أحيا كلّ من البروفيسور نداء أبو مراد (على آلة كمان)، والدكتور هيّاف ياسين (على آلة سنطور)، مع مجموعة متقدّمة من طلبة "بيت الموسيقى"، أمسية موسيقيّة حملت عنوان "فن المقام"، على مسرح الجامعة الأميركيّة في بيروت (AUB) في قاعة الأسامبلي هول، في الحمرا.

وجاء الحدث بدعوة من "بيت الموسيقى" في النّجدة الشّعبيّة اللّبنانيّة، ومؤسّسة "ميوزيك آند بيوند" (Music and Beyond foundation)، وبمشاركة الجامعة الأنطونيّة، وفي سياق الاحتفاليّة السّنويّة الرّابعة الّتي تحمل عنوان "أسبوع عالمي لسوريا" (Global week for Syria).

حضر الحدث رئيس جمعيّة النّجدة الشّعبيّة في لبنان المهندس رمزي عوّاد، وأهالي الطّلبة، والمجتمع المدنيّ، وباقة من محبّي الثقافة والموسيقى العربيّة الأصيلة الّذين غصّت بهم الصّفوف والمقاعد، افتتحت الحفلة بكلمة للسيّد هانيبعل سعد منظّم "أسبوع عالمي لسوريا"، ثمّ بدأت الأمسية الموسيقيّة بعزف ثنائيّ محترف وباهر قدّمه كلّ د. نداء أبو مراد على كمانه الرّائع (وهو نائب رئيس الجامعة الأنطونيّة للشؤون الأكاديميّة وللبحث العلميّ، وعميد كليّة الموسيقى وعلم الموسيقى فيها) ود. هيّاف ياسين على سنطوره السّاحر (وهو مدير عام "بيت الموسيقى" في النّجدة الشّعبيّة اللّبنانيّة والمدير الأكاديميّ لكليّة الموسيقى وعلم الموسيقى في الجامعة الأنطونيّة)، حيث قدّما سبعة فواصل موسيقيّة عزفيّة لفقرات مختلفة من التّقليد الموسيقيّ المشرقيّ العربيّ الفنّيّ، غالبيّتها مرتجلة في أشكال التّقاسيم والتّحميلة، وبحسب أسلوب مدرسة سامي الشوّا (1885-1965)، في المقامات العربيّة السّبعة الكبيرة الأساسيّة وهي: الرّاست، والبيّاتي، والسّيكاه، والحجاز، والصّبا، والجهاركاه (العجم)، والعشّاق (النّهوند)، حيث تميّز الأداء برصانته ومقاربته العميقة لجوهر المقام في هذا النّوع من الموسيقى، إذ تجلّى العازفان وأظهرا القدرة الكبيرة على الإبداع الفوريّ والابتكار الآنيّ لألحان مرتجلة مميّزة، أطربت كلّ الحاضرين الّذين صفّقوا مرارًا ومرارًا بكثير من الحفاوة.

بعدها، قدّمت فرقة "بيت الموسيقى" في جمعيّة النّجدة الشّعبيّة اللّبنانيّة بقيادة د. هيّاف ياسين، والمؤّلفة من ثلاثين عازفًا وعازفةً، بين عمريّ التّسع سنين والعشرين، على مختلف الآلات الموسيقيّة المشرقيّة كالعود والبزق والسّنطور والكمنجة والإيقاع والغناء، قدّمت وصلة موسيقيّة كاملة من مقام البيّاتيّ بحسب أسلوب مدرسة النّهضة العربيّة الخاصّة بعبده الحَمولي، حيث بدؤوا العزف بسماعيّ بيّاتي الشّهير لعزيز داده، ثمّ تقاسيم، فليالٍ، فموشّح "خلا العذار" (المجهول التّلحين من تراث عصر النّهضة) ثمّ موشّح والّذي أسكر (المنسوب لأحمد أبو خليل القبّانيّ 1833-1903سوريا)، فسماعي دارج بيّاتي،ّ فتقاسيم موقّعة، والختام بدور "آه يا حلو" من التّراث الموسيقيّ الشّعبيّ المصريّ، حيث أذهل الحضور بقدرة الفرقة الشّابة على محاكاة موسيقًى صعبة وعلى الادراك الواضح لمفهوم المقام وعلى مصالحتها الثّقافيّة مع هويّتها الموسيقيّة المشرقيّة العربيّة.

في الختام أخذت الصّور التّذكاريّة.