في كل مرة نكتب عنها، نستشفّ من فرحها حبا للحياة والتجدد والشباب.

هي التي احتوت بقواميسها مفردات التألق الدائم لتكون خير خلف للعمالقة في الحفاظ على نضارة الاغنية اللبنانية التي ما عادت بألف خير بعد رحيل المؤتمنين عليها ونقصد وديع وصباح وملحم وغيرهم.

نجوى كرم، التي وان كبرت سناً مع السنوات ازدادت خبرة ونضوجاً في خياراتها، أبت إلا ان تكون حديث الرأي العام خلال فصل الصيف من خلال أغنيتها "ياهو" التي حققت انتشارا كبيراً ونسبة استماع عالية.

تحرص نجوى دائما من خلال خياراتها على اختيار "قفشة" تكون من خلال كلمة او صورة لتضفي نوعاً من البهار المستحب على طبقها.

هذه المرة تجسدت القفشة في كلمة "ياهو"، ناهيك عن كلام الاغنية للشاعر نزار فرنسيس الذي يضج حباً وعذابا واشتياقاً لحبيبها ولوعة في الفراق حوّلته نجوى إلى ومضات من الفرح والحب والحركة من خلال لحن الاغنية الذي وضعه عادل العراقي وتوزيع طوني سابا المناسب للأغنية.

الأغنية التي انتشرت بسرعة البرق وحققت نسبة استماع عالية عبر يوتيوب، تخطت 3 مليون مشاهدة وتحولت إلى مثار جدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة انتقاد البعض لخيارات نجوى الفنية.

وأكثر ما يحزننا ان النقد الذي طال الاغنية صادر عن "أرباع" مقدمي برامج لا علاقة لهم بالذوق الفني ولا بالكلمة ولا باللحن ولا بالبطيخ! فعلى الرغم من جهلهم في الدراسة وشهادة الحياة وخبرتها، نجدهم يتطاولون على كبار بحجم نجوى كرم بعبارات سوقية لا يمكن استيعابها او ادراجها ضمن ما يسمى حرية الرأي والتعبير... هذا ليس رأياً ولا تعبيراً والحريّ بهم ان يصمتوا ويستمروا في الاستعراض الاحمق عبر صفحاتهم.

وبرغم النقد، أكملت نجوى الانتشاء من نجاح الاغنية، وعلى غرار "كيكي"، أَطلقت مسابقة للرقص على وقع الاغنية على ان يفوز في النهاية شخصان لحضور حفلها الرائع على مسرح كازينو لبنان. وقالت:" ياهو أحلى رقصة، قصدي من هالمسابقة.. نعيش الفرح مع بعض، نكتشف مواهب حقيقية عندها موهبة الرقص".

وقد انهالت الفيديوهات على نجوى التي استعرضتها على صفحاتها، الامر الذي عرضها للانتقاد، ممن اتهموها بتقليد رقصة "كيكي" التي سبّبت حوادث كثيرة بدلا من ان تختار شيئا افضل. مع العلم ان رقصة "كيكي" هي غاية في الخطورة على راقصيها، في حين ان رقص عشاق نجوى هو في غاية الامان واللطف.

وبعد نجاح هذه المسابقة بإمتياز التي اثبتت قدرة نجوى على التحدي والتواصل مع الشباب، وبناء على طلبهم، عادت وأطلقت مسابقة غناء الراب على الاغنية، وما ان اعلنت الخبر، حتى انهالت الفيديوهات من جديد لتثبت ان نجوى ليست فقط شمساً للأغنية اللبنانية بل هي ايضا شمس للثقافة والتواصل والتأثير في مجتمع الشباب.