بتجربة الطلاق الا انها لم تجعلها تضعف، ودّعت والدها منذ سنوات قليلة، ثم ودعت شقيقها الاكبر منذ فترة، لكنها دائما ما تقول "دمعتي لي وضحكتي للناس".

رشاقة وشباب دائم وذكاء خارق

اذا رأينا ردة فعل الناس على اطلالاتنجوى كرموفساتينها وشكلها الخارجي نجد الإنبهار والاعجاب والدهشة، فهي ورغم اعترافها بتخطي سن الخمسين الا انها تحافظ على جمال قل مثيله في العالم، وحين نسألها عن الموضوع دائما ما تكرر انالجمال الداخليهو الذي ينعكس على الخارجي والمحبة هي الاساس، وقد تعاملتنجوى كرممع أهم مصممي الأزياء نذكر منهم بسام نعمة، نيكولا جبران، إيلي صعب، وغيرهم.