للسنة الثالثة على التوالي، تثبت مدينة طرابلس أنها مدينة للحياة والفرح والعيش المشترك، مدينة تعشق الموسيقى والغناء، ومدينة بعد كل ما مرّت به من حروب وأزمات تستطيع النهوض مجدداً وأن تكون في المراتب الأولى على خارطة السياحة اللبنانية والعربية والدولية.

مهرجانات طرابلس الدولية التي إنطلقت بالأمس على المدرجات المستحدثة في معرض رشيد كرامي الدولي، هي أكبر دليل على ذلك والتي تنطلق تحت شعار "طرابلس الحياة" لتعطي صورة عن المدينة الفيحاء العاصمة الثانية للبنان والمدينة النابضة بالحب والفرح.

وككل عام تستقبل المهرجانات أهم النجوم اللبنانيين والعرب، فكانت الليلة الأولى مميّزة مع الموسيقي وعازف البيانو غي مانوكيان والفنان المصري أبو.

قدمت الحفل الإعلامية اللبنانية جويس عقيقي، وكانت بدايته مع النشيد الوطني اللبناني، لتلقي بعده المحامية سليمة اديب ريفي رئيسة جمعية "طرابلس حياة" والمشرفة على المهرجانات، كلمة رحّبت فيها بالحضور من سياسيين وفاعليات دينية وإعلامية وبالجمهور الحاضر.

وأشارت ريفي في كلمتها، إلى الصعوبات التي واجهت إقامة هذه المهرجانات والإستمرار فيها للسنة الثالثةبالرغم من المحاربة من جهات معروفة ومن ورائها غير معروفة!فإنهم أصرّوا على إقامتها للتأكيد على أن طرابلس مدينة لا تعرف الإستسلام ولا الموت ولا الحرب، بل هي مدينة الإنتصار على الخوف والسير في طريق الحياة.

وفي نهاية كلمتها طلبت ريفي من الموسيقيين ان يرفعوا مكبّرات الصوت ليسمع كل العالم صوت طرابلس الحقيقي.

وبعدها إعتلى غي المسرح، فأشعل مع فرقته الموسيقية الأجواء على وقع مقطوعاته الغنائية التي اعادت إحياء العديد من الأغاني المحفورة في ذهن وذاكرة اللبنانيين والتي تعود لعمالقة الفن اللبناني كالسيدة فيروز "كان الزمان وكان"، "كان عنا طاحون" والفنان الراحل زكي ناصيف "بنقيلك أحلى زهرة"، و "يا عاشقة الورد".

ولم يكتفِ غي بإحياء التراث اللبناني، بل تخطاه إلى التراث العراقي كأغنية "مالي شغل بالسوق"، و"يا رايح وين مسافر" وأغنية "يا حبيبي" للفنانة الراحلة أم كلثوم.

وكان للفنان المصري أبو محطة شارك فيها غي الغناء والرقص، فإطلالته أشعلت المسرح وقد أثبتا سويّا نجاح الديو المشترك الذي قدماه خلال موسم الصيف الحالي في أكثر من مهرجان وفي عدد من المناطق اللبنانية وصولاً إلى طرابلس إضافةً إلى حفلات خارج لبنان.

وبالطبع كان الحضور ينتظر بشغف اغنية "3 دقات" الشهيرة، والتي بمجرد انطلاقها أشعلت حماس الجمهور الذي ملأ المدرجات فوقف تصفيقاً ورقصاً.

وقدم أبو خلال الحفل أغنيته الجديدة بعنوان "ما تيجي" وختمها مرّة جديدة بأغنية "3 دقات".

وختام الحفل مع غي كان بتحية قدمها لوطنه لبنان بأغنية "راجع يتعمر لبنان" والتي كانت لفتة جميلة ومعبّرة منه أثنى عليها الجمهور وتفاعل معها.

وخلال الحفل كان لنا هذ اللقاء مع غي الذي تحدثنا فيه أولاً عن إطلالة أبو معه خلال حفلاته وإن كان ذلك سيترجم عملا مشتركا يتخطى الحفلات، حيث أكدّ غي أن ذلك سيحصل بالفعل وأن ابو طلب منه أن يحضّر له لحناً مميّزاً.

وكان لافتاً عند سؤالنا عن تعليقه على ما كشفته الفنانة اللبنانية إليسا في فيديو كليب أغنيتها "إلى كل اللي بيحبوني" من إصابتها بمرض سرطان الثدي وشفائها منه، رفضه التعليق على الموضوع نهائياً!

أما عن حفلته الليلة، فأعرب عن سعادته الكبيرة بحضوره إلى مدينة طرابلس التي يحبّها، وفخره بأن يقدّم فيها حفلاً أمام هذا الجمهور الراقي والجميل، بحسب تعبيره، مؤكداً أن هذه هي الصورة الحقيقية للمدينة ومتمنياً أن يعود ويغني فيها مجدداً ومجدداً.

يشار إلى أن الحفل واكبته مشاركة أمنية من عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، إضافة إلى الصليب الأحمر اللبناني والذين لم ينسَ القائمين على المهرجان شكرهم على جهودهم. ونحن بدورنا نوّجه لهم التحية لمواكبتهم كل المهرجانات وحضورهم اللافت الذي يبعث الطمأنينة دائماً في نفوس الحاضرين.