موهبة فنية كبيرة لا تتعامل مع موهبتها بشكل مادي أو سطحي مثل ما ينظر البعض لمصطلحات البطولة المطلقة وترتيب الاسماء وما إلى ذلك، إنما هو يترك أدائه يلمع في أي عمل فني جديد يظهر به ليكون الحكم الصادق للجمهور دليل على صدق موهبته، فهو من أكثر من لفتوا الأنظار في رمضان الماضي وتحدى نفسه بالمشاركة بأكثر من عمل كبطولة وكضيف شرف.


هو الممثل فتحي عبدالوهاب الذي يتحدث لـ"الفن" عن ظهوره في مسلسلات رمضان الماضي وعن فيلمه الجديد "الديزل" مع محمد رمضان وعن موقفه من الشهرة والنجومية ورؤيته للسينما في الوقت الحالي وتفاصيل أخرى كثيرة في المقابلة التالية:

في البداية.. كيف ترى ظهورك في رمضان الماضي بخمسة مسلسلات من بينها ثلاثة أدوار كضيف شرف؟
سعيد للغاية بكل دور قدمته في موسم رمضان الماضي، خصوصا أن كل الأعمال كانت مختلفة ولا علاقة لها ببعضها البعض. فدوري في "عوالم خفية" مثلا، جديد عليّ وتكرار للتعاون مع الزعيم عادل إمام، ودوري في "ممنوع الإقتراب والتصوير" أعتبر العمل كله بتفاصيله تجربة جديدة عليّ، وكذلك في "أبو عمر المصري" دور ضيف الشرف جديد للغاية وتحدث عنه الجمهور بإيجابية كبيرة. وبالنسبة لـ"رحيم" و "ربع رومي" فشاركت في العملين كنوع من المجاملة وهذا أمر طبيعي لأن ياسر جلال صديق عمري، وبشكل عام لا أستطيع أن أرفض أي عمل يتضمن دورا جديدا حتى ولو ظهرت فيه بمشاهد قليلة للغاية.

وما مدى الإرهاق الذي تعرضت له خلال المشاركة في هذه الأعمال؟
تعرضت لإرهاق كبير بسبب تصوير أكثر من عمل في وقت واحد، ولكن هذا الأمر اعتدنا عليه من قبل. اما الجديد هذا العام، فهو زيادة ساعات التصوير بشكل يومي والتنقل من بلاتوه الى آخر، ولكن تركيزي كله كان يصب على التصوير والعمل فقط خلال هذه الفترة حتى أنني لم أكن أجيب على هاتفي لفترة من كثرة الضغوط التي أحاطت بي.

وماذا عن فيلمك الجديد "الديزل" الذي تُشارك في بطولته مع محمد رمضان؟
إنتهينا من تصوير الفيلم منذ فترة، ومن المقرر عرضه بموسم الأضحى السينمائي. الفيلم يحمل قصة مميزة وتفاصيله جديدة وأُقدم فيه دورا جديدا، وأتوقع أن يحقق العمل النجاح عند عرضه.

البعض ردد أن إبتعادك عن البطولة المطلقة وتألقك في الجماعية، هو وسيلة للهروب من الأولى، وخصوصا بعد نجاحك الكبير في أدوارك في رمضان الماضي؟
لا أعتبر ان الإبتعاد عن البطولة المطلقة هو هروب منها ولم أفكر بمثل هذه الأشياء، خصوصا أنني لا أعمل بمقاييس البطولة أو مساحة الدور بقدر ما يفرض الدور نفسه عليّ وعلى أحداث الأعمال التي أُشارك فيها. أنا أهتم في المقام الأول بتقديم أدوار تستهويني وارى نفسي فيها وتكون مختلفة ومتميزة تظهر فيها قدراتي التمثيلية، وفي الوقت نفسه لا أخشى التعاون مع مؤلفين أو مخرجين يظهرون على الساحة للمرة الأولى، فالإبداع لا يحتاج لعمر معين.

