تتنقل المهرجانات في المناطق اللبنانية حاملة معها اجواء الفرح والغبطة للمقيمين في المناطق والوافدين اليها من مناطق اخرى وايضا من الخارج، للتمتع باجواء سهرات لبنان التي تمدّهم بالطاقة الايجابية التي يحملونها معهم الى السنة المقبلة حيث تبدأ جولات جديدة من هذه المهرجانات التي باتت تقليدا سنويا ومحطة فرح و"تغيير جَوّ"، ينتظرها كل من يحملون فرح الحياة عنوانا لن يدفعهم اي ظرف او احد للتخلي عنه.

هذه المرة حلّ رِحال السهرات في المدينة الساهرة على صوت وخرير مياه البردوني، التي كانت تنتظرها ليلة جميلة من انتاج Ice Production، تضاف الى جمال وسحر سهراتها المميزة، بطلاها كل من "غي مانوكيان" والفنان "أبو".

كُثُرٌ هم من ينتظرون اطلالات العازف والمؤلف الموسيقي المميز "غي مانوكيان"، وامام حشد كبير من الحضور، أطلّ ورحّب بالحضور وانطلق بحفله على وقع عزف "سهرة حب لام كلثوم"، ثم "نوال" ثم" طلعت يا ما احلى نورها"، لينضمّ اليه الفنان المصريّ المميز "أبو"، الذي عرف شهرة كبيرة بعد اطلاقه اغنية "3 دقات".

"أبو" غنى "حلوة يا بلدي" و "مالي شغل بالسوق"، و"سيدي منصور" و "3 دقات".

وقال غي "ما فينا ما نذكر زكي ناصيف"، ليعزف له اغنية " نقيلي احلى زهرة".

وأبدعت الاوركسترا المرافقة لـ غي وأبو، في معزوفاتها الجميلة وموسيقاها المتقنة، وهي مؤلفة من : هادي عيسى على الكيبورد، جان بيار مطر على الغيتار الالكتروني، فؤاد عفرة على الدرامز، طوني على البزق، دافيد على القانون، وعلى البزق ريشار فواز، جورج صقر على الطبلة، وعلى الدربكة عازف ارميني يواكب غي منذ سنوات طويلة، اضافة الى 8 عازفين على الفيولان.

غنى الكورال "يا رايح وين مسافر" و "كان عنا طاحون"، ثم غنى "أبو" اغنية جديدة بعنوان "حتيجي" ، ليغني "غي" "نسم علينا الهوى"، بما تحمله هذه الاغنية من قيمة ومعنى في قلوب الجميع، وقد احسن اختيار هذه الاغنية لينهي فيها هذه السهرة الجميلة في ربوع عروس البقاع، زحلة. فيما غنى "ابو" اغنيته الشهيرة التي لا يمل الجمهور من طلبها، "3 دقات"، غناها اكثر من مرة في هذا الحفل.

جَوّ "غي مانوكيان"، على المسرح كان جميلا جدا وحماسيا، و "أبو"، لفت الجميع بحضوره اللطيف والمحبب وخفيف الظل، وقد عبّر عن سروره بالحضور الى زحلة لاول مرة. " لقد فرحت كثيرا هنا وامضي اوقاتا جميلة كما انني احب كثيرا الطعام اللبناني". وهنا قاطعه "غي" ليقول له انه من غير الممكن ان يزور زحلة ولا يغني "باللبناني". فلبى طلبه وغنى "عايشة وحدا بلاك" و "كان عنا طاحون"، التي غناها بشكل جميل جدا.

كانت حفلة جميلة وموفقة في ظل وجود عدد كبير من الوافدين من خارج مدينة زحلة لحضور هذه الليلة المميزة، التي لم تخلُ من تمرير بعض الرسائل التي تحكي بلسان الناس الذين ملَوا الظروف التي يمر بها البلد، حيث قال "غي" ان من الامور الجميلة جدا التي يشهدها لبنان هي هذه المهرجانات في المناطق، فيما الامور الاخرى ويقصد السياسة، فهي ليست بوضع جيد كالذي تشهده المهرجانات.

مضيفا ان الجمهور الذي حضر مهرجان طرابلس كان جمهورا رائعا في ظل حفل " كسّر الارض"، الا ان احلى جمهور هو جمهور زحلة. ليهبّ الناس الى الرقص والهيصة والتعبير عن الفرحة العارمة. واضفى عازف الطبلة جورج صقر اجواء رائعة مميزة وحماسية على هذه السهرة التي رقصت زحلة على ايقاعها، اذ انه حمل الطبلة وتنقل فيها بين الناس على انغام " يا عين موليّتين"، ما جعل الكبير والصغير يرقص الدبكة فرحا وانسجاما مع الاجواء الجميلة الطاغية على الحفل.

وكان غي قد تمنى امام الجميع لو انه ينتقل للعيش في زحلة لان فيها ما ليس موجودا في كل لبنان الا وهو الكهرباء! كما اعتلى ولداه المسرح، حيث قدمهما الى الجمهور وهما جميلين جدا وصغيرين، مصرّحا للحضور انه يرى عائلته الثانية اكثر من عائلته الاولى قاصدا الفرقة الموسيقية التي عرّف الجمهور عليها فردا فردا.

لا شك في ان هذه السهرة الجميلة في ربوع زحلة والتي كانت من انتاج Ice Production، سوف تبقى راسخة في قلوب وذاكرة من حضروها لمدة غير قصيرة من الزمن.