إستطاعت أن تحقق لنفسها النجاح خلال سنوات ليست بطويلة في العمل بمجال التمثيل، ولقد حققت المعادلة الصعبة في التوازن ما بين حضورها الدرامي والسينمائي، وفي الوقت نفسه ترفض العمل بمبدأ الإنتشار وتنتقي أعمالها بدقة وهذا ما يجعلها فخورة بكل أعمالها وليس هناك ما تندم عليه من أعمال قدمتها من قبل.


هي الممثلة ندى موسى، التي تتحدث لـ"الفن" عن تجربتها الإستعراضية الجديدة على المسرح وتحقيق حلمها وحظها في الفن بتقديم أدوار والوقوف أمام نجوم كبار، وعن رأيها في الوقوف أمام الفخراني مرتين، وعن ردها على من يرون خطواتها بطيئة، وعن التصنيفات الفنية والكثير من التفاصيل، حيث كان لنا معها اللقاء الآتي.

في البداية.. ماذا عن مشروعك المسرحي الإستعراضي الجديد "كارمن"؟
سعيدة للغاية بهذا المشروع الذي حقق لي حلم الوقوف على خشبة المسرح وتقديم عمل إستعراضي، وكنت أتمنى تقديم عمل من هذه النوعية منذ بداية مشواري ولكنني إنتظرت الفرصة المناسبة، وحينما عرض عليّ المخرج مراد منير الأمر، وافقت عليه وجلسنا لنحضّر للمسرحية وأتمنى أن تخرج بأفضل شكل ممكن.

ألم يقلققك تقديم عمل إستعراضي مسرحي وخصوصاً أن هذه النوعية من الأعمال صعبة للغاية؟
لست قلقة من هذا الأمر طالما أن مخرج العمل كبير وواثقة من أنني سأكون في أيد أمينة توجهني نحو الصواب، وفي الوقت نفسه الفن مغامرة وإجتهاد والنجاح من عند الله.

ولماذا خطواتك الفنية بطيئة ولا تظهرين في كثير من الأعمال؟
لا أرفض مبدأ الإنتشار ولكن من الضروري إختيار الطريقة الصحيحة التي تجعلني أحقق النجاح ولا تجعلني كثيرة الظهور في أعمال وأدوار قد تخلق نوعا من الملل لدى الجمهور، فأنا إنتقائية الى ابعد الحدود في أعمالي، وفي الوقت نفسه أعيش مرحلة فنية لا تسمح لي بالمشاركة في أكثر من عمل في وقت واحد، الموضوع خطوات وحين أصل لهذه المرحلة سوف يراني الجمهور بأكثر من وجه في الموسم الواحد اذا وجدت الأدوار المميزة.

وهل أنتِ مستعجلة على النجومية؟
لا أستعجل على أي شيء واترك الموضوع للقضاء والقدر، ولكنني في سعي دائم نحو النجاح وتحقيق الأفضل من دون أن أسابق الزمن أو استعجل النجومية في فترة قصيرة، ولكن ما حققته من نجاح في كم قليل من الأعمال وفترة وجيزة يجعلني سعيدة للغاية بمشواري.

وكيف ترين تجربتك الثانية مع الممثل يحيى الفخراني من خلال مسلسل "بالحجم العائلي" في رمضان الماضي، خصوصاً أن عرضه الثاني على الفضائيات بات قريبا؟
سعيدة للغاية بالتعاون مع الممثل الكبير يحيى الفخراني الذي كنت أتمنى التعاون معه بعد تجربتي في "دهشة" وكنت أشاهد أعماله وأنا طفلة صغيرة ولم أكن أتوقع يوما ما أن أقف أمام هذا النجم الكبير الخلوق والإنسان الرائع والفنان ذي الموهبة الكبيرة والذي يتشرف أي فنان بالوقوف أمامه، والحقيقة أنني إستمتعت كثيرا بالتجربة، والحقيقة أنني كل عام في دراما رمضان ومنذ بداية دخولي التمثيل وأنا أنتظر أن يُعرض لي دور ولو صغير بأي عمل مع الممثل يحيى الفخراني، وتحقق حلمي بدور كبير وبمشاهد كثيرة جمعتني معه في "بالحجم العائلي"، ومن قبله في "دهشة" ولكن لم يحالفني الحظ في "ونوس".

