يشارك الممثل آسر ياسين في بطولة الفيلم القصير "شوكة وسكينة" للمخرج آدم عبد الغفار، الذي نافس في مسابقة الأفلام القصيرة المشاركة في الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي..حماس آسر للتجربة لم يأت من فراغ أو كان وليد اللحظة، ففي بداياته قدم تجربته الأولى في الأفلام القصيرة بفيلم "بيت من لحم" للمخرج رامي عبد الجبار 2005.

تحقيق آسر لمعادلة النجاح التجاري ليصبح منافساً قوياً على شباك التذاكر بالبطولات التي قدمها سينمائياً، لم يمنعه من الاهتمام بالقيمة الفنية، وهي معادلة صعبة حققها بتجاربه المختلفة التي قدمها للسينما القصيرة وأيضاً في الإخراج.

وبشخصية (خالد) في "شوكة وسكينة"، يقدم آسر ثنائيا فنيا جديدا مع منة شلبي بعد أن قدما سويا "بيبو وبشير" و"تراب الماس"، وتجسد منة شخصية (سلمى) التي تخلت عنه لتتزوج من الشخص المثالي بالنسبة لها لتقع مجددا في حبه، وتصبح العلاقة أكثر تعقيدا.

يكشف آسر في الحوار التالي عن أسباب مشاركته في الفيلم وأسرار تحمسه لتجربة جديدة بعيدة عن السينما بمعناها التجاري السائد.

ما الذي جذبك لخوض تجربة فيلم قصير؟

بشكل عام، انا سبق وقدمت أفلاما قصيرة، وبطبيعتي أحب دائما أن أخوض تجارب جديدة ومختلفة، منها أنني أخرجت أغنيات مصورة للمطرب "أبو" و"فرقة وسط البلد"، ومن ناحية أخرى لا يمكن أن أرفض التواجد مع المخرج آدم عبد الغفار، فهو صديق شخصي وفي نفس الوقت ساندني كثيرا في تجاربي الإخراجية في الفيديو كليب، لذا كان من الطبيعي أن أقف بجواره في تجربة فيلمه القصير.

اضافة الى ان الأفلام القصيرة تتناول موضوعات ليس شرطا أو بالضرورة أن يقدمها الفنان في أفلام طويلة، فهي أعمال تحمل قيمة فنية خاصة وتُعرض بغالبيتها في المهرجانات.

عدد المشاهد في الفيلم القصير أقل من الأفلام الطويلة لكن هناك جهد واضح في الأداء.. كيف حضّرت لشخصية خالد، بكل التعقيدات التي تحملها والتاريخ العاطفي الذي يربطه بـ سلمى؟

قرأت السيناريو منذ فترة طويلة قبل التصوير، كما اطلعت على أكثر من مسودة للعمل، وكان المخرج آدم عبد الغفار يأخذ رأيي في بعض النقاط بالسيناريو، بمعنى آخر كنت حاضرا في التفاصيل المبدئية، وهو ما جعلني أعرف جيدا ملامح شخصية خالد، كما أن الجهد المبذول في الأفلام القصيرة لا يكون نفسه في الأفلام الطويلة، بمعنى أنه أقل، وهو ما يعطي مساحة أكبر للتركيز على الشخصية، ولا أقصد هنا التقليل من شأن الأفلام القصيرة.

ولكن لماذا تواجه دائما الأفلام القصيرة مشاكل كثيرة وتحتاج لدعم مضاعف من المهتمين كي تظهر للنور؟

لأن هذه الأفلام ليس لها مردود مادي، وهي تُصنع حباً في الفن أكثر من تحقيق مكاسب مادية، والأفلام القصيرة تُعرض في صالات عرض مخصصة مثل سينما زاوية، وتجربة ماريان خوري بتقديم أفلام مختلفة عن تلك التجارية. وأيضا تشارك هذه الأفلام في المهرجانات لكنها للأسف ليس لها رواج سينمائي في دور العرض على عكس دول مثل إنكلترا وأميركا ودول أخرى عديدة لديها صالات مخصصة لعرض هذه النوعية من الأفلام.

حاز سيناريو فيلم "شوكة وسكينة" على الجائزة الأولى في ورشة "طيارة" التي أُقيمت على هامش مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى 2017، فما رأيك في المبادرات التي تقدمها المهرجانات بشكل عام سواء كدعم مادي أو بتنظيم المسابقات كنوع من أنواع الدعم للأفلام القصيرة؟

نجاح مهرجان الجونة صورة مشرفة لمصر والوطن العربي وأقصد هنا التنظيم الجيد والأفلام المعروضة والمبادرات المختلفة، ومنافسة مهرجانات عديدة في مصر هو أمر لصالح الفن وبكل تأكيد وجود هذه المبادرات يفيد صناعة السينما، وسأعطي مثالا على ذلك دخول فيلم "القضية رقم 23" The Insult للمخرج زياد دويري، المنافسة للفوز بـ"أوسكار أفضل فيلم أجنبي"، هو فخر لنا جميعا بكل تأكيد كعرب، وأؤكد على أن دعم الأفلام بشكل عام يأتي في صالح السينما والفن.

فيلم "شوكة وسكينة" عمل جديد يجمعك بمنة شلبي، كيف كانت الكواليس بينكما؟

تجمعني بمنة شلبي كيمياء فنية، إذ أن الفيلم ليس العمل الأول الذي يجمع بيننا فهي فنانة "شاطرة" ومجتهدة ومختلفة، فنحن التقينا معا في أفلام منها "تراب الماس" الذي يعرض حاليا، و"بيبو وبشير" عام 2011.

حققت معادلة مختلفة عن معظم نجوم جيلك بتقديم أعمال فنية ونجحت أيضاً على المستوى التجاري، خصوصا وأن فيلمك "تراب الماس" حقق المركز الثاني في الموسم السينمائي الأخير.. ما الأسهل بالنسبة اليك تقديم عمل فني بمستوى متميز أم الالتزام بقانون شباك التذاكر؟

من السهل تقديم عمل يحقق إيرادات عالية، لكن الأمر ليس كذلك في حال وجود رغبة بتقديم تجربة فنية بقيمة "تراب الماس"، وأعترف انني لا أجد بسهولة فرصة لتقديم فيلم يحمل القيمة الفنية وعناصر النجاح التجاري معا. وأرى أنني أسير على الطريق الصحيح، فأول فيلم شاركت فيه كان "عمارة يعقوبيان" مع المخرج مروان حامد، والآن أنا بطل فيلمه الأخير، إذا أعتقد أن خِياراتي الفنية موفقة.

وفي ما يتعلق بحجم الإيرادات، فهي بكل تأكيد مهمة، وسعدت كثيراً لوجود فيلمي في مرتبة متقدمة ولتحقيقه نجاحاً كبيراً على المستوى التجاري، لكن تركيزي الأساسي هو على تقديم تجربة تظل في تاريخ السينما، وفي النهاية وجود منافسة بين الكثير من الأفلام يصب في صالح صناعة السينما بشكل عام.