توم هانكس هو واحد من أهم نجوم السينما على مدى تاريخها، وأكثرهم موهبة، كما أنه أحد أكثر النجوم تحقيقاً للأرباح في شباك الإيرادات في تاريخ السينما العالمية.

ممثل ومخرج وكاتب ومنتج أميركي، حائز على جائزة الأوسكار مرتين، وجائزة إيمي وأربع جوائز غولدن غلوب.

بداياته

ولد توم هانكس في 9 تموز/يوليو عام 1956 في كونكورد، كاليفورنيا، لأبوين يعمل أحدهما طاه متجول، بينما الأخرى عاملة في مستشفى، إنفصل والداه وهو طفل صغير؛ ليذهب مع شقيقه لاري وشقيقته ساندرا ليقيما مع أبيهم، فيما بقي شقيقهم جيم مع أمهم.

لم يكن محبوباً في مدرسته، سواء من المدرسين أو الطلاب على حد سواء، حيث اعترف في وقت لاحق بأنه وقتها كان خجولاً وأنهم كانوا ينظرون إليه باعتباره غريب أطوار، إلا أنه لم يتورط في أية مشاكل.

خلال دراسته الثانوية، شارك في عدد من العروض المسرحية المدرسية، والتحق بعدها في إحدى جامعات كاليفورنيا لدراسة المسرح لمدة عامين. وخلال دراسته للمسرح، قابل توم هانكس رئيس أحد المسارح الشهيرة في أوهايو، حيث عينه الرجل كمتدرب، وتطور الأمر بهانكس ليعمل هناك لثلاثة أعوام تقريباً؛ نال فيها خبرة جيدة في العديد من أعمال المسرح المختلفة مثل الإضاءة والديكور وغيرهما، وهو ما أدى لأن يقوم توم هانكس بترك الجامعة،وصودف في الفترة ذاتها، أن يفوز بجائزة اختيار النقاد عام 1978 عن أدائه في مسرحية The Two Gentlemen of Verona.

في عام 1979، انتقل توم هانكس للسكن في نيويورك، حيث بدأ مسيرته السينمائية بفيلم محدود الميزانية هوHe Knows You're Alone، ومنه نال دوراً في الفيلم التلفزيوني Mazes and Monsters، وخلال نفس الفترة نال الدور الرئيسي في إحدى المسرحيات على أحد مسارح برودواي، وهو الأمر الذي ساعده على الحصول على وكيل أعمال يبحث له عن أدوار تناسبه.

وفي العام التالي، إنتقل إلى لوس أنجلوس، بعدما حصل على دور رئيسي في مسلسل Bosom Buddies، الذي استمر عرضه لموسمين، ونال إعجاب النقاد؛ رغم التقييمات المتدنية التي حصل عليها.

كانت النقلة المهمة التالية في حياة توم هانكس عندما طلبه المخرج رون هاوارد للمشاركة في بطولة الفيلم الرومانسي الخيالي Splash، ورغم أن هاوارد كان يريد هانكس لدور مساعد، إلا أنه غيّر رأيه ومنحه البطولة، ليحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، لينتقل بعدها إلى عمل كوميدي آخر هو Bachelor Party.

أحد نجوم هوليوود

بعد عدد من الأعمال المتواضعة ومحدودة النجاح، كان النجاح الكبير التالي لتوم هانكس عام 1988 بفيلم Big؛ الذي بسببه تحول هانكس إلى أحد النجوم القادمين بقوة الى هوليوود، ونال عنه أولى ترشيحاته للأوسكار، إلا أنه عاد بعدها مجدداً لتقديم عدد من الأعمال غير الناجحة.

كانت بداية عودته إلى النجومية مجدداً في أوائل التسعينيات، حيث قدم عام 1992 فيلم A League of Their Own، ثم تلاه عام 1993 اثنين من أهم الأفلام في تاريخه: Sleepless in Seattle الذي حقق نجاحاً تجارياً كبيراً، وPhiladelphia الذي نال عنه هذه المرة الأوسكار.

عام 1994؛ كان على موعد مع الأوسكار الثانية في فيلم Forrest Gump؛ ليصبح أحد القليلين الذين نالوا جائزتي أوسكار في عامين متتاليين، وفي العام التالي عاد للعمل مع هاوارد في فيلم Apollo 13؛ الذي نال إشادة كبيرة من النقاد، وفي نفس العام شارك في بطولة فيلم الأنيميشن الشهير Toy Story ؛ ليبدأ مرحلة جديدة من النجاح.

