صاحبة صوت مثقف موسيقيا ونجمة مسرحية قدمت على خشبة المسرح عدة مسرحيات غنائية، صوت محترم من الأصوات النخبوية التي تشكل اضافات وقيم سامية في مسيرة الاغنية الشرقية. كارول عون الصوت الذي تعلم اصول الغناء الشرقي في المعهد العالي للموسيقى، تتحدث لموقعنا عن القضايا والاشكالات التي تواجهها في الفن، عبر هذا الحوار.

كيف تنظر كارول اليوم للفن عموما وللغناء خصوصا؟

الساحة الفنية تحتضن اشكالا والوانا من الفنانين، ولكل منهم جمهوره ومكانته، وبدون شك يلعب الجانب التجاري دورا اساسيا في هذا الموضوع من ناحية الانتاج. ولكنني ارى أن الجمهور حاليا بات يتعطش للفن الراقي والغناء السليم.

لماذا كارول بعيدة عن الحضور الفني بالمناسبات؟

لست بعيدة..وبالوقت نفسه لا استطيع التواجد اينما كان، فالفنان الملتزم والاكاديمي له شخصيته الفنية الخاصة.

لاي مدى الالتزام لدى الفنان هو حاجة ضرورية؟

هذا الامر يعود لقناعات الفنان واي فن يقدم؟ فالفن ايضا سوق تجاري فيه الفن التجاري الراقي و المبتذل، المهم برأيي أن يكون الفنان نفسه ملتزما بمبادئه وقيمه ومحافظا على توازنه وتواضعه وطبيعته.

انت من اللواتي قدمن مسرحا استعراضيا، برأيك مثل هذه النوعية من المسرح "انقرضت" اليوم؟

للاسف الشديد يعتبر المسرح من اهم الاصرحة الثقافية في تاريخ الشعوب، و هو المادة التي تؤرشف الحقبات الزمنية. اليوم هذا الصرح بات مهمشا بسبب غزو الثورة الالكترونية والسوشيل ميديا و اعتكاف الكبار وابتعادهم عن المسرح الاستعراضي، ما أوجد حالة من الفراغ وهذا امر خطير جدا.

ماذا تعلمت كارول من المسرح؟

اعتبر عملي على خشبة المسرح من اهم المحطات في مشواري الفني. مرحلة جميلة عشتها بأدق تفاصيلها وتعلمت منها الكثير، تعلمت الالتزام واحترام المواعيد وكان حظي جميلا لانني تعاملت مع عمالقة كبار في الفن المسرحي أثّروا في خبرتي بالمعرفة والاطلاع.

هل لغة المسرح مختلفة عن لغة اي عمل فني آخر؟

اكيد، لانه اولا صلة تواصل مع الجمهور مباشرة، وبالتالي ينال الفنان مباشرة كفاءته من تصفيق الجمهور والثناء على العمل. .

ماذا اعطاك المسرح على الصعيد النفسي؟

حررني من عقدة الخجل وبدّل اشياء كثيرة في شخصيتي.

الاغنية التجارية هي السائدة اليوم على الساحة الغنائية، برأيك هل وصلنا غنائيا الى حالة افلاس؟

شوف، في الفن التجاري اعمال فرحة احيانا لا تشكل حالة سقوط غنائيا ولكن بالمقابل بعض الاغاني التجارية تكون ما دون المستوى، انما في كلا الحالين الجمهور المستمع هو الحكم وبالتالي هذا الجمهور بات اليوم مثقفا وعلى جانب كبير من القدرة على التمييز ما بين الجيد والعاطل.

برأيك هل من عمر محدد لاعتزال الفن؟

ام كلثوم رحمها الله ظلت تغني لآخر رمق في حياتها، فالصوت امانة من رب العالمين علينا الاهتمام به وتدريبه ليكون مطواعا.

التقدم بالعمر لا يؤثر على خامة الصوت؟

ان كان صاحبه حريصا على العناية به، بالعكس العمر يزيده نضجا ويحسن اداءه ويزيل الشوائب عنه.

زواجك من شخصية اجتماعية انمائية لها حضورها على ساحة المتن، هل أثّر على فنك؟

ابدا، زوجي انطوان شختورة رئيس بلدية الدكوانة، محام لامع وابن بيت عريق، وهذا الارتباط زاد من قوة عزيمتي وقدرتي على تكملة مشواري الفني بشرط ان أُحسن الاختيار.

عندما ترتبط الفنانة بشخصية معروفة كما حصل مع الفنانة جوليا ومعك، هل تتقيد ببروتوكول معين؟

ابدا، انما الفنانة الملتزمة تبدا مشوارها الفني ضمن قناعات وضوابط ترسمها هي لنفسها، والسيدة جوليا بدأت رحلتها الفنية بألتزام وطني ولا تستطيع ان تجاري الفن الذي يطرح اليوم.

لاي مدى الفنانة بداخلك موجودة في حضورك الاجتماعي؟

صراحة ولا مرة شعرت بوجودها بعيدا عن المسرح، لانني اتصرف على طبيعتي ومن خلال سلوكي وعفويتي، واترك كارول الفنانة على المسرح. ولكن الفنان الحقيقي يعيش انفعالات نفسية محددة ابرزها الشعور المرهف، القلق، وهاجس النجاح، وهذه امور طبيعية جدا.

هل السعادة حالة حقيقية في الواقع؟

هي شعور نشعر فيه عندما نكون على قناعة بما نحن عليه، فلا نعيش احلام اليقظة والبحث عن المستحيل.

لاي مدى دعم الزوج لخطوات زوجته يرفع من معنوياتها؟

سؤالك في مكانه، فالزوج المتفهم والمحب يبارك عمل زوجته ويدعمها لتحقق شخصيتها كيف بالحال اذا كانت فنانة؟! من الطبيعي ان يكون السند لها.

كارول اين مكانتك الفنية اليوم؟

موجودة في مكانها السليم ولها خصوصيتها لان مجمل الاعمال التي قدمتها كانت بناءة ومحترمة خصوصا الاغاني الوطنية وتحديدا اغاني الجيش اللبناني لان لهذه المؤسسة محبة كبيرة في قلبي.