"تراب الماس"، أحدث افلام الممثلة منة شلبي التي بات اسمها وحده يكفل جودة العمل، فهي صاحبة الخِيارات الجيدة التي لا يعنيها التواجد ولا حجم الدور بقدر ما تهتم بالقيمة الفنية التي يحملها العمل.

ومؤخرا، احتفلت منة وأسرة فيلم "تراب الماس" بالعرض الخاص للعمل، وموقعنا التقى منة شلبي والممثل الذي شارك في بطولة العمل أيضاً آسر ياسين، والكاتب أحمد مراد والمخرج مروان حامد. وكان لنا معهم الحديث التالي:

الممثلة منة شلبي:

في البداية حدثينا عن شخصية سارة، وكيف قمت بالتحضير لها؟
التحضير بالنسبة لي هو حفظ الشخصية بكل تفاصيلها. في البداية تكون هناك جلسات عمل تجمعني بالمؤلف والمخرج من أجل الاتفاق على ملامح الشخصية والتفاصيل الدقيقة كيف تتكلم كيف تمشي وكيف يكون احساسها تجاه شيء معين حتى أصل الى صورة محددة ومفصلة حول الدور.

ماذا عن تجربتك الجديدة مع المخرج مروان حامد، كيف تجدين العمل معه؟
يمكن تلخيص الاجابة في كلمة واحدة وهي ،Hard worker فهو مخلص لعمله كثيرا ويعرف ما الذي يريده من الشخصية، وهذا أمر مريح للممثل الذي يعمل معه، ولا أنكر أنني اكتشفت اشياء بداخلي كممثلة من خلال العمل مع مروان، وهذا ثاني عمل يجمع بيننا بعد "الاصليين".


تظهرين في الأحداث بشكل مختلف تماما، حدثينا عن الأمر؟
هذا الشكل يعود إلى مصممة الملابس ناهد نصر الله فهي واحدة من اهم مصممات ازياء السينما، فهي لها الفضل في ظهور سارة بهذا الشكل بالإضافة الى انني اكتسبت بعض الوزن مما ادى لظهوري بشكل فاجأ جمهوري.



الممثل آسر ياسين يقدم شخصية طه حسين الزهار، مندوب المبيعات في شركة ادوية، تتغير حياته بسبب وفاة والده ويكتشف أن القتلة هم مجموعة من رجال الأعمال وهي شخصية جديدة لآسر.

الرواية حققت نجاحا كبيرا، فهل هي السبب وراء قبولك للفيلم؟
قرأت لأحمد مراد العديد من الروايات منها "موسم صيد الغزلان" و"فرتيجو" وغيرها، إلا ان تعلّقي بالسيناريو جعلني اقرر ألاّ اقرأ الرواية لأنني أعلم بأن هناك بعض الاختلاف وذلك حتى لا يكون هناك اي تشتت.

هل تعلمت الدرامز من أجل الشخصية؟
بالتأكيد لانني أحب أن اسير دائما تبعا الى معايير النجوم العالميين واحب ان اتعلم كل جديد والأدوات التي اعتمد عليها في الأدوار كي تكون هناك مصداقية للشخصية التي اقدمها.


ما هي المشاهد الصعبة في الفيلم؟
الصعوبة بالنسبة لي كانت في ان يتعاطف الجمهور مع شخصية طه حتى بعد تحوله الى قاتل،
فالمشاهد كلها لم تكن سهلة على الإطلاق، ولا أنكر أنني كنت اذهب الى منزلي واحاول الشعور بالأمان وسط اسرتي التي تشكل لي المنطقة الآمنة.

التقينا ايضا بالمخرج مروان حامد مخرج العمل والذي من فيلم لآخر يؤكد على مكانته بين مخرجي جيله .

في البداية وبصراحة، ما رأيك في فكرة الفيلم باسترداد الحقوق عن طريق أصحابها وليس عن طريق القانون.. والنهاية تُنصف صاحب هذا الفعل؟
هناك جملة مكتوبة في بداية الرواية تقول: "أظلم الأوقات في تاريخ الأمم هي الأوقات التي يؤمن فيها الإنسان بأن الشر هو الطريق الوحيد للخير"، وهو ما يدل على أن الفيلم يدين ذلك، ويدين فكرة تحقيق العدالة عن طريق اَخر غير القانون، أو عن طريق صاحب الحق بنفسه من خلال الانتقام، وأن هذا الفعل لن يغير المجتمع للأفضل.

