منذ إنطلاقتها، شاركت في أعمال مهمة وجماهيرية، فأدت أول أدوارها في مسلسل "لعنة الطين" عام 2010 بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.


من أهم أعمالها "باب الحارة" و"نساء من هذا الزمن" و"صرخة روح" و"عناية مشددة" و"بقعة ضوء" و"فرصة أخيرة" و"الإمام بن حنبل" و"القربان" و"زمن البرغوت".
الممثلة السورية عهد ديب، حلّت ضيفة على موقع "الفن" في هذا الحوار.

لنبدأ بجديدك..ما هو؟
آخر مشاركاتي الدرامية كانت في مسلسل "أولاد الشر" الذي لم نستكمل تصويره للأسف، بسبب ظروف تتعلق بمخرجه طارق سواح وبالشركة المنتجة.

خلال التصوير، انتشرت أقاويل عن خطوبتك من الممثل اللبناني مايكل كبابة، ماذا تقولين عن ذلك؟
هذه الأقاويل شائعة انتشرت أثناء تصويرنا أحد مشاهد مسلسل "أولاد الشر" بتاريخ الأول من نيسان والذي تصادف فيه "كذبة أول نيسان"، حيث أؤدي فيه دور عشيقته، وبحكم الشخصية هناك مشاهد رومانسية تجمعنا، فتم التقاط الصور حينها لنجد انها انتشرت على الصفحات والمواقع الفنية، فقيل إننا نحتفل بخطوبتنا، "قطعولي بنصيبي"! (ضاحكة).

وكيف تعاملتِ معها؟
تعاملتُ معها بطريقة عفوية كون جميع الممثلين معرضين لمثل هذه الشائعات، ليتّضح لاحقاً أن الخبر كاذب والصور من كواليس العمل. انا تربطني بمايكل علاقة صداقة وهو بمثابة أخ عزيز.

تميلين إلى الأعمال البوليسية، ما السبب؟
أحب الأعمال التي تندرج ضمن نوع الأكشن وتتضمن إثارة وتشويقا في قصة جديدة وغير تقليدية، ودائماً عندما أبدأ بقراءة نص أتمنى أن يحتوي كل ما هو جديد وخاص، لأنني بطبيعتي أحب المغامرات، ولهذا السبب يقال في الوسط الفني إن عهد جريئة بأداء الأدوار.
موضوع الأدوار نصيب وحظ، والممثل لا يقرر ما يريد تجسيده، لكن عموماً لعب أدوار جريئة عزز عندي القدرة على خوض مغامرات أكثر.

برصيدك كم جيد من الأعمال الشامية، هل تميلين لهذا النوع؟
عموماً أحب المشاركة في أعمال البيئة الشامية كونها متابَعَة من قبل الجمهور الذي يحب الحدوتات الشامية البسيطة، رغم أنها أحياناً لا تشبهني و لا تشبه طموحاتي الفنية.
الممثل لا يدرك قبل العرض مدى نجاح العمل أو مدى نجاحه في الشخصية التي يلعبها، وأحيانا نفاجأ بنجاح عمل لا يُتوقع له هذا القدر من الإقبال الجماهيري والعكس صحيح.
سبق وتوقعنا نجاح أعمال ضخمة لم تحظ بقبول من قبل الجمهور، فمن يقرر نجاح العمل أولاً وأخيراً هو الجمهور، التقييم الأول والأخير له، لا النص ولا الممثل ولا المخرج هم من يقررون ذلك.

لعبتِ شخصية "خيرية" في "باب الحارة" بدلاً من الممثلة إمارات رزق، ألم تتخوفي من المقارنة بينكما؟
صحيح، لكن عندما عُرض عليّ الدور بعد اعتذارها عنه، اتصلت بها واستأذنتها قبل الموافقة على المشاركة.
تخوفتُ بدايةً من المقارنة، لكن بعد أن قدمت الدور وعُرض على الشاشة، شعرتُ أن كلاً منا قدّمت الشخصية بروحها وبشخصيتها وعلى طريقتها الخاصة، وأعتقد أن الجمهور شعر بذلك.

ما الذي جذبك للمشاركة في هذا العمل؟
كان لي الحظ بالانضمام لأسرة "باب الحارة" إذ لا يمكننا أن ننكر بأن العمل جماهيري ويحظى بنسبة متابعة عالية جداً داخل سوريا وخارجها، وتحمستُ لأداء الشخصية.