وهل تهتم بالمردود المادي مقابل الأدوار المهمة التي تُقدمها؟
العائد المادي ليس الأهم بالنسبة لي وليس على قائمة أولوياتي، فأنا أهتم بتقديم أدوار من لحم ودم يصدقها الجمهور ويتفاعل معها، وطالما أن ذلك تحقق، أستطيع أن أقول إنني لم اتعرض لأي ظلم بل إنني حصلت على حقي من الفن من هذه الناحية.

وما الذي تسعى إليه من خلال عملك بالفن؟
أسعى لأن أعيش تجارب تمثيلية جديدة أظهر فيها بشكل مختلف وتضيف لمشواري الفني بشكل كبير، وبالنسبة لي القراءة تنمي المواهب وتزيد من ثقافة الإنسان وكذلك الأمر بالنسبة للتمثيل، فكلما قدمت دورا جديدا أشعر أنني اكتسبت خبرات وثقافات جديدة، وهدفي هو الوصول "لمناطق" جديدة في التمثيل تفيدني كممثل وتفيد الجمهور.

وهل تهتم بحسابات النجومية والشهرة؟
لا أهتم بهذا الأمر وهناك فارق كبير بين النجومية والشهرة وبين النجاح، فالبعض يتعامل مع فكرة النجومية بشكل سطحي وهذه ليست طريقتي. أنا أسعى للنجاح، وهذا الأمر يستدعي أن تظهر كل شخصية أُقدمها في أي عمل فني جديد، بشكل مميز في أحداث العمل، والحمد لله في رمضان الماضي ظهرت أدواري في كل الأعمال التي شاركت فيها بشكل مميز ولاقت إستحسانا كبيرا من الجمهور.

وما رأيك في أسلوب تعامل أصحاب المال مع إنتاج مسلسلات رمضان والتي تعتمد نظرياتهم على تقديم أعمال جيدة وتصويرها في وقت قياسي؟
أرى أن هذه الطريقة التي يتعاملون بها غير إنسانية وخصوصا حين يُطلب من المخرج تصوير المسلسل المكون من 30 حلقة مع كل ما يحتويه من تفاصيل سواء بالنسبة الى الديكور أو التمثيل او غيره من العناصر التي تؤدي الى تقديم عمل فني، في مدة لا تتجاوز الشهرين أو الشهرين والنصف على الأكثر، وبالتالي تترتب على عاتق الممثل وفريق العمل مسؤولية كبيرة وضغط نفسي وتكثيف لساعات التصوير، وهذا يعتبر إهدار للصحة والتركيز والإتزان. برأيي لا بد من تغيير هذه الطريقة حتى من أجل تفادي حدوث أي خطأ فني غير مقصود.

وكيف تنظر للسينما المصرية في السنوات الأخيرة مع ترداد البعض مقولة أننا نسير في الطريق الصحيح؟
هناك أفلام مميزة تحاول النهوض بمستوى السينما المصرية، ولكن حالة الإنتاج الكبيرة التي كنا نعيشها قبل الثورة ليست نفسها. برأيي الشخصي السينما لن تعود إلا بزيادة دور العرض السينمائية وتنشيطها وتفعيلهامن دون النظر للجانب الربحي. وأتمنى مثل كل الناس أن يعود إنتاج السينما لطبيعته وتسير الأمور على ما يرام.

ختاما.. هل تشاهد أعمالك، وكيف تتعامل مع فكرة الحكم على نفسك؟
أشاهد أعمالي بعد مرور أشهر طويلة على عرضها لأستمع للآراء في البداية ومن ثم أشاهدها بتمعن شديد من أجل الوقوف على أخطائي، وحين أكتشف خطا في أي دور قدمته أو أشعر بأنه كان من الضروري العمل على نفسي أكثر وتقديم الدور بشكل أفضل أتعامل بقسوة شديدة مع نفسي، ولكن لا أقف عند هذا الحد بل أتعلم وأحاول تفادي أي خطأ في المستقبل.