وكانت بدايته في مهرجان بحيرات شكسبير العظمى عام 1977، انتقل فيما بعد إلى نيويورك، ثم لعب دور البطولة في المسلسل التلفزيوني "Bosom Buddies"، لكنه أصبح أكثر شهرة عندما لعب دور البطولة في فيلم للمخرج رون هاوارد "Splash".

كما حقق توم هانكس النجومية في العديد من الأفلام المشهود لها وذات الشعبية الكبيرة، مثل Forrest Gump وBig وCast Away.

ولعب دور البطولة في The Davincicode عام 2006، المقتبس من الرواية الأكثر مبيعاً من تأليف دان براون وشاركته البطولة الممثلة أودري تاتو، وحصد الفيلم نجاحاً كبيراً وحقق أكثر من 750 مليون دولار في جميع أنحاء العالم.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر عام 2016، حصل على وسام الإستحقاق الرئاسي للحرية من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عن أدائه الهام في مجال الفن.

خان زوجته الأولى ليرتبط بـ ريتا ويلسون

قصة حب توم هانكس وزوجته ريتا ويلسون ، من القصص الشهيرة في هوليوود، فهما متزوجان منذ ثلاثين عاماً، إلا أن بداية معرفة الزوجين ببعضهما لم تكن بهذه الرومانسية، وإنما قامت على خيانة، فعندما التقى الشريكان لأول مرة في مسلسل Bosom Buddies، كان توم هانكس متزوجاً من حبيبته في الجامعة سمانثا لويس، ولديه طفلان منها، في حين كانت ريتا مخطوبة، ومع ذلك انفصل كلاهما عن شريكيهما بطريقة قاسية لتبدأ حياتهما معا.

فضيحة طلاقه

مر توم هانكس بطلاق قاسٍ، حيث انفصل عن زوجته الأولى عام 1987، وتزوج من ريتا ويلسون عام 1988، بالطبع كان الأمر صعباً للغاية على الأولى، بدليل أنها واجهته في محكمة لوس أنجلوس بدعاوى ضرب واعتداء، واعترف توم هانكس أنه لم يكن زوجاً جيداً لـ"سمانثا"، ولا أبا مثاليا، فالعمل احتل كل وقته، وغياب التواصل مع زوجته أدى للطلاق.

إبن عنصري

عام 2015، تسبب ابن توم هانكس "تشيستر"، في إثارة حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فـ"تشيستر" في هذا العام نشر العديد من الصور على احد مواقع التواصل الإجتماعي تشمل كلمة Negro (زنجي)، والمعروف أن هذه الكلمة تحمل أثراً سيئاً لدى المجتمع الأميركي لارتباطها بأحداث عنصرية ضد ذوي البشرة السمراء، إلا أن "تشيستر" لم يعتذر عن هذه الكلمة وظل مصراً على وجهة نظره بأنه يحق لأي شخص استخدامها، ولا يشترط أن يكون من ذوي البشرة السمراء لكي يقولها، مؤكداً أنه ليس من حق أي شخص أن يملي عليه ماذا يقول.

ولا تتوقف مشاكله مع إبنه عند هذا الحد، ففي العام نفسه، إعترف "تشيستر" في صورة أخرى -سرعان ما حذفها- إنه يتعاطى المخدرات ويبيعها أيضاً، وأنه وصل إلى مرحلة متدهورة جداً، إلا أنه عاد في صورة أخرى ليتحدث عن تعافيه، ودخوله إلى مركز إعادة تأهيل وتحسن صحته، بدوره علق هانكس على هذه الأحداث في حوار له مع برنامج ET، ليؤكد أنه يحب كل أبنائه بلا قيد أو شرط، وأنه كأب لا يملك أحياناً القدرة على إنقاذ ابنائه من الوقوع في الخطأ، ولكنه يستطيع دعمهم وهذا هو ما يفعله.

تسبب في إفلات مجرم من الحبس

في الولايات المتحدة الأميركية، يتوجب على المواطنين المشاركة في المحاكمات كجزء من أعضاء لجنة المحلفين، ولأن توم هانكس لا يفوّت فرص إنسانية مثل هذه، شارك عام 2013 في محاكمة رجل بتهمة ممارسة العنف المنزلي، إلا أن الأمور سرعان ما إنقلبت عليه، فعندما شكر أحد المحامين هانكس على مشاركته، مخالفاً بذلك القانون، وطلب محامي المتهم إعادة المحاكمة ليخرج المتهم حراً بغرامة 150 دولاراً أميركياً، بعد أن كان يواجه حكماً بالسجن لمدة عام.