هل أنتِ مع استمرار العمل؟ وهل ستستمرين فيه؟
العمل قدّم لي الكثير وحقق لي انتشارا أكبر بين الجمهور السوري والعربي، وعن استمراريتي بالعمل، لم يتم حتى اليوم التحدث معي بشأنه وفي حال كان للدور استمرارية وكان النص جيدا، لما لا.
سبق وقلت إني لستُ من دمشق وأكثر العوائق التي كانت تقف أمامي هي اللهجة الشامية الثقيلة التي تحتاج إلى انتباه شديد في تأديتها.
وسبق وقلت إن اللهجة الشامية صعبة قليلاً بالنسبة لي كوني ابنة محافظة حمص، لكن مع التدريب والممارسة والحفظ والمتابعة تخطيت هذا الموضوع، وأرى بأنها ليست مجرد لهجة وإنما تبني لشخصية هذه البيئة، لهذا السبب عانيت بالبداية كونهم كانوا حريصين جداً على اللهجة وشددوا كثيراً على إتقانها، مع أنني عملت قبله بمسلسلات شامية كـ"الدبور" و"زمن البرغوث" وغيرهما، لكن كان لـ"باب الحارة" خصوصية كون اللهجة الشامية المحكية ضمنه ثقيلة جداً، ليس فقط بما يتعلق باللهجة وإنما أيضاً بشخصياته فهي شامية خالصة سواء في الحركات أو طريقة التعامل مع باقي الشخصيات، ولهذا السبب تعرضت بداية لصعوبات بما يتعلق بهذا الأمر.

بعد سنوات من العطاء، لم تحصلي على دور بطولة، ما السبب؟
أفكر بطريقة خاصة في هذا الموضوع، فلا أرى أن الممثل يجب أن يصعد بشكل سريع ويحصل على أدوار بطولة مطلقة وإنما أؤيد فكرة الصعود خطوة خطوة كي تتمكن قدراته واسلوبه، ويصبح قادرا على استيعاب النص وفهمه ثم تقديمه بطريقة صحيحة.
لا أعتقد أنه أمر صحي أن يحصل الخريج أو الممثل الجديد فوراً على دور بطولة أو حتى على دور أساسي لأن الخبرة وتراكم الأعمال تفعّلان أداءه بالطريقة الصحيحة وتُثقل مهاراته.
وعلى الصعيد الشخصي، أجد أنني حصلت في بداياتي على فرص صغيرة بالحجم لكنها تمكنت من ترك أثر جميل وعلمتني وساعدتني على التطور.

ما الأدوار التي استمتعت بأدائها؟
دوري في "نساء من هذا الزمن"، هذا المسلسل من أكثر المسلسلات قرباً مني وله خصوصية ومحبة كبيرة في قلبي، فالشخصية التي أديتها تشبهني إلى حد كبير، وكان بمثابة قفزة لي وقدّم لي الكثير سواء على الصعيد الإنساني أو المهني، وكان أول دور أساسي ألعبه، وهنا أود أن أتقدم بالشكر من كل قلبي لعرابي وأستاذي أحمد إبراهيم أحمد ،الذي منحني هذه الفرصة وساعدني كي أنجح بتقديم الدور، وأيضاً ست الكل أمانة والي التي أعتبرها بمثابة أم حنونة فهي أستاذة لا تبخل علينا بخبرتها وعطائها، ساعدتني ووقفت إلى جانبي وقدمت لي الكثير على الصعيدين الإنساني والمهني.

وهنا لديّ عتب كبير على بعض الممثلين الكبار الذين لا يمدون يد العون للممثل الذي يبدأ بشق طريقه، وبالمقابل هناك نجوم عندما نتعامل معهم ندرك تماماً كمية عطائهم، وأتمنى عليهم أن يوجهوا الممثل الذي يصغرهم سناً وخبرة فهو بأمس الحاجة لقدوة، وأعتقد أن هذا الموضوع هو من أحد أدوار الجيل الأسبق.

قلتِ بأن هناك الكثير من الفقاعات التي سرعان ما تفرغ ولا تستمر.. فهل تلك الفقاعات مستمرة بالانتشار برأيك؟
هناك الكثير من الدخلاء على التمثيل وأشخاص ليس لهم أي علاقة أو ارتباط بالمهنة يعتمدون فقط على علاقاتهم الشخصية أو شكلهم الخارجي، لكن بالنهاية التمثيل هو من أصعب المهن والفنون ويعتمد على الصدق والإحساس وتطوير الأدوات والثقافة والتعمق والقراءة.
أما هؤلاء من يمتلون فقاعات، فهدفهم الأول والأخير هو الظهور على الكاميرا والشهرة، وطبعاً مصيرهم السقوط بعد أول عمل لانعدام الموهبة وعدم إيمانهم بالفن أو اقتناعهم بما يقدمون.
عددهم مؤخراً في تزايد مستمر وأعتقد أن هذه الظاهرة موجودة في كل عصر، وفي الأخير لا يصح إلا الصحيح، والممثل هو من يدرك ما يريد ومن يمتلك هدفاً إنسانياً وفنياً، ولهذا السبب أحبذ مبدأ صعود الممثل خطوة خطوة.
الفقاعات موجودة لكنها سرعان ما تنطفئ لاحقاً بالتأكيد.

