تعدشريهانواحدة من أبرز نجمات الإستعراض في مصر والشرق الأوسط، إذ قدمت خلال مسيرتها الفنية العديد من الأعمال الناجحة، وتميّزت بإستعراضاتها المبهرة في الأعمال المسرحية، وكذلك الفوازير الرمضانية في التلفزيون، كما إشتهرت بتمكنها من الرقص والغناء والتمثيل، ولم تستطع أي فنانة أخرى أن تملأ مكانها أو تعوض غيابها عن الساحة الفنية، لتستحق عن جدارة لقب "نجمة مصر الإستعراضية الأولى".


وتُعتبر عودتها الى الساحة الفنية بمثابة قبلة الحياة لجمهورها، الذي تعطش لفنها، الذي إبتعدت عنه منذ 16 عاماً، عاشتها بين المجد والدموع أيضاً.

نشأتها وميلادها
ولدتشريهانبالقاهرة في 6 كانون الأول/ديسمبر عام1964، نشأت وسط أسرة ميسورة الحال والدها يعمل بمهنة المحاماة أما والدتها، فهي ربة منزل وهي الشقيقة الصغرى لعازف الغيتار الراحلعمر خورشيد، كما لديها شقيقتان هماجيهان خورشيدأرملة المعلّق الرياضي فايز الزمر، وهويدا خورشيد والتي كانت متزوجة من المخرج كريم ضياء الدين.

حبها الشديد لفن الباليه، جعلها تسافر لدراسته بباريس بعد إنتهاء دراستها الجامعية في مصر، حيث أصرتشريهانعلى السفر إلى هناك بهدف تلقي الدروس الخاصة بفن رقص الباليه والإستعراض والرقص التعبيري.

عبد الحليم حافظ إكتشفها وهي طفلة
بدأت شريهان تخطو أولى خطواتها نحو عالم النجومية في فيلمها السينمائي الأول "ربع دستة أشرار"، بعد أن إكتشفها العندليب الراحل عبد الحليم حافظ عندما شاهدها بالصدفة مع شقيقها عمر خورشيد، الذي كان في فرقة العندليب الأسمر فلمح بها ملامح النجومية الواضحة منذ ان كانت في الثامنة من عمرها، ومن بعدها بسنوات قليلة بدأت شيريهان بالفعل تسير نحو نجومية واسعة، جعلتها في ما بعد ملكة الإستعراض في هوليوود الشرق.

أعمال ناجحة بين السينما والدراما
قدمتشريهانالعديد من الأعمال الفنية على طوال مشوارها الفني ما بين السينما والدراما والمسرح، أثبتت من خلالها أنها نجمة من طراز خاص، حيث برعت شيريهان في تقديم الأدوار المختلفة فتجدها بالأعمال السينمائية الكوميدية مع الممثل المصري عادل إمام في فيلمهما الشهير "خلي بالك من عقلك"، و"ريا وسكينة" أمام يونس شلبي، كما تفوقت على نفسها في أداء ادوار التراجيدي "كالعذراء والشعر الأبيض"، أمام نبيلة عبيد و"الطوق والإسوارة" و"عرق البلح" و"العشق والدم". أما الأفلام الإستعراضية فكان لها نصيب أيضاً في مسيرتها الفنية، حيث قدمت شيريهان فيلمها الشهير "كريستال وميت فل".
أما بالنسبة للأعمال الدرامية، فقد كانت لشيريهان أكثر من تجربة درامية ناجحة على مدار مشوارها الفني، حيث قدمت مسلسلها الشهير "حسن ونعيمة"، الذي بدأت فيه اعمال الدراما التلفزيونية، و"دمي ودموعي وإبتسامتي"، و"دعوني أعيش" و"المعجزة"، و"بلاغ للنائب العام".
وكان لـشريهانأكثر من تجربة مسرحية تصل الى حوالي خمسة أعمال مسرحية على مدار مشوارها الفني، فهي الإبنة المدللة لفؤاد المهندس في "سك على بناتك"، وهي أيضا حبيبته في "علشان خاطر عيونك"، أما "شارع محمد علي، فكان العرض المسرحي الذي إختتمت فيه مشوارها الفني على خشبة المسرح، أمام الراحل فريد شوقي وهشام سليم.

نقطة تحول
تَعتبر شيريهان أن العام 1985 كان عام الحظ بالنسبة إليها، ففيه دخلت عالمالفوازيرلتصبح في ما بعد، نجمة الإستعراض الأولى في مصر خلال السنوات التي قدمت فيها الفوازير والتي تقارب العشرة أعوام، قدمت خلالها أكثر من تجربة ناجحة جعلتها تتربع على عرش الفوازير لأكثر من موسم، كان آخرها "حاجات ومحتاجات"، ونافست نيللي على عرش الاستعراض لتصبحأيقونة للفوازير، تحاول النجمات تقليدها دائما، فإطلالة شيريهان كانت مختلفة سواء على مستوى الرقص والاستعراض او الملابس والشعر المستعار وحتى الماكياج.

تزوجت مرتين ورُزِقت بابنتين
تزوجت شريهان في بداية حياتها من رجل الاعمال الشهير علال الفاسي، ولكن لم يستمر زواجهما كثيرا حتى بدأت الخلافات بينهما فلم تجد أمامها سوى الخروج من هذه التجربة بقرار الطلاق، ولم تمر فترة طويلة حتى تعلن زواجها من رجل الأعمالعلاء الخواجة، وهو زوج الممثلة والمنتجةإسعاد يونس، والذي كان زواجاً سرياً في بداية الأمر، ولكن بعد فترة أعلنا خبر زواجهما خصوصا بعد وصول الخبر الى زوجته الأولى إسعاد يونس، وأنجبت شيريهان من زوجها إبنتين همالؤلؤةوتاليا، التي أنجبتها أثناء علاجها من مرض السرطان.

