اعتدنا عندما نذكر اسمها كارول سماحة ان نستحضر في اذهاننا العناصر التالية مجتمعة، الصوت والجسد والروح تترجمها سماحة بالغناء والاستعراض والتفاعل على المسرح.

ابت مهرجانات صيدا ان تنعش ميناء مدينتها الاثرية بامسية متالقة تنبض بالحب. فاختارت كارول سماحة واستعراض تحت عنوان "سفر". عرض لا يقل اهمية عن استعراضات النجمات العالميات اللواتي يتمرنَّ عدة أشهر على اللوحات الراقصة قبل الاستعراض.

جاءت كارول سماحة بعد أقل من شهر لتفتتح مهرجان صيدا بدورته الثانية عند الساعة ٩:٣٠ تماما لا تأخير مع ذوي الاعمال الاحترافية. من مشاهد على مرفأ صيدا، انطلقت رحلتها للبحث عن الحبيب وفيها تتعرف على أشخاص أعطوا للفرح معناً.

الكل ينتظر كارول سماحة، خرجت من تحت مشلح بلون البحر تسافر عبر امواجه مع اغنية يا "مسافر وحدك" أطلت بجامبسوت ازرق براق كحورية بحر.

وتابعت بأغنية "كيف تتركني هيك" وأغنيات رافقتها لوحات استعراضية مبهرة برز فيها السرعة في تغيير الديكور والملابس.

الإحساس كان عاليا بين كارول والجمهور بعد الرقص والغناء والإستعراض يصبح الكلام متعذراً تلهث كارول وتقول:" من جنوب لبنان وشاطئ صيدا اريد أن نقوم برحلة مع الموسيقى مغامرة سنعيشها سويا أتمنى أن تعجبكم". وتابعت بأغنية "مجنونة"، "شلتك من قلبي ". غنّت وملأت مسرح مهرجان صيدا بالموسيقى والألحان والألوان.

رغم ارتفاع الأدرنالين لجأت الى الاغنيات الهادئة لتستقي الطاقة من الجمهور فأبحرت بعيدا حتى ضاعت بعض الكلمات من الذاكرة فكانت أغنيتيّ "خلي عندك امل" و"يا رب دوم".

الحياة سفينة وسفر مع كارول سماحة يربكها شخص يرحل عنها ولا يرحل منها وتصبح في دوامة البحث عنه حتى تفقد نفسها، فتغني له بكل اللغات غنت كارول "هافانا" باللغة الانجليزية وتحول المسرح الى ملهى ليلي بعدها اغنية "حبك حب الروح" سرعة في مطاوعة الديكور مع الإستعراض.

قاطعت الفرقة الموسيقية لتقول بانها في هذا التاريخ من ثلاث سنوات أصبحت أمّ وتريد ان تعايد ابنتها وطلبت من الله يحفظ لها زوجها وعائلتها وتابعت بأغنية "احساس"، "غالي عليي"، "اكتر من اي لحظة " رقصت وابدعت وخطفت الانظار بلوحات عانقت شراعات السفن وتعمقت بعيدا مع السفر.

الإحساس تفجّر بأغنية "" Adajio" وهي أغنية عالمية غناها كبار نجوم العالم ومنهم سامويل باربر، ولارا فبيان ومن لبنان ماجدة الرومي. أبدعت كارول بأداء فاق التوقعات صوتها تخط حدود الأغنيات العادية نقلتنا الى أجواء عالمية لم نعتد عليها في مهرجاناتنا من فنانين لبنانيين وعرب.

عادت ورست سفينتها عند ارشيف داليدا و غنت "سلامة يا سلامة"

وأشعلت الأجواء ببعض من أغنياتها التي رددها المحبون "سهرانين" ، "اطلع فيي هيك" ،" وحشاني الدنيا في بلدي "

واختتمت مع الموال الجبلي للعملاق الراحل وديع الصافي "لبنان يا قطعة سما" و"يا سيفا".

هذا المزيج لا تقدمه إلا كارول سماحة، بين الحب والرومانسية وتنوع اللغات والموال وأعادت ذكرى العمالقة، رحلة أنعشت ميناء صيدا في افتتاح مهرجانها وحملتنا الى عالم السحر والإبداع بأشرعة صيداوية.