ولكن حلم الوقوف أمام الفخراني تأخر مرتين بإرادتك وبغير ارادتك!؟
هذا بالفعل حدث عندما كنت أصور مسلسل "جراند أوتيل" في أسوان لأشهر طويلة، ولم أكن قادرة على المشاركة بأي مسلسل آخر إلى معه، فاضطررت للإعتذار عن مسلسل الفخراني منذ عامين وهو "ونوس"، وحزنت قليلا، ولكنني مؤمنة بالنصيب حتى جاءت الفرصة من جديد ووافقت عليها من دون تردد.

وكيف كان التحضير من الناحية الجسدية بالنسبة لشخصية مدربة الرقص في "بالحجم العائلي"؟
التحضير كان صعباً للغاية وخصوصاً أنني ظللت أتدرب على الرقص وطريقة التصرف بإحتراف شديد، وهذا الأمر تطلب مني أكثر من 120 يوم تدريب متواصل، إلى جانب إتباع حمية غذائية وريجيم قاسٍ لفقدان وزني ليتناسب مع الدور الذي أُقدمه، ولكنني أعتبر الأمر طبيعيا ومعيارا هاما يسير به كل نجوم العالم من أجل الوصول للواقعية في الأداء.

وما رأيك في فكرة التصنيفات الفنية والسؤال التقليدي عن أدوار الإغراء؟
أرفض أي تصنيف فني لأنه يقيد الممثل، والفن مجال منتشر وواسع وتستطيع أن تفتح الكثير من الأبواب لنفسك ما بين السينما والمسرح والدراما من دون الوقوف أمام نوعية أو ادوار معينة، أما الإغراء فالموقف لا يتحدد منه في المطلق، بل إنه يُعرض عليّ السيناريو والدور وأقرأ وأقرر موقفي حسب إختلاف الدور وأهميته بالنسبة لمجرى أحداث العمل، ولو وجدت العناصر متوافرة فيه أقبله واذا لم أجدها لا أقبل، فأنا فنانة وأحب تقديم كل الأدوار والألوان الفنية ولكن من دون إبتذال.

هل هناك أعمال فنية قدّمتِها تندمين عليها؟
الحمد لله.. كل أعمالي التي قدمتها سعيدة بها وليس هناك أي عمل أشعر بالندم عليه أو عدم الرضا، ولكنها خطوات وكلما يتقدم الفنان في العمر ومع كثرة الاعمال التي نقدمها كلما تزداد الخبرة، المهم هو التطور ما بين كل عمل وآخر والإستمرارية لأنها الاهم.

ما بين السينما والدراما نجدك نشيطة ومتوازنة في الظهور هنا وهناك.. ما السبب؟
أعشق السينما والدراما والمسرح، الثلاثة بالأهمية ذاتها بالنسبة لأي فنان وكل شق في الثلاثة له طبيعته الخاصة المختلفة عن الأخرى، وأعترف بأنني كنت محظوظة بأن هناك أدوارا مميزة كثيرة عُرضت عليّ ما بين السينما والدراما لأنه أحيانا تتمنى أن تظهر في السينما وتضطر للغياب لعدم وجود دور مناسب يجذبك، ولكن الحمد لله سعيدة بظهوري في السينما والدراما وتحقيق توازن ما بين الطرفين، وأتمنى أن أستكمل مشواري على هذا النهج من دون غياب عن أي طرف، والأدوار والأعمال المميزة هي التي تتحكم في الأمر.

ختاما.. ما الجديد لديكِ من أعمال فنية؟
لم أستقر على أي عمل جديد في الوقت الحالي، وخصوصاً كان هناك مشروع سينمائي وتوقف قبل أن يبدأ، وبخصوص الدراما لم تتضح الرؤية بعد، وحين تكون لدي أية أعمال أو تجارب جديدة سأعلنها لكم، وأشكركم على المقابلة وعلى جهودكم.