صوته رفيق السهرات ومصدر الحنين الذي يشعل فينا آهات الذكريات وجنون الشوق، هو الفنان الراحل ملحم بركات الذي غنّى لبنان والحب وبعث في كلّ كلمة قالها رسالة عفويّة ما زالت تصدح في آذاننا، ولا شكّ في أن رحيله شكّل خسارة كبيرة للوسط الفني ليس فقط في لبنان بل في العالم العربي أجمع، الا انه يبقى كأرزة خالدة وكنز فنيّ عريق يُدرّس في مدارس الموسيقى والفن.

بالتعاون بين وزارة الثقافة والجامعة الاميركية في بيروت "AUB"، أُقيم حفل غنائي مذهل بمثابة تكريم للفنان الراحل ملحم بركات، قدمته الاوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية وكورال الفيحاء، وذلك بقيادة المايسترو أندريه الحاج.

استهلّ الحفل بوثائقي سرد سيرة حياة الراحل، ومن بعدها بدأت الفرقة الموسيقيّة بأغنية "موعدنا أرضك يا بلدنا"، التي بثّت روح الوطنية في قلوب الحاضرين، خصوصا انها اغنية حملت عبق أرض لبنان ونشرته في أرجاء العالم.

واستمرّ الكورال بغناء روائع ملحم بركات برفقة الاوركسترا التي نقلتنا بألحانها الى زمن جميل حيث الفنّ الأصيل الذي يعكس الرقيّ، مثل:

تعا ننسى، ولا مرة، طريقي وغيرها من الروائع الفنيّة الآسرة.

وكان لموقع الفن لقاء خاص وشيّق مع المايسترو أندريه الحاج الذي قال إن هذا افتتاح لموسم الاروكسترا 2018 -2019، والسنة الماضية ايضا كنّا مع افتتاح تحيّة لمنصور الرحباني وقبلها كان مع توفيق الباشا. هذه السياسة الموسيقية التي اتبعها هي استذكار لكبارنا في لبنان، وهذه قناعة لديّ انه يجب ان تبقى هذه الذاكرة حاضرة وموجودة وان لا تذهب للغير، هذه الأمسية هي واحدة من التحيات التي نقدّمها للكبير ملحم بركات، برنامج الحفل موزّع الى 12 مقطوعة 10 منها يؤديها كورال الفيحاء، الذين اشكرهم على عملهم الجدّي والانساني والمحترف، اضافة الى قطعتين موسيقيتين يعزفهما أندريه سويد على آلة "الفيولون"، وهما: يا حبي اللي غاب وحبيتك وبحبك.

اما رسالتي لملحم بركات، فيقول الحاج: "يا ليتك كنت موجودا". انا احبّ كلّ اعماله الفنيّة، لكن "اغنية حبيتك وبحبك" هي الأقرب الى قلبي، لأن لها ذكرى جميلة عندي عندما كنت صغيرا.

اما عن نشاطات الأوركسترا فهي دائما ناشطة، اذ انه في العام هناك 12 او 14 امسية، والامسية المقبلة ستكون مع المايسترو سليم سحاب الآتي من مصر، لتكرّ سبحة الاطلالات في الحفلة مع عدد من الضيوف.

كما كان لموقع الفن حديث خاصّ مع نجل الفنان ملحم بركات الفنان وعد بركات، الذي أعرب عن اعجابه بهذه المناسبة، كما قال ان له الفخر في الوجود بهذه السهرة الرائعة، وشكر كل القيّمين على ذلك، والأوركسترا وكورال الفيحاء.

وعن جديده، قال بركات انه اصدر اغنية تحمل عنوان "فيكي ما تردّي" على احدى التطبيقات الموسيقيّة، من كلمات طوني أبي كرم وتوزيع بودي نعوم، ومن الممكن ان يصوّرها على طريقة الفيديو كليب، كما قال.

وكشف لنا وعد، انه سيصدر قريبا اغنية عن سوريا تتحدّث عن الوضع هناك، من كلمات الشاعر والملحن خالد حيدر، وهي ستكون بمثابة مفاجأة للجمهور.

وعن سؤالنا له حول ما اذا كان سوف يتمكن من تحقيق الشهرة التي حققها والده، قال بركات: "انشالله أُوصل لـ 2% من الشهرة التي حققها والدي، اشكر أبو مجد لأنه مهّد لي لهذا الطريق.

وعن الفكرة المأخوذة بشكل عام عن ان أبناء الفنانين لا يستطيعون ان يحققوا ذات شهرة آباءهم، علّل بركات السبب بأن هالة الفنان تكون قويّة جدّا.

وكان لنا ايضا حديث مقتضب مع زوجة الراحل ملحم بركات السيدة رندة، التي شكرت القيّمين على هذا التكريم الجميل، الذي يعكس مجهودا كبيرا ومستوى راقيا، وبالتأكيد ان أبو مجد باق في القلب ولا يموت، فهو خالد الى الأبد، واتمنّى ان يكون سعيدا بجوار ربّه.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغطهنا.