عمالة الأطفال تلتهم أرواحاً بريئة دافعت عنها المخرجة والممثلة نادين لبكي في "كفرناحوم"، تعنيف الأسرة والمرأة سلّطت عليها الممثلة ماغي بو غصن الضوء بأضخم أعمالها تحت عنوان "كفى"، النفايات التي غطّت جمال قطعة سماء يوما دافع عنها مئات الأشخاص، كلّها قضايا وقف في وجهها اللبنانيون مدافعين عن لبنان الّذي أحبته فيروز بفقره وبعزه وتخلت عن كنوز العالم يوما من أجل حبة من ترابه، والّذي وصفه يوما وديع الصافي باللوحة التي رسمها الخالق قطعة من السماء.

هذه لمحة عن المصائب التي واجهها لبنان الصامد، وصولا إلى قضية التلوث الذي ساهم بإنتشار مرض السرطان بشكل مرعب، وجعل من لبنان إسما عالميا على خرائط سلبية تهدد حياة الملايين.

في هذه القضية، علت أصوات الشعب، وغرّدت فنانات عانين ولم يعانين من هذا المرض ليذكرن الدولة بحياتنا، وبمستقبل أولادنا.

ومن بينهن الفنانة إليسا التي جعلت من تجربتها مع هذا المرض رسالة أمل وشعلة تنير فكر من هم ليسوا واعين لهذا المرض.

وكذلك الفنانة نجوى كرم المعروفة بوطنيتها، خرجت عن صمتها وأعربت عن حزنها الشديد بسبب هذه القضية.

نعم، هكذا يعيش اللبنانيون، بين قلق إصابتهم بهذا المرض وذاك، وبين البحث عن لقمة عيشهم وتأمين مستقبل بسيط لهم.

فإلى السيدة فيروز أوجّه سؤالي، هل مازلت تحبين لبنان الّذي كتبه يوما الأخوان الرحباني؟ أم أنّ لبنان الّذي غنيته هو لبنانك الخاص كما قال جبران خليل جبران "لكم لبنانكم ولي لبناني؟". أم أننا مازلنا مشتاقين للبنان الّذي اشتاق إليه زكي ناصيف؟