"بيروت سيتي"، مسلسل جديد وفريد بفكرته تابعناه بشغف الاسبوعين الماضيين على شاشة الـ mbc 4 ، كيف لا وهو يتناول مواضيع من صلب الواقع وحالات قد يعيشها اي شخص في الحياة العادية.

تتلخص قصة المسلسل بأربع شخصيات اساسية هن صديقات يتفقن في امور ويختلفن بأخرى، تجسد أدوارهن كل من ساشا دحدوح، دانييلا رحمة، ليا بوشعيا وسينتيا ساموييل. وكلهن هذه تجربتهن الاولى في التمثيل، اذ ان دانييلا كانت قد صوّرت هذا المسلسل قبل مسلسل "تانغو"، الذي عُرض في رمضان الفائت.
مسلسل بأربع بطلات كل منهن تتفرد بشخصيتها التي تدور حولها قصة قد نصادفها في اي يوم من حياتنا. ساشا، تلعب دور نادين الام العاملة المسؤولة المطلقة التي تدير شركة وتحاول ان تخلق توازناً بين حياتها العملية وحياتها العائلية بوجود طليقها ورجل آخر يحاول التقرب منها. ساشا اعطت الدور حقه وربما كونها اما عاملة في الواقع، فإن هذا ساعدها، فقد شعرنا بصدق كل عناق وكلام جميل تبادلته مع "دنيا" اي ابنتها في المسلسل. خطوة أضافت الكثير لساشا في مسيرتها فقد استطاعت ان تثبت نفسها في عالم تقديم البرامج وها هو المستقبل يبتسم لها في مجال التمثيل.
دانييلا رحمة التي تجسد دور "يارا" الشابة المتمردة التي عادت الى وطنها الام بعد ان عاشت في الاغتراب، وتحاول ان تكتشف ما سر خلاف عائلة والدتها ووالدها المتوفيين والذي اوصلها لأن تكون وحيدة. ما ميز دانييلا في هذا المسلسل انها تحدت نفسها، فالدور تطلب ارهاقاً جسدياً كون "يارا" ليست شابة عادية بل تقود الدراجات وتمارس الملاكمة اضافة الى كونها غريبة عن البلد. استطاعت دانييلا ان تلبس الشخصية باحتراف واستطاع المشاهد ان يتأكد من انها ستكون ممثلة من الصف الاول في المستقبل اذ استطاعت ان تبرز في مسلسلين بدورين مختلفين جدا.
ليا بو شعيا التي تجسد دور "روز". تلك الفتاة التي تحب اتباع التقاليد وتنتظر أميرها الذي ستحبه على طريقتها، الا ان عائلتها كأي عائلة لبنانية تقليدية تحاول ان تجد لها عريساً يناسبها. ليا، من الممثلات الارقى في المسلسل، ففي كل تصرف وكلمة كانت مثالا للشابة التي يتمناها كل أهل وعله واضح ان روز لا تختلف كثيراً عن ليا وتربيتها. ولربما احترافها الرقص وكونها ابنة المسرح، سهّل عليها الامور في تجربتها التمثيلية التلفزيونية الاولى حيث ظهرت عفوية بكل اوقاتها الحزينة والاليمة حتى آخر مشهد حيث جعلت المشاهدين يتأثرون بحالتها.
سينتيا ساموييل التي تجسد دور " كارلا"، وهي الفتاة الغنوجة المشاكسة التي يحب الجميع ان يكون حولها لانها سهلة المعشر. سينتيا في نظرنا كانت المفاجأة الاكبر في المسلسل اذ انها لا تتمتع بأي خبرة امام الكاميرات سوى في اشتراكها في مسابقة ملكة جمال لبنان وتقديمها فقرات لدقائق على التلفزيون. فبين حياة كارلا العاطفية مع "جيمي" الذي جسده باحتراف الفنان مارك حاتم وبين مشاكل عائلتها وخيانة والدها لوالدتها ومحاولتها اثبات نفسها بعيداً عن شركة والدها، استطاعت سينتيا ان تبدع في كل مشهد بعفويتها المطلقة.
اضافة الى الشخصيات الرئيسية والثانوية كان للمخرج سيرج اوريان لمسة فريدة جديدة ومبتكرة لم نرها في المسلسلات العربية سابقاً، فقد اضاف بالكادرات والاضاءة روحا عصرية للمسلسل كالتي نراها في المسلسلات الاجنبية. 15 حلقة فقط كانت كفيلة في ان نتعلق بكل شخصية فتركنا المخرج في حيرة في المشهد الاخير من الحلقة الاخيرة وكل من شاهده طالب بجزء ثان يجب ان نراه قريباً!
في المسلسلات الاخرى، تكون نهاية الجزء الاول شبه مفهومة او على الاقل يتم حسم اتجاه الاحداث المقبلة الا في هذا المسلسل! حيث لم نعرف ما اذا كانت روز ستموت أم لا، وان كانت نادين عادت الى زوجها ام لا، وان كانت يارا تصالحت مع خالها ام لا، وان كانت كارلا قد استطاعت ان تبرز نفسها امام والدها وتقنعه بمشروعها ام لا. اسئلة كثيرة ظلت تدور في رأسنا ولربما الاطمئنان الوحيد جاء عبر منشور على صفحة المسلسل وفيه تم الكشف انه ستكون هناك اجزاء مقبلة من المسلسل. ويبقى ان نأمل ان تكون قريبة في توقيتها وان لا ننتظر كثيراً حتى تبصر النور، لكي نعرف تطور الاحداث الى ماذا سيفضي، بعد ان تركتنا نهاية الجزء الاول في غموض كبير وتساؤلات نتمنى ان نلقى الاجابات حولها قريبا.
وتجدر الاشارة الى ان شارة المسلسل هي فعلاً فريدة من نوعها وهذا ليس بالامر الجديد على الشاعر حبيب يونس الذي كتبها اضافة الى تلحين وتوزيع تيدي نصر وصوت سينتيا كرم فجاءت الاغنية تشبه المسلسل كثيراً بحيويتها مما جعلها سهلة الحفظ والتفاعل مع المشاهدين.