كيف توقعت ردود أفعال الجمهور؟
لا أميل لفكرة التوقع ولكن الحمد لله، بعدما كنت اشعر بقلق شديد من رد الفعل وكل ما كنت اتمناه ان يكون الفيلم جيدا ويعجب الجمهور ويحقق ايرادات جيدة، اجد ان ردود الافعال مرضية كثيرا.

وماذا عن التغييرات الطارئة على الفيلم والغير موجودة في الرواية؟
كان من الطبيعي أن تحدث هذه التغييرات لأن المجتمع تغير خلال الـ8 سنوات الماضية، وما كان يحدث في الـ 2010 لا يحدث الاَن، ومن ضمن هذه التغييرات تحديث شخصية الإعلامي "شريف مراد" الذي كان يعمل في الرواية "ناشطا سياسيا"، وكان لابد من تغييره لأن هذه الوظيفة غير مطروحة الان على الساحة، لكن تم الاستقرار على أن تكون شخصية مؤثرة مثل الناشط السياسي والأقرب لها هو الإعلامي مما يعتبر تطوير في الشخصية وليس تغييرها بشكل صريح.

الفيلم مليء بالمشاهد الصعبة، كيف قمت بتنفيذها؟
بالفعل كان هناك العديد من المشاهد الصعبة كالاغتصاب والقتل وانتشار المرض بعد تناول تراب الماس، ولكنني قررت ان اتناول ذلك من خلال الإيحاء وليس بشكل مباشر فيمكن القول إنني اعتمدت على خيال الجمهور ومن أنشأ هذه القاعدة السينمائية هو المخرج الفريد هيتشكوك من خلال المشهد الأشهر الذي قام فيه القاتل بطعن البطلة عدد من الطعنات في فيلم "psycho" من دون تصوير طعنة واحدة.

"فيرتيجو" و"الفيل الأزرق" وأخيرا "تراب الماس"، كلها روايات ناجحة للكاتب أحمد مراد تحولت لأعمال فنية واستطاع بتراب الماس ان يحقق نجاحا كبيرا على مستوى الرواية والفيلم ايضا.

هل عند كتابة رواياتك تقرر تحويلها الى أفلام أم يكون الأمر صدفة؟
أنا لا أختار تحويل رواياتي إلى أفلام ومروان حامد هو الذي يطلب ويسعى لذلك، كما يطلب مني أيضاً كتابة السيناريو الخاص بأي فيلم يتم تنفيذه سوياً، وإذا طلب مني مروان في أحد المرات أن يكتب شخص اَخر مثل "وحيد حامد" على سبيل المثال، سوف أقيم حفلا لأن أحد الكتاب الكبار سيضع اسمه على فيلم روايتي! وما أقصده، أن هذا الأمر يرجع في النهاية لاختيار المخرج وليس فرضاً ولا أشترط كتابة الفيلم لأنني صاحب الرواية.

غيّرت كثيرا في تفاصيل الرواية من أجل الفيلم، لماذا؟
لأن جمهور السينما مختلف عن قراء الرواية فجمهور السينما شريحة كبيرة جدا من المجتمع بفئات عمرية مختلفة وهو ما يجب مراعاته عن تقديم عمل سينمائي.

تصنيف الفيلم +18 ، هل ازعجكم كصناع للفيلم؟
بالعكس تماما لأنه تنبيه حتى لا يدخل احد العرض الخاص بالفيلم ويشعر بالانزعاج لعدم التنويه بأن الفيلم قد يحتوي على مشاهد أو الفاظ غير ملائمة لمن هم اقل من 18 عاما، ولكن اثناء العرض الخاص للفيلم كانت معي ابنتي وعمرها 13 عاما، ولم أشعر بأي خجل امامها.

ما هو جديدك خلال الفترة المقبلة في عالم الروايات أو الأفلام؟
أحضّر لمشروع سينمائي جديد بالتعاون مع مروان حامد، ولن أدخل خطوة الدراما مرة أخرى بعد "فيرتيجو" خلال الفترة المقبلة.