حادث سير ومرض خبيث عطل مشوارها
الكل يعلم ما تعرضت لهشريهانمن معاناة شديدة في فترات طويلة من حياتها، ولكنها في كل مرة كانت تتجاوز أزمتها بقوة وإصرار. فقد تعرضت لحادث سير
وفي 24 أيار/مايو من عام 1989، أثناء عودتها من الإسكندرية، كاد أن يقضي على حياتها بالفعل، وتسبب لها في إصابات بالغة الخطورة وكسور في العمود الفقري، فسافرت على الفور إلى فرنسا، لإجراء عدة عمليات متتالية، وصل عددها إلى 30 عملية، وتركيب 40 مسماراً في عمودها الفقري، وإلزامها بارتداء قميص من "الجبس"، وهو شيء صلب وقاسٍ يشبه الدروع الواقية، وإذا خلعته كانت تشعر بتفكك مفاصل الظهر، وعنه قالت في حوار صحفي: "أصبحت كلعب الأطفال التي لا تعمل إلا بالبطاريات وبطارياتي هي هذا الحزام".
نجحتشريهانبفضل عزيمتها القوية أن تختصر مدة علاجها، فاستطاعت الوقوف على قدميها بعد 14 يوماً فقط بدلاً من شهر، لدرجة أبهرت الأطباء المعالجين لها، على حدّ تعبيرها، لكنها استمرت في الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي لمدة 14 شهراً من أجل تليين العظام، وخصوصا بعد زرع 3 فقرات في عمودها الفقري. وقد تردد أن هذا الحادث مدبر من قبل عائلة الرئيس المصري السابقحسني مبارك، بسبب شائعات انتشرت عن علاقة بينها وبين نجل حسني مبارك، ما جعل والدته تفكر في التخلص منها، ولكن شيريهان خرجت وقتها لتنفي كل ما تردد حول هذا الأمر.
لم تقف معاناة شيريهان عند هذا الحادث اللعين، اذ انها اكتشفت بعد ذلك إصابتها بمرض السرطان عام 2002، حيث أصيبت بـمرض السرطانفي الغدد اللعابية وهو من أشرس أنواع السرطانات، والذي لا يصيب عادة إلا واحد من بين كل 10 ملايين إنسان، ما رتب عليها ضرورة السفر إلى فرنسا لبدء رحلة جديدة من المعاناة. حيث خضعت شيريهان لعملية جراحية خطيرة لإستئصال الورم استغرقت حوالي 18 ساعة، تم استبدال عضلة من الخد الأيمن والغدة اللعابية، لتخضع بعد ذلك لعدة عمليات تكميلية، يقال إنها بلغت حوالي 100 عملية.
غابت عن الأضواء منذ ذلك الحين، واكتفت بالتواصل مع أصدقائها المقربين من الساحة الفنية عبر المكالمات الهاتفية والزيارات الخاصة في المناسبات فقط، ولكن فترة مرضها جعلتها تتصالح مع ضرتها المنتجة إسعاد يونس حتى باتت تجمعهما علاقة صداقة قوية، منذ تلك الأزمة وحتى وقتنا الحالي.

عودتها بعد غياب 16 عاماً
لم تجدشريهانفرصة للظهور مجددا أفضل من ثورة كانون الثاني/يناير عام 2011، لتظهر مجدداً وسط صفوف الشعب المصري لتنادي برحيل النظام، وتشاركته فرحته فور الإعلان عن رحيل نظام حسني مبارك.
وعادت مجددا للوقوف على خشبة المسرح من خلال مشروع مسرحي ضخم كانت قد أعلنت عنه عام 2017، بالتعاون مع شركة العدل غروب، على أن تقدم مجموعة عروض مسرحية تعرض عبر شاشة DMC المصرية خلال عام 2019، وبدأت في تصوير أولى مسرحياتها وهي "كوكو شانيل" وأيضاً مسرحية "حتشبسوت"، لتعودشريهانالى جمهورها مجدداً، بعد غياب 16 عاماً.

شاركت في مزاد عالمي لصالح متضرري إنفجار المرفأ في بيروت
شعوراً منها بضرورة المساهمة في مساندة المتضررين من إنفجار ​مرفأ بيروت​، الذي وقع يوم 4 آب/أغسطس عام 2020، تصدرتشريهانقائمة المتبرعين بقطع ومقتنيات إستثنائية في مزاد خيري تقيمه ​دار سوذبيز​ العالمية، بالتعاون مع 5 من المؤسسات الخيرية اللبنانية.
وإختارت الدار شريهان للمشاركة في المزاد بفستان حريري، ساهمت في تصميمه وإرتدته في فوازير رمضان "ألف ليلة وليلة" عام 1987 وذيلته بإمضائها.
وشارك في المزاد بجانب شريهان، الفنانة اللبنانية ​ماجدة الرومي​، الممثلة الأميركية ​إيما ستون​، عارضة الأزياء نعومي كامبل، الفنان البريطاني داميان هيرست، والفنانة البريطانية جيري هاليويل.