يوجّه المخرج فيليب عرقتنجي عدسة كاميرته التصويرية نحو ملهمته، عاصمة لبنان بيروت.

هذه المدينة التي نشأ وكبر فيها وتأثرّ بحقباتها منذ صغره، دفعته الى تصوير كل لحظة منها بعدسته قبل الحرب الأهلية وبعدها وفي حالها اليوم. اختار أن يسدل الستارة عن أرشيف جمعه منذ أكثر من ثلاثين عاماً، يعرضه اليوم تحت عنوان "هواجس".

كان الموعد يوم 18 أيلول من الشهر الجاري في شارع عمر الداعوق ويستمر المعرض حتى مساء الثلاثاء 25 أيلول ما بين الساعة 12:00 ظهراً وبين الساعة السابعة مساءً في مبنى 3Beirut.

ويسلط الضوء عرقتنجي في صالة العرض على ثلاث شاشات نقلت ثلاث وجهات مختلفة عن بيروت في ثلاث حقبات مختلفة. في كل مرحلة رمزية خاصة عن الهوية اللبنانية بين الحياة والموت والمستقبل.

​​​​​​​عرض الفيلم "Beirut through time" يشهد على التحوّل المؤثر الذي طرق على مدينة بيروت في ظلّ التحديّات ما بين الحرب والدمار والإستقلال وملاحقة التطور هي في سباق مع الوقت، كامرأة ترتدي الكعب العالي وتحاول أن تسابق الزمن في موعد أو لقاء أو الوصول الى العمل. يقسم المخرج فيليب عرقتنجي المعرض الى نصفين جانب يصور فيه أقدام سيدات ترتدين الكعب العالي بألوان مختلفة ويقمن بحركات سريعة تارة في مشاهد رقص وتارة أخرى هربا في الشارع.

يقول فيليب :" أنا مهووس بكل ما يختفي اليوم من بيروت عمري اليوم 54 سنة تعرفت على بيروت قبل الحرب كنت أزور الأسواق وصالات السينما ولا أزال أتذكر الأحداث في سن السادسة والثامنة من عمري .

​​​​​​​وبعدها تعرفت على بيروت الحرب وكنا نلتقي بالصحافيين الفرنسيين ونتحدث معهم باللغة الفرنسية عن بيروت ونترجم لهم ما يجري في الأسواق والمدينة فأغرمت بأسواق بيروت أثناء الحرب وعندما قرروا أن يهدموها من أجل إعادة إعمار Solidaire "سوليدير" عندها صدمت وقررت أن أبدأ بتصوير المنطقة عدّة مرات وبتوقيت مختلف ورغبة مني في إعداد فيلم يتحدث عن أثار بيروت. كيف تحولت هندستها؟ وكيف اختفت الشبابيك والأبواب التي تحولت اليوم الى أشباح أبواب وشبابيك من جدار".

وعن التوقيت الذي اختاره من أجل التقاط الصور، قال:"كنت أنتظر بيروت كي تهدأ في الليل لأصورها ، وفي كل صورة قصة مع الأديان والتطور في الأعمال".

​​​​​​​وتابع قائلاً:"رحت أبحث عن بيروتي التي أخاف عليها من الإختفاء لأجدها ومن أهم الصور هي التي تظهر فيها البيوت البيروتية القديمة المهدمة والى جانبها بيت قديم مرمم تقف الى جانبه بناية حديثة التصميم. التي تفسر عن بيروت الجديدة والقديمة والأقدم".

وأضاف:"تابعت في بحثي وأنا أعلم بأنها في تغيير مستمرّ مع اللحظات فصوّرتها من خلال بقع المياه على الأرض لأنها بدورها المياه تتبخّر وتختفي".

ورداً على السؤال: الى أي حدّ نخسر من بيروت مع تطوّر الحضارة؟

​​​​​​​قال:"هناك العديد من الحضور يفضلون بيروت القديمة ومنهم من شاهد الفيلم اليوم وقال لي الشهيد رفيق الحريري صنع فعلا الكثير لبيروت إذا كل واحد منا يرى بيروت من ذاويته الخاصة أنا لا أريد أن أقول بأننا نخسر أو التفكير من الناحية السلبية أردت أن أوعي الناس والشباب والأجيال الجديدة أن بيروت لم تتوقف عن التغيير والتعرّف على هويتها والحفاظ عليها. لأن المدينة هي هويتنا نحتاج الى أن تهدأ المدينة كي يهدأ المواطن وعندما يهدأ المواطن تهدأ المدينة ويهدأ البلد.

  • نشاهد اليوم 3 شاشات تتحدث عن بيروت في 3 حقبات، أخبرنا عن صعوبة إنجاز هذا العمل؟

استغرقت نحو 30 سنة من التصوير خلال الحرب وبعدها والآن بالإضافة الى الأرشيف الذي وجدته وكنت أبحث عنه من 10 سنوات وكان من المهم بالنسبة لي أن أبيّنه.

  • هل من السهل أن تبيع هذا الأرشيف؟

​​​​​​​نعم أبيعه حالياً من صور و أفلام.

  • وهل هناك سوق شرائي لهذه الصور الفوتوغرافية أم الهدف معنوي أكثر منه مادي؟

الهدف مادي ومعنوي وهناك مجموعات كثيرة تباع من قبل هواة يجمعون صورا عن موضوع معيّن.

  • بإحدى المحطات شاركت معك المخرجة نادين لبكي في التمثيل بفيلم "البوسطة"، هل أنت فخور فيها الآن؟

فخور جدا فيها وقدّمت لها الدور الأول في الفيلم ومن وقتها انطلقت في هذا المجال وأنا فخور جدا بها.

  • هل يمكن أن تجتمعا معا في أعمال أخرى؟​​​​​​​

ممكن لما لا.

  • ما زلتما على علاقة طيبة؟​​​​​​​

طبعاً .

  • هل يستفزك نجاح نادين في "كان" إيجابيا؟

هناك الغيرة وهناك الحسد. الغيرة جيّدة تساعدك على التقدّم الى الأمام. نادين عملت معي في البداية وعلاقتنا حميمة جداً وهي أصغر مني وإن تقدمت أنا أيضا أتقدّم في النهاية نحن نساعد بعضنا اليوم السينما اللبنانية أصبحت معروفة من خلال نادين لبكي وفيليب عرقتنجي وزياد دويري.

  • هل شاهدت فيلم كفرناحوم؟

نعم شاهدته أحببته كثيراً، من الصعب أن ينجح فيلم لبناني، فعندما ينجح ويصفق له الناس فهذا انجاز والقضية التي يعالجها الفيلم مهمة جدا تخرج منه لديك نظرة مختلفة للآخرين خصوصا الأطفال في الطريق، وأنا أحب الأفلام التي أخرج بعدها وأنا أفكّر.

  • كلمة أخيرة لموقع الفن.

شكرا لأنكم تتداولون الفن، شكراً.​​​​​​​

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً،إضغط هنا.

​​​