هل من الممكن أن تتجادلي مع مخرج في دور ما؟
عموماً أحاول تقديم وجهة نظري للمخرج بأي دور أقدمه، هناك بعض المخرجين يتفهمون هذا الموضوع، بينما كثر لا يقبلون أي وجهة نظر غير رؤيتهم، وعليّ التماشي مع هذا الموضوع، لكن عندما يكون الموضوع خاطئ ويتسبب بالضرر للشخصية فبكل تأكيد أفرض رأيي.
انا أحاول ألا أكون مشاكسة قدر الإمكان، لكنني أؤكد أن وجهة نظر الممثل تكون أفضل أحياناً من رؤية بعض المخرجين الذين لا يفقهون أدنى أساسيات المهنة ولا يمتلكون الثقافة الكافية، وهذا الأمر مستفز ويضطرني إلى ارتكاب المشاكل.

وما رأيك بالجرأة المقدمة في الدراما السورية؟
أعمال الدراما السورية جريئة "من يوم يومها"، فهي تطرح مشاكل مهمة وجريئة وتحمل كماً كبيراً من الخصوصية، الأمر الذي يتطلب دراسة عميقة، وهي دائماً السبّاقة بتناول المشاكل الاجتماعية، ومن أسباب نجاحها هو طرحها للمشكلات الحساسة، لكن هناك فرق كبير بين الجرأة والوقاحة، بين تقديم عمل جريء وتقديم عمل مبتذل ورخيص، وأيضاً هناك طريقة إنسانية لتناول هذه المشاكل وطريقة علمية، فالأعمال الجريئة تتطلب ثقافة عالية وعلم واختصايين لأن حساسيتها تكمن ليس بتقديم المشكلة فقط وإنما بإيجاد الحل والنصيحة أيضاً.

ما هي المشكلات التي يعاني منها الممثل السوري اليوم؟
مشاكل الممثل السوري كبيرة، خصوصا في ظل هذه المرحلة التي نعيشها، والتي من أهم ما تشهده، عدم وجود شركة إنتاج راعية أو داعمة مالياً.
أحياناً يضطر الفنان أن يشارك في أعمال سيئة ومبتذلة على اعتبار أن التمثيل مصدر رزق وعيش للممثل ولعائلته، والفنان السوري أيضاً يعاني اليوم من قلة الاحترام والتقدير له ولفنه وهنا لا أريد التطرق إلى موضوع محاربة أعمالنا في الخارج وانعدام التسويق.
وأيضا لدينا أزمة نص ومخرجين وعلينا أن نعالج تلك الأمور بأقصى سرعة كي تعود الدراما السورية أقوى من السابق.

أنتِ من الفنانات القلائل اللواتي لم يذهبن نحو التجميل، ما السبب؟
نسبة قليلة جداً من الفنانات وحتى من الفنانين لم تخضع للتجميل وهذا الموضوع شخصي بالطبع.
من وجهة نظري هناك تجميل مهذب وطبيعي، وهناك تجميل مبالغ فيه وزائد عن حده، وللأسف نرى اليوم ضمن أعمال البيئة الشامية أشكال غريبة وفضائية ما يقلل من مصداقية العمل بالنسبة للجمهور، بالطبع هناك أعمال تتطلب أشكالا جميلة.
أنا مع التجميل البسيط المهذب الذي يعطي الصدق والجمال للشكل وللروح، وهناك تجميل يشعرك وكأن كتلة من السيليكون تسير على الأرض، وهذا الأمر يتسبب بالقبح للشكل الخارجي والفني للشخص.

ماذا عن موضوع الزواج؟
موضوع الزواج قسمة ونصيب، دائماً الحب يشغل قلبي وتجمعني علاقات صداقة جميلة ومتينة بأشخاص يملؤون الفراغ العاطفي.
وحالياً لا أعيش أي قصة حب وأتمنى أن أجد الشخص الذي أرتبط به بعلاقة حقيقية، وأبحث دائماً عن الرجل المثالي والحقيقي الذي يشبهني ويكملني.

حدثينا قليلاً عن هواياتك.
هواياتي السباحة، أحب ممارستها باستمرار، إضافة إلى التسوق وشرب المتة.