في زمن الانفلات من كل الضوابط والعشوائية التي تغلب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بات بإمكان اي كان ان يعبّر عن رأيه بقلة او كثرة ادب، لا يسعنا الا تصويب بعض التصاريح الهجينة التي وان دلّت على شيء فعلى عُقد وامراض ذهنية ونفسية في الوقت ذاته.

من غير المسموح اليوم الانفلات الحاصل على مواقع التواصل من دون حسيب أو رقيب، خصوصاً الاستفحال الحاصل في الاراء الحاقدة والناقمة والمريضة تحت راية حرية الرأي والتعبير. لا ثم لا ومئة لا!! هذا ليس تعبيرا عن الرأي، بل هو نوع من الجنون والغباء وقلة الادب و"الشوارعية"، اذا صح التعبير.

بعد الضجة التي اثارتها النجمة إليسا من خلال اعلانها عن اصابتها بمرض سرطان الثدي وتغلبها عليه، وذلك من خلال كليب أغنية "الى كل اللي بحبوني" الذي احدث ضجة كبيرة وحملة من المحبة تجاه النجمة، طالعتنا بعض أصوات النشاز التي لا هيبة لها ولا اعتبار على الاطلاق لتصب كل غضبها على النجمة إليسا مستخدمة ألفاظاً شارعية لا تليق بشاعريتها.

نعم... فقد أثار الشاعر أحمد ماضي حالة من الاشمئزاز بعدما غرد رداً على فانز إليسا وقال :"انو كيف الواحد بيخلص من فانزات ملكة الحسن والدلال! هلكوا ديني كل شوي واحد بيكتبلي ع القليلي قلا الحمدلله على السلامة". انو شو بقلها سلامة بزك مثلا؟ لا بدي قلا الحمدالله على السلامة ولا اللهلا يقيمك... بدي تحلو ا عن طي... وبس!!

في البداية نعتذر من قرائنا الاعزاء على ما احتوته هذه التغريدة من عبارات خادشة للحياء والهيبة والانسانية والمرض.

أوردناها لنظهر هذه النفوس التي تستحق الشفقة والعلاج والمتابعة بدقة. لا يمكن لعقل بشري ان يتصور مدى فداحة المكتوب وليس دفاعاً عن إليسا.

الشاعر يا احمد، لا ينزلق الى هذه اللغة الواهمة الشوارعية التي لا تليق بك ولا بأعمالك الفنية.

في الماضي، كان الملوك والامراء، وحفاظا على هيبة المملكة يحيطون أنفسهم بالشعراء من منطلق انهم من كبار القوم في الخلق والدماثة والثقافة وحسن التصرف والكلام، اما اليوم فنقول "حقا اللي استحوا ماتوا"...

وإلى احمد نقول عد إلى صوابك ورشدك الشاعري كي لا ينطبق الاسم "ماضي" على مسمى الحاضر وتصبح في خانة النسيان. فالشاعر قبل ان يكون شاعراً هو كتلة من الاحساس ومن يملك ذرة من الاحساس لا يتفوه بحرف مما جاء في تغريدتك. اعتذر ليس ضعفا انما كبراً لاننا ما عرفناك الا مبدعاً وناجحاً في